1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستشرق ألماني يكشف سر مخطوطة إسلامية نادرة عن الأصولية والتشدد

دويتشه فيله+ د.ب.ا (ط.أ)١٧ أبريل ٢٠٠٨

أعلن المستشرق الألماني، شتيفان ليدر امتلاكه نسخة من مخطوطة إسلامية نادرة عن"أخبار المشايخ وأخلاقهم" تعود إلى القرن التاسع للميلاد عن علاقة المسلمين بحكامهم والدعوة للخروج عليهم في مشهد يذكر بالأصولية المعاصرة.

https://p.dw.com/p/Dj3M
الثقافة الشرقية غنية لم يتم بع الكشاف كل أسرارها

أحيانا ينتاب المستشرق الألماني، شتيفان ليدر، شعور يشبه القشعريرة عندما يفكر في المخطوطة الإسلامية النادرة التي يحتفظ بها في مكتبه وذلك لأنه يعتقد أن هذه المخطوطة بمثابة "ذخيرة". ويرأس البروفيسور ليدر معهد "الشرق" التابع لجامعة هاله في ألمانيا. ويخشى ليدر أن يستخدم المتشددون من العلماء المسلمين وأتباعهم هذه المخطوطة التي عثر عليها بداية التسعينيات من القرن الماضي في احدى الزوايا المهملة بالمكتبة الوطنية في العاصمة السورية دمشق لتبرير تنفيذ "عمليات إرهابية".

وتعالج هذه المخطوطة التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي علاقة المسلمين بحكامهم. وهذا ما جعل ليدر يتردد حتى الآن في نشر المخطوطة التي احتاج لكثير من الوقت والجهد لفك رموزها وترجمتها. ويرجع ذلك لاعتقاده أن هذا الكتاب لصاحبه أبو بكر المروذي الذي عاش في القرن الثاني الهجري في بغداد هو أكثر المؤلفات التي كتبت في هذا المجال حتى القرن الثاني من وفاة النبي محمد تشددا وأصولية.

مخطوطات مثيرة

Freies Bildformat Ausstellung: Sprache der Wüste: Arabisch Kaligraphie
المشرق العربي ...بين عالم المخطوطات والجمالصورة من: DW

ويدعو هذا الكتاب المعنون "أخبار المشايخ وأخلاقهم" إلى عدم احترام سلطة الدولة ويحذر علماء المسلمين من الركون للحاكم وتزيين ما يقوله "لأنهم سيتعرضون لعقاب الله". ومما جاء في المخطوطة عن حكام المسلمين:"إن التزلف إليهم يعني التقلب في نار جهنم". ودعا مؤلف المخطوطة المسلمين "الذين يخشون ربهم" إلى الابتعاد "ما وسعهم الأمر" عن الحكام "الفاسدين" وإلى عدم احترام القضاء.

ويصف المستشرق الألماني هذا الأمر بأنه "جهادي ومهين". ولا يستبعد ليدر أن تستغل جماعات متشددة معاصرة مثل تنظيم القاعدة وغيرها هذا الموقف المتشدد تجاه أمراء الدولة الأموية والعباسية لتبرير عملياتها "الإرهابية" خاصة في ضوء قرب مؤلف الكتاب المروذي من الإمام أحمد بن حنبل، مؤسس المذهب الحنبلي الذي له أتباع كثيرون في العالم الإسلامي، وهو مذهب يميل إلى التشدد في عدد كبير من القضايا.

قراءة التراث في سياقه التاريخي

Abu'l-Walid Ibn Rushd (1126-1198)
صورة ابن رشد، أحد كبار الفلاسفة العرب المعروفين في الغربصورة من: npb

ورغم كل ذلك فقد قرر البروفيسور شتيفان ليدر نشر نص هذه المخطوطة النادرة ولكنه يعتزم إرفاقها بتعليق يبين السياق التاريخي الذي كتبت في ظله. وعن ذلك يقول ليدر: "لقد أدت قراءة التراث الحنبلي بمنأى عن السياق التاريخي الذي ظهر فيه إلى الكثير من التحليلات والتفسيرات الخاطئة التي لا حصر لها والتي أريد أن أنأى بنفسي عنها". ويأخذ المستشرق على بعض زملائه من المتخصصين في الدراسات الإسلامية عدم إرفاق تعليق بمؤلفات العلماء المسلمين التي تعود للقرون الأولى من تاريخ الإسلام لدى نشر هذه المؤلفات. ويرى أن ذلك سهل على الأصوليين في العصر الحديث استخدام هذه المؤلفات لتبرير عقيدتهم المتشددة. أما ليدر فيعد نفسه من العلماء الذين يعون مسئوليتهم العلمية تجاه ما تنطوي عليه أبحاثهم من نتائج في هذا العصر الذي جعل فيه الكثيرون من أنفسهم "مجاهدين في سبيل الله".

ويعتزم ليدر نشر هذه المخطوطة مع تعليقه عليها خلال عام في صورة كتاب بعنوان:"انتقاد الدولة في الدين الإسلامي، أتقياء المسلمين في مواجهة أصحاب السلطة في كتابات المروذي". ويوضح المستشرق أنه "غالبا ما يكون من الصعب على الغربيين فهم مدى أهمية تأثير تحليل النصوص الدينية وتفسيرها من قبل شيوخ الإسلام المتشددين".

اكتشاف بالصدفة

ولو لم يكتشف المستشرق الألماني ليدر هذه المخطوطة لأبي بكر المروذي بمحض الصدفة في مكتبة "الأسد الوطنية" في دمشق قبل نحو 17 عاما، لظلت في مكانها هناك الآن وذلك لأن العنوان الأصلي للكتاب "أخبار المشايخ وأخلاقهم" لم يكن ليلفت الأنظار إليه كثيرا. كما أن المروذي لم يكن من أهم تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل الذي يتمتع باحترام واسع داخل العالم الإسلامي، وذلك على الرغم من أن المروذي كان من أكثر المقربين له.

وكان ليدر يبحث في مكتبة دمشق عن وثائق عن مسلمين من نابلس في الضفة الغربية من الذين كانوا قد استقروا في سوريا إبان الحملات الصليبية. ولم يعر ليدر في بداية الأمر الكثير من الاهتمام لمخطوطة المروذي. ومع ذلك فقد قام بتصويرها لاحتمال استخدامها فيما بعد وصور معها 1300 من الكتب والوثائق الأخرى. ويعتقد البروفيسور ليدر أن العنوان "غير الجذاب" للكتاب هو سبب عدم نشره بالعربية حتى الآن. وحاول ليدر تتبع خط سير هذه المخطوطة من بغداد إلى دمشق فوجد أنها كتبت في بغداد في الثمانينيات من القرن التاسع الميلادي ثم بيعت في دمشق في القرن الثاني عشر حيث وصلت إلى مكتب المدرسة العمرية الدينية لصاحبها الشيخ أبو عمر بن قدامة المقدسي. وفقد جزء كبير من مقتنيات المكتبة العمرية ولكن هذه المخطوطة كانت من بين الكتب التي وضعت في المكتبة الوطنية بدمشق. وتضم المخطوطة نصوصا إسلامية عن مسئولية علماء الإسلام وعلاقتهم بالحكام.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد