1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب الطائرات الأميريكية بدون طيارعلى "القاعدة" وعواقبها

٨ يونيو ٢٠١٢

تسعى الحكومة الأميريكية إلى القضاء على تنظيم القاعدة في باكستان واليمن من خلال توسيع استخدامها للطائرات بدون طيار، لكن وفاة مدنيين يمكن أن تزيد من عدم الاستقرار السياسي في البلدين.

https://p.dw.com/p/15AGN
A US Predator unmanned drone armed with a missile stands on the tarmac of Kandahar military airport as Afghan President Hamid Karzai spoke at a meeting with tribal leaders in Kandahar city, Afghanistan, Sunday June 13, 2010. President Karzai appealed to hundreds of tribal and religious leaders to support a major operation in their southern province, the heartland of a Taliban insurgency. Karzai, accompanied by top NATO commander US General Stanley McChrystal, spoke to representatives and residents in Kandahar about renewed efforts to bring stability to the war-weary province. (ddp images/AP Photo//Massoud Hossaini, Pool)
USA Drohne US Predatorصورة من: AP

وسعت الولايات المتحدة في الشهر الماضي برنامجها المثير للجدل للطائرات بدون طيارفي جنوب اليمن وعلى الحدود الافغانية الباكستانية. ووفقا لتقارير نشرته وسائل إعلام، نفذت الطائرات مؤخرا 14 هجوما قتل خلالها ما لا يقل عن 70 مقاتلا اسلاميا مشتبها بهم.

ويفترض أن هذه الهجمات الجوية تجيء وفاءا بالوعد الانتخابي الذي قطعه على نفسه الرئيس باراك أوباما، حينما وعد بتصعيد الحرب ضد تنظيم القاعدة، وفي الوقت ذاته تقليل الثمن الباهظ سياسيا واقتصاديا للحملات الأميريكية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وبرغم سحب القوات الأميريكية من العراق في ديسمبر/ كانون أول 2011، وتحديد عام 2014 لإنهاء تواجدها رسميا في أفغانستان، تم تصعيد العمليات العسكرية بالطائرات بدون طيار منذ تولى أوباما منصب الرئاسة في يناير/ كانون ثاني 2009.

كان مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان قد علق لأول مرة في الثلاثين من أبريل الماضي في كلمة ألقاها بمركز "وودرو ويلسون" للطلاب الدوليين بالتفصيل على البرنامج المكثف للطائرات بدون طيار، واصفا مثل هذه الهجمات بأنها "مقبولة اخلاقيا"، "مشروعة" و "عادلة". كأساس لهذا البرنامج أورد برينان حق الدفاع عن النفس المتأصل في القانون الدولي وقانون التخويل الذي أقره الكونغرس والذي يفرض قيودا مشددةعلى الحقوق الأساسية لمن يشتبه بهم في الانتماء إلى المنظمات الإرهابية مثل القاعدة أو حركة طالبان.

"ونوه برينان في خطابه أنه لا توجد طريقة أفضل لتقليص الخطر على المدنيين إلا بتنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار. وواصل برينان قائلا: " قراراتنا بشأن الطريقة والأسلوب لتعقب الإرهابين المنتمين لتنظيم القاعدة مدروسة بعناية، فنحن نعمل بدقة متناهية لضمان عدم التضحية بأرواح الأبرياء"

Deputy National Security Adviser for Homeland Security and Counterterrorism John Brennan briefs reporters in the James Brady Press Briefing Room at the White House in Washington, Friday, Oct. 29, 2010, after President Barack Obama made a statement about the suspicious packages found on U.S. bound planes. (AP Photo/Charles Dharapak)
مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينانصورة من: AP

"جرم التواطؤ"

ولكن تقريرا صدر عن جريدة نيويورك تايمز في التاسع والعشرين من مايو/أيار الماضي كان قد كشف أن أعداد الضحايا المعلنة رسميا ربما تجمل الواقع القاسي، فطريقة أوباما المثيرة للجدل في إحصاء الوفيات من السكان المدنيين، يمكن أن تتلاعب بالأرقام الحقيقية. وتعتبر الإحصاءات جميع الرجال الذين بلغوا سن الخدمة العسكرية المتواجدين في المنطقة المستهدفة مسلحين إسلاميين؛ إلا إذا كانت هناك أدلة على براءتهم. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول قيادي استخباراتي سابق لم يرد ذكر اسمه وصفه لهذا بأنه "جرم بالتواطؤ".

وقال خبير مكافحة الارهاب توم باركر من منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة في حواره مع DW: "هذا البرنامج يفترض أن كل رجل بالغ من أصل باكستاني أو صومالي أو يمني أو غير ذلك من الجنسيات العربية أصيب بقذيفة من قبل طائرة بدون طيار، هو في الواقع لابد أن يكون مذنبا في شيء ما" وواصل قائلا: "هذا البرنامج لا يميز بالقدر الكافي بين "المدنيين الأبرياء والأشخاص، الذين تعتقد الحكومة أنهم متورطون في أنشطة إرهابية".

حرب الطائرات بدون طيار في باكستان

لم تفلح واشنطن في إقناع باكستان بشن هجوم بري ضد المتطرفين الاسلاميين في المناطق القبلية الواقعة تحت إدارتها، لذلك قامت الولايات المتحدة بتقوية برنامجها في مناطق شمال وجنوب وزيرستان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. والتبرير هو : إن الهجمات الجوية يفترض أن تحمي من وقوع هجمات ضد قوات التحالف في أفغانستان المجاورة.

وتقدر مؤسسة أمريكا الجديدة (New America) غير الحزبية في واشنطن إجمالي عدد ما قتل من أشخاص في باكستان في الفترة بين عام 2004 و 2012 من قبل هجمات الطائرات بدون طيار بـ 1189 قتيلا، قتل نحو 80 في المائة منهم في فترة حكم أوباما، وحوالي 293 من هؤلاء القتلى من المدنيين. ووفقا لما أوردته مجلة Long War Journal فقد قتل نحو 2300 من المتطرفين الاسلاميين و 138 من المدنيين منذ عام 2006 بسبب هجمات الطائرات بدون طيار في باكستان.

وقد دعت لجنة برلمانية باكستانية في مارس/آذار الماضي إلى وضع حد للبرنامج الأميريكي للطائرات بدون طيار ، لأن هذه الهجمات تقوض سيادة باكستان وستؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين بدون داع. وحذرت اللجنة من انتشار موجة من العداء للولايات المتحدة في باكستان. وفي مقابل ذلك تبرر واشنطن موقفها بأن أمريكا تملك حق الدفاع عن نفسها، الأمر الذي يبرر هذا البرنامج، وخاصة بعد هجمات الحادي عشرمن سبتمبر. وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا: "لقد تعرضنا للهجوم في الحادي عشرمن سبتمبر، ونحن نعرف الجناة، ونعلم أن تنظيم القاعدة يقف وراء هذه الاعتداءات"، وأضاف: " سوف نفعل كل ما في وسعنا لحماية بلدنا وضمان عدم حدوث مثل هذا الهجوم مرة ثانية".

U.S. President Barack Obama (R) shakes hands with Pakistan's Prime Minister Yusuf Raza Gilani during their bilateral meeting on the sidelines of the Nuclear Security Summit in Seoul March 27, 2012. REUTERS/Larry Downing (SOUTH KOREA - Tags: POLITICS MILITARY)
لقاء بين أوباما وجيلاني في سيول 2012صورة من: Reuters

جبهة متنامية في اليمن

في اليمن تحركت حكومة الولايات المتحدة صوب الجنوب. ومن المفترض أن يحبط ذلك اتساع مكاسب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في ظل موجة الانتفاضة الشعبية التي أدت الى الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح الذي ظل يحكم اليمن لسنوات طويلة. وكان علي عبد الله صالح حليفا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة. وتنظر حكومة أوباما إلى شبه الجزيرة العربية باعتبارها فرع تنظيم القاعدة الأكثر نشاطا. حيث استغلت القاعدة الفوضى السياسية للاستيلاء على مدن في جنوب اليمن. ووفقا لتقارير مجلة Long War Journals فقد قتل هناك 242 من المتطرفين الاسلاميين و56 من المدنيين منذ عام 2002 إثر هجمات لطائرات أميريكية بدون طيار. ومنذ عام 2009، تضاعفت الهجمات كل عام وارتفعت حتى عام 2012 إلى 22 هجمة.

"الحكومة تلعب هنا بالنار" هكذا تحدث في حوار أجراه مع DW جون بلينغرالمستشار القانوني لمجلس الأمن القومي حاليا والذي خدم في إدارة بوش السابقة أيضا. وأضاف بلينغر : "لديهم استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب تتمتع بشعبية متزايدة في الحكومة، ويمكن قتل الإرهابيين دون أن يكتشف العامة ذلك، ولن يكون هناك أي مشاكل اعتقال". هذه الاستراتيجية لا تمثل خطرا على الجنود الأمريكيين، ولكن بلينغر يلاحظ في الوقت ذاته تصاعد الانتقادات الدولية لأمريكا. ويعلق على ذلك قائلا: "هذا قد يؤدي إلى أن تعيد الحكومة تفكيرها وأن تعارض برنامج الطائرات بدون طيار".

اختلافات قانونية دولية

ترى الولايات المتحدة لنفسها ،من الناحية القانونية، حق التدخل في عدد من البلدان للمشاركة في النزاع المسلح ضد شبكة تنظيم القاعدة الإرهابية. وقال بيلينغر الذي يعمل الآن في شركة أرنولد أند بورتر الدولية للاستشارات القانونية أن واشنطن تعتبرهذا الموقف أمرا ضروريا. ولكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تحدث محاولات لتسليم قادة الإرهابيين من دول مثل اليمن وباكستان إلى الولايات المتحدة. ويعلق بيلينغرعلى هذا قائلا: "الأوروبيون ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم دول العالم الأخرى كانت تتوقع أن إدارة أوباما سترفض مثل هذه الأساليب التي اتبعها الرئيس السابق بوش، وستقوم بوقف هذه الحرب بأسرها والعودة إلى لاحتكام للعدالة الجنائية"، ويضيف بيلينغر: "إن المفاجأة وخيبة الأمل كبيرتان؛ لأن هذا لم يحدث في عهد أوباما."

Redaktionshinweis: PHOTO MUST BE USED IN ITS INTIRETY. NO SALES AP PROVIDES ACCESS TO THIS PUBLICLY DISTRIBUTED HANDOUT PHOTO TO BE USED ONLY TO ILLUSTRATE NEWS REPORTING OR COMMENTARY ON THE FACTS OR EVENTS DEPICTED IN THIS IMAGE. AP provides access to this publicly distributed HANDOUT photo to be used only to illustrate news reporting or commentary on the facts or events depicted in this image. +++ ARCHIV: In this image taken from video and released by SITE Intelligence Group on Monday, Nov. 8, 2010, Anwar al-Awlaki speaks in a video message posted on radical websites. Die Liste der Terroranschlaege, mit denen Anwar al-Awlaki in Verbindung gebracht wird, ist lang: Zwei Attentaeter der Anschlaege des 11. September 2001 sollen seinen Predigten gelauscht haben. Dem als "Unterhosenbomber" bekannt gewordenen Umar Farouk Abdulmutallab soll er die religioese Legitimation fuer seinen letztlich gescheiterten Anschlag auf ein Passagierflugzeug geliefert haben. Mit dem Amokschuetzen Nidal Malik Hasan, der wegen der Ermordung von 13 Menschen auf dem US-Militaerstuetzpunkt Fort Hood angeklagt ist, hatte Awlaki vor dessen Tat regen E-Mail-Verkehr. Zahlreiche weitere Attentaeter wurden von ihm inspiriert. Nun ist Anwar al-Awlaki tot. Wie das jemenitische Verteidigungsministerium am Freitag (30.09.11) mitteilte, starb der 40-jaehrige bei einer Militaeraktion im Jemen, was inzwischen auch von US-Geheimdienstkreisen bestaetigt wurde. (zu dapd-Text) Foto: Anonymous/Site Intelligence Group/AP
أنور العولقي خطيب القاعدة في اليمن قتلته القوات الأميريكيةصورة من: dapd

وبالنسبة لمنظمات حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية فإن أعمال الشرطة التقليدية والعمل الاستخباراتي هي الطريق الأكثر قانونية وفاعلية لتعقب الارهابيين المشتبه بهم. وقال باركر: "إن الولايات المتحدة تريد إقناعنا بأنها في نزاع مسلح مع خصم لا ينتمي لدولة بعينها. ومثل هذا الادعاء لم يصدر عن أي بلد حتى الآن، ووصفه بأنه مثار جدل سيكون وصفا به تهوين".

ويكمل باركر حديثه قائلا: "كان يمكن لأسامة بن لادن أن يعلن الحرب على الولايات المتحدة شأنه في ذلك شأني أنا، إنه مجرد شخص. إعلان الحروب يكون بين الدول. كان هذا ومازال هو الأساس القانوني منذ نشاة القانون الدولي".

دراسة تحليلية للتكاليف والمنافع

إضافة إلى جدل المشروعية القانونية تهدد الولايات المتحدة معركة التكاليف والمنافع: فالخسائر المتجسدة في وقوع قتلى من المدنيين والاضطرابات السياسية ستوضع في مقارنة مع الخسائر التي مني بها قادة تنظيم القاعدة. ويقول بيلينغر مستشار الحكومة السابق: "عن طريق هذه الهجمات أمكن إلحاق خسائرعلى نحو فعال بقيادة القاعدة. وفي الواقع فهناك خطط من جانب تنظيم القاعدة للقيام بهجمات جديدة على الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن سنصل الى نقطة حيث تأخذ الفوائد في التناقص، كما أن قيمة الأشخاص المستهدفين والقتلى لن تصبح ذات أهمية كبيرة".

على الرغم من أن برنامج الطائرات بدون طيار قد حقق بعض النجاحات التكتيكية من خلال القضاء على أبرز أعضاء تنظيم القاعدة، إلا أن توم باركر الذي يعمل بمنظمة العفو الدولية يرد على ذلك بأن الخسارة الاستراتيجية طويلة الأمد التي ستلحق بالولايات المتحدة ودول مثل باكستان واليمن ستكون أكبر: "فالمناطق التي كانت قبل بدء هذا البرنامج تعاني من ضعف الاستقرار، أصبحت غير مستقرة تماما، إضافة إلى ذلك فقد قتل كثير من المدنيين الأبرياء ".

سبنسر كيمبل/ صلاح شرارة

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات