1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القطاع السياحي المصري بانتظار أن يفي مرسي بوعوده لدعمه

٨ يوليو ٢٠١٢

رغم أن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي بعث بإشارات مطمأنة للقطاع السياحي، تعهد فيها بدعمه إلا أن ذلك لم يهدأ من روع العاملين فيه، فهم ينتظرون أفعالا وليس أقوالا.

https://p.dw.com/p/15RaP
Muslim Brotherhood's presidential candidate Mohammed Mursi speaks at his last rally in Cairo, Egypt, Sunday, May 20, 2012. Egypt's election commission is vowing that next week's presidential election will be free and fair. The May 23-24 presidential election is the first since last year's ouster of longtime authoritarian ruler Hosni Mubarak. It marks the first time Egyptians will choose their leader in a race overseen by international monitors. (Foto:Fredrik Persson/AP/dapd)
صورة من: AP

في وسط الجونة، المنتجع السياحي الواقع على سطح البحر الأحمر، جلس إكرامي لطيف رفقة أصدقاءه للاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة. لطيف أستاذ في الغطس في الجونة، وهو يجول بالسياح في أعماق البحر الأحمر. الفول والفلافل، الأكلة الشعبية في مصر، هي وجبة غداء لطيف اليوم، بينما هناك في الفنادق الفاخرة على الجهة المقابلة، يقدم للسياح ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة وفواكه البحر.

إكرامي البالغ من العمر 36 عاما، يتذكر تماما اللحظة التي علم فيها بنبأ تولي محمد مرسي رئاسة مصر؛ حينها ساد الهدوء الجونة، عدا سيارتين أو ثلاثة طافت الشوارع لتزمر لتزمر ابتهاجا بفوز مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. غالبية السكان في منطقة الجونة صوتت لصالح أحمد شفيق منافس مرسي في الانتخابات والذي اعتبر أحد "فلول" النظام السابق.

El Gouna ist nicht der Tahrir Platz, hier zeigt sich Ägypten von seiner ruhigen Seite. Die DW darf die Bilder von Mohamed Bdawi honorarfrei verwenden. Zugestellt von Viktoria Kleber.
شاطئ الجونةصورة من: Mohamed Bdawi

والآن، بدا القلق واضحا على سكان الجونة، لخشيتهم من أن السياح سيبتعدون عن مصر، بسبب وصول محمد مرسي مرشح "حزب الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم. ويقول إكرامي بهذا الخصوص، أنه "يخشى من أن يفقد عمله"، فالسياح حسب رأيه سيبحثون عن بلد آخر، يتوفر هو الآخر على طقس جميل ويتميز سكانه بكرم الضيافة.

منع ارتداء المايو والخمر؟

وإذا تعلق الأمر بكرم الضيافة، فإن الجونة خير مثال عن ذلك. إنها جنة بالنسبة للسياح الراغبين في ممارسة الغطس أو ركوب الأمواج، علما أن درجة الحرارة مثالية باستمرار لكذا نشاطات. إكرامي قلق بشدة من أن ينتهي كل شيء، خاصة وأن البرلمان الذي حل مؤخرا، سبق له أن ناقش في حزيران/ يونيو الماضي قضية منع ارتداء المايو وإغلاق محال الخمور، وهذا ما سيشكل ضربة حقيقة للحركة السياحية في الجونة وغيرها من المنتجعات في مصر.

ويعد القطاع السياحي الركيزة الثالثة للاقتصاد المصري، فهو يوفر فرصة عمل لكل مواطن مصري من أصل ستة، وتراجع عدد السياح سيكون له نتائج كارثية على الاقتصاد المصري الذي يعاني سلفا من انتكاسة تلو أخرى.

آنه ماري، السيدة الهولندية سبق لها أن زارت مصر أربع مرات. وهي عادة ما ترتدي في العطلة لباسا خفيفا يظهر أجزاء من جسدها، وأحيانا تشرب كأسا من البيرة على شرفة غرفتها في الفندق أو أمام المسبح، وتقول إنها وفي حال منع السياح من ارتداء المايو أو شرب الخمر، فإنها لن تزور مصر ثانية.

وعود مرسي بدعم القطاع السياحي

بيد أن الأمور في مصر لا تجري باتجاه منع ارتداء المايو أو إغلاق محلات الخمور، فالرئيس الجديد محمد مرسي يعي تماما أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري. وفي أول خطاب له بعد توليه الرئاسة، تعهد مرسي بدعم القطاع السياحي حتى يستعيد قوته وينمو بمستوى أكبر عما كان عليه في عهد النظام السابق.

El Gouna, Ägypten, Umweltschutz Alle Fotos copyright: El Gouna, zur Veröffentlichung freigegeben
الجونة جنة للسياحصورة من: El Gouna

وحسب الأرقام المقدمة من قبل وزارة السياحة المصرية، سجل القطاع السياحي العام الماضي تراجعا في أرباحه بنسبة 30% بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه. وفي حقيقة الأمر أدت الاضطرابات التي شهدتها مصر بعد ثورة الـ25 من يناير إلى تراجع كبير في أعداد السياح، رغم أن الكثير منها شمل المدن الكبرى فقط، لكن السائح العادي لا يفرق بين القاهرة مثلا وبين منطقة كالجونة التي لا تتأثر كثيرا بما يجري مذلا في ميدان التحرير.  في المقابل يثق أدهم محمود أحد المسؤولين في القطاع السياحي في الجونة بكلام مرسي، والدليل أنه لم يتم "إلغاء أي حجوزات" بعد تعيين الأخير رئيسا للبلاد.

القلق يصيب المسيحيين أيضا

إكرامي من جهته، لا يستطيع التغلب على قلقه، خاصة وأنه يرى في مرسي ممثلا عن الإخوان، وأنه يحاول التأقلم مع المزاج السياسي السائد، فإذا واجه الأخير ضغطا من قبل السلفيين، فإنه سيلغي القوانين المحفزة للسياحة، وهنا "يكمن الخطر". إكرامي ينتمي إلى الطائفة المسيحية التي تشكل نصف سكان الجونة. وفيها يعمل المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب، في إطار بنية متكاملة غير متنافرة. تلك المنطقة الصغيرة تتوفر على جامع وكنيسة. وفي رمضان يعمل المسيحيون لأوقات أطول، وكذلك الشأن بالنسبة للمسلمين في أعياد الميلاد.

حياة التكافل هذه، يخشي إكرامي أن تنقضي، عبر "اصدر قوانين ضد المسيحيين، ستخلق نوعا من الفجوة بين المسيحيين والمسلمين" موضحا "نحن لا نعرف أين ستتجه الأمور، ولكننا نخشى من ذلك كثيرا".  وباتت الكرة في مرمى محمد مرسي، فهو الوحيد القادر على طمأنة المسيحيين كإكرامي وغيره، وباقي العاملين في القطاع السياحي عبر الوفاء بوعوده في دعم القطاع. في ما يرى إكرامي أن "الجميع يستحق الاستمتاع بهذا الشاطئ الجميل، ولما لا بالمايو".

فيكتوريا كليبر/ وفاق بنكيران

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد