1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر المستشرقين الألمان يناقش آفاق الاستشراق في القرن الحادي والعشرين

هيثم عبد العظيم٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧

تستضيف مدينة فرايبورج الألمانية الدورة الثلاثين لأكبر مؤتمر للمستشرقين الألمان، حيث يحضره أكثر من ألف عالم. المؤتمر الذي يستمر لمدة خمسة أيام، يتناول التحديات التي تواجه علم الاستشراق في القرن الحادي والعشرين.

https://p.dw.com/p/BjbF
علم الاستشراق لم يعد مقتصرا على الابحاث الكلاسيكية حول الحضارة الاسلاميةصورة من: Institut für Orientalische Studien, St Petersburg

افتُتحت يوم الإثنين (24 سبتمبر/أيلول) في مدينة فرايبورج الألمانية، الدورة الثلاثون لمؤتمر المستشرقين الألمان، الأكبر والأهم من نوعه والذي ينظم مرة كل ثلاثة أعوام. يشارك هذا العام في المؤتمر الذي يستمر لمدة خمسة أيام نحو ألف عالم من عدة دول من بينها إنجلترا وأمريكا وتركيا وإيران والسودان وإندونيسيا. وتتناول فعاليات دورته الحالية مستقبل علم الاستشراق ونتائج أحدث الأبحاث في فروع العلم المختلفة.

وعلم الاستشراق يتمتع بمكانة مرموقة في الحياة الأكاديمية الألمانية، إذ يرى كثير من الباحثين أن علم الاستشراق الألماني نجا من العيوب التي وقع فيها نظيراه الفرنسي والإنجليزي. فالاستشراق الألماني ركز على العلوم اللغوية وقدم تحليلات علمية رصينة للموروث العربي، كما أنه لم يكن مُسَيساً، بحكم أن ألمانيا لم تكون قوة مستعمرة. أما الاستشراق الفرنسي والإنجليزي، فقد وقع بعض باحثيه في فخ خدمة القوى الاستعمارية، مقدمين صورة مغلوطة إلى حد ما عن العالم العربي والإسلامي. ربما من هنا جاء الاهتمام بعقد هذا المؤتمر في ألمانيا منذ عام 1921، إذ عُقدت دورته الأولى آنذاك في مدينة لايبتزج.

أبعاد جديدة في علم الاستشراق

Europa Orient Symbolbild
من يدرس من؟صورة من: picture-alliance/dpa/DW

ومع التاريخ الطويل لعقد هذا المؤتمر، يهتم منظموه هذا العام بالنظر إلى مستقبل هذا العلم. فالاستشراق بدأ كمحاولة من الغرب لدراسة ما اصطلح على تسميته "الشرق"، وهي مناطق تدين بالإسلام في معظمها وتتحدث العربية بشكل أساسي إلى جانب الفارسية والتركية وغيرها، غير أن علم الاستشراق في العصر الحالي يتجه إلى بحث مجالات مختلفة. الدكتور والمترجم جونتر أورت يرى أن الاستشراق يتوجه حاليا إلى دراسة القضايا السياسية الراهنة للشرق الأوسط، كما يهتم بدراسة الأوساط الإسلامية في ألمانيا وأوروبا، وذلك نظرا لهجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى أوروبا وتكوينهم جاليات كبيرة هناك.

كذلك يشهد العصر الراهن اهتماما متزايدا من قبل الساسة بالعلوم الإسلامية وغيرها من فروع علم الاستشراق، كما يلاحظ الدكتور أورت المختص في الأدب العربي المعاصر. ويرى أن ذلك الاهتمام هو النتيجة الطبيعية للتعقيد المتزايد في القضايا السياسية والعلاقات الدولية. معتبرا أن هناك مصلحة مباشرة للحكومة الألمانية في الوقت الراهن لدراسة قضايا وظواهر الإسلام السياسي، لاسيما وقواتها تنتشر في أكثر من دولة إسلامية حاليا.

ويضيف أورت أن الأبحاث الاستشراقية أصبحت متكاملة ومترابطة مع العلوم السياسية والاجتماعية وليست معزولة عنها، مما يفسر أن كثيرا من طلبة العلوم الإسلامية يلتحقون بعد إتمامهم لدراستهم بمراكز أبحاث حكومية أو مستقلة، وهي المراكز التي يعتمد عليها صناع القرار.

الأقوى يدرس الأضعف

Orient Okzident
أبعاد جديدة في علم الاستشراق

طبع علم الاستشراق علاقة الشرق بالغرب لقرون، ظهرت خلالها الكثير من الصور النمطية للشرق. ولعل أهم الانتقادات التي تم توجيها إلى هذا العلم كانت من المفكر ادوارد سعيد في كتابه الشهير "الاستشراق"، حيث حلل الكيفية التي "صنع" بها الغرب فكرة الشرق كهوية تخيلية ثابتة ولا تتغير.

يرجع ادوارد سعيد عملية "صنع" الشرق إلى موازين القوة التي كانت موجودة في الماضي بين الغرب المستعمِر والشرق المُستعمَر. وهو الأمر الذي يتفق معه الدكتور أورت حيث يرى أن الغرب كان المسيطر دائما، وكان يحدد مواضيع الدراسة، بينما كان الشرق مشغولا بمقاومة الغرب سياسيا وليس بدراسته، لذلك لم يتشكل علم مكافئ يدرس الشرقُ من خلاله الغربَ، أي "الاستغراب"، مضيفا أن الشرق أدرك أن الغرب لا يمكن اختزاله بهذه البساطة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد