1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تونس – الخوف من محدودية الخيارات على النموذج المصري

٣٠ يونيو ٢٠١٢

حزب "نداء الوطن" الذي أسسه الباجي قائد السبسي يثير الكثير من الجدل في تونس، فالكثير من أعضائه كانوا أعضاءا في حزب الدكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي، والتونسيون يخشون من غياب الخيارات مستقبلاً على غرار النموذج المصري.

https://p.dw.com/p/15OHB
Tunisian Prime Minister Beji Caid Essebsi during a press conference in Tunis, Tuesday April 26, 2011. (ddp images/AP Photo/Hassene Dridi)
صورة من: AP

يعرف الرئيس السابق للحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي تمام المعرفة كيف يثير غضب خصومه، فقد أسس حزباً جديداً باسم "نداء الوطن"، وفق ما أعلن منتصف حزيران/ يونيو في قصر المؤتمرات في العاصمة تونس. ويخشى حزب النهضة الحاكم، وهو أقوى حزب في تونس منذ فوزه في انتخابات العام الماضي، المنتقدين وعلى رأسهم السبسي البالغ من العمر 86 عاماً، فيسارع بعض أعضاء حزب النهضة إلى إشاعة أن سنه يحول دون إمكانية ضلوعه بدور قيادي سياسي، مشيرين بشيء من سوء النية إلى "انتهاء الصلاحية بشكل طبيعي"، مطالبين في الوقت ذاته إلى إعلان "موته سياسياً". لكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن السبسي يعيد تشكيل المشهد السياسي في تونس.

وخلال الاحتفال بولادة الحزب الجديد "نداء الوطن" تمت دعوة شخصيات مختارة، من الطبقة البرجوازية فقط من جميع أنحاء تونس، إضافة إلى شخصيات قيادية من الحزب السابق "حزب التجمع الدستوري" الذي كان يتزعمه دكتاتور البلاد المخلوع زين العابدين بن علي. "الهدف المعلن لحزب السبسي الجديد يتمثل في حشد جميع أحزاب المعارضة الديمقراطية حوله، كمحاولة لإيجاد ثقل موازن لحزب النهضة الإسلامي"، كما يقول ألكسندر كنيبريتس من فرع مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية في تونس. فحزب النهضة الحاكم، كما يبدو في الوقت الراهن، يتخذ الكثير من القرارات بشكل منفرد، كتسليم رئيس الحكومة الليبي السابق البغدادي علي المحمودي للسلطات الليبية، لدرجة أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي أعلن أنه لم يكن على معرفة بالأمر.

Riot police chase after protesters in the Ettadhamen district of the capital Tunis June 12, 2012. Tunisian police have detained 86 people after Salafi Islamists, angered by an art exhibition they say insults Islam, rioted overnight and clashed with police who tried to disperse them, an interior ministry media official said on Tuesday. REUTERS/Zoubeir Souissi (TUNISIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CRIME LAW RELIGION)
تم اعتقال الكثير من السلفيين بعد أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات على معرض فني.صورة من: Reuters

وقت مناسب لحزب جديد

يأتي تأسيس الحزب الجديد في الوقت الذي لا يعرف فيه أحد حقاً إلى أين تتجه الأمور في تونس، ففي منتصف حزيران/ يونيو قام السلفيون باحتجاجات عنيفة على معرض فني، انتهت بأعمال عنف وحظرللتجوال ليلا. المواجهة بين الليبراليين والقوى الإسلامية آخذة في التصاعد في الوقت الراهن. ويدور معظمها حول مسألة: ما هو غير إسلامي وما يجب حظره؟ انتقد السبسي الموقف المتراخي الذي أبدته الأحزاب الثلاثة المؤلفة تجاه أعمال العنف هذه، وهي حزب النهضة وحزبين مدنيين هما التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية. ووجه نداءا إلى الحكومة لتحمل مسؤولياتها إزاء الأحداث التي هزت البلاد. في الفترة بين عامي 1965 و1986 تولى السبسي الكثير من المناصب الحكومية خلال حكم أول رئيس تونسي الحبيب بورقيبة، الذي يعد مهندس استقلال تونس. وكما هو الحال مع بورقبية رأى السبسي أن الإسلاميين يشكلون تهديداً لتونس. لكن بسبب توليه مناصب خلال حكم الدكتاتور المخلوع بن علي، أصيبت سمعة السبسي بالكثير من الضرر.

مصداقية شعبية

ستكون مهمة السبسي، في إقناع الشعب التونسي، بعيدة كل البعد عن السهولة، فعلى الرغم من براعته التكتيكية، لكنه ليس صديقاً للشعب بأي حال من الأحوال، كما يرى الخبير في الشؤون التونسية حمادي العوني من جامعة برلين الحرة. ويوضح العوني أن هم السبسي الأول هو الاحتفاظ بالسلطة والنفوذ. حين هرب الدكتاتور السابق زين العابدين بن علي إلى المملكة السعودية في كانون الثاني/ يناير 2011، أصبح الباجي قائد السبسي رئيساً للحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من أنه حل حزب التجمع الدستوري المكروه شعبياً وأخرج كل السياسيين التابعين للنظام السابق من حكومته، لكن تم الترحيب بكل أعضاء حزب التجمع الدستوري السابقين في الحزب الجديد. لذلك ينظر الشعب إلى هذا الإجراء كولادة جديدة لحزب التجمع الدستوري، كما يقول ألكسندر كنيبريتس. "يجب أن يعمل على إيجاد مصداقية ديمقراطية ويبرهن على قطيعته مع الماضي".

Rachid Ghannouchi, leader of the Ennahda movement, Tunisia's main Islamist political party, speaks at a news conference in Tunis June 13, 2012. REUTERS/Zoubeir Souissi (TUNISIA - Tags: POLITICS)
راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلاميصورة من: Reuters

المعارضة المشتتة في تونس أيضاً لا تعرف تماماً كيف يجب أن يكون الإعلان عن الحزب الجديد. وفيما أيد حزب "المسار" تأسيس "نداء الوطن"، يرغب الحزب الجمهوري في البقاء مستقلاً. لكن حقيقة أن هناك الكثير من أعضاء حزب التجمع الدستوري المنحل يريدون الحصول على عضوية حزب "نداء الوطن"، ما زالت تشكل –وفق ألكسندر كنيبريتس- حاجزاً نفسياً أمام الانضمام إلى الحزب الجديد. ويضيف كنيبريتس أن "بعض الأطراف لديها مخاوف من تكرار المأزق المصري المتمثل في الاختيار بين الطاعون أو الكوليرا". فهل سيكون على الشعب التونسي الاختيار مستقبلاً بين الإسلاميين وأتباع الدكتاتور السابق؟ السبسي لم يقدم حتى الآن إشارات على استعداده على إجراء قطيعة كاملة مع الماضي، بل حدث العكس كما يرى كنيبريتس، فهناك انطباع حالياً بأن "نداء الوطن" حركة تجمعية لكل الذين باتت سلطتهم ونفوذهم مهددتان بالضياع.

الحاجة إلى إعادة تشكيل

حزب النهضة أعلن بالفعل عن تقديم طلب في الجمعية التأسيسية لحظر النشاط السياسي للأعضاء السابقين لحزب التجمع الدستوري وأنصاره. هل يعد حزب السبسي الجديد بديلاً عن حزب النهضة؟ ويبدو من السابق لأوانه التكهن، لكن يقول العوني مجيباً على السؤال إنه على قناعة من أنه "نداء الوطن" سوف لن يكون بديلاً. ويضيف بالقول: "لم يكن الباجي قائد السبسي أبداً رجلاً تقدمي المنحى. والتونسيون بحاجة إلى قوة سياسية منظمة بشكل جيد وببرنامج واضح، كبديل عن حزب النهضة".

ديانا هودالي/ عماد غانم

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات