1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تتصدرها العلاقة مع صلاح .. تحديات تواجه "العميد" مع الفراعنة

٧ فبراير ٢٠٢٤

أخيرا تحقق حلم حسام حسن فأصبح مدربا للمنتخب المصري. إنها مرحلة جديدة لا تقتصر على عودة المدرب الوطني بعد فشل "الأجنبي" فحسب بل أيضا تتضمن تحديات عديدة ستواجهه في مهمته الجديدة خصوصا في وجود الملك المصري، محمد صلاح.

https://p.dw.com/p/4c7eF
حسام جسن المدرب الجديد للمنتخب المصري
حسام جسن المدرب الجديد للمنتخب المصريصورة من: Khalil Mazraawi/AFP/Getty Images

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم تعيين حسام حسن مديراً فنيا لمنتخب الفراعنة خلفا للبرتغالي روي فيتوريا المدير الفني الذي تم توجيه الشكر له بسبب الخروج من دور الــ16 ببطولة أمم أفريقيا المقامة حالياً في كوت ديفوار وتختتم منافساتها يوم الأحد المقبل.

 ويعد حسام حسن واحدا من أهم وأبرز لاعبي كرة القدم ليس في مصر ولكن في قارة أفريقيا حيث اختير أكثر من مرة من بين أفضل لاعبي القارة في القرن العشرين.

يملك حسام حسن أو "العميد"، كما يلقبونه في مصر، تاريخا حافلا من الإنجازات كلاعب مع أندية الأهلي والزمالك ومنتخب مصر سواء ما يتعلق بعدد الأهداف أو البطولات.

ولد حسام حسن حسنين في 10 آب/أغسطس 1966 بحي حلوان جنوب العاصمة المصرية القاهرة ، ظهرت موهبته مبكراً فانضم هو وتؤامه إبراهيم حسن إلى قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وتدرج بين صفوفه حتي تم تصعيده للفريق الأول قبل أن يتم عامه الثامن عشر واستمر فيه حتي عام 1991 حيث كان تألقه اللافت في كأس العالم 1990 بإيطالياً سبباً في احترافه في باوك اليوناني ثم نيوشاتل السويسري قبل أن يعود مجدداً إلي القلعة الحمراء بعد أقل من عامين ليستمر إلى عام 1999 حيث انتقل إلى لغريم التقليدي "الزمالك" وبينهما تجربة صغيرة في الدوري الإماراتي.

رصيد حافل

قضي حسام حسن في القلعة البيضاء 4 سنوات ثم انتقل إلى المصري البورسعيدي ومنها إلى الترسانة ثم الإتحاد السكندري.

حسام حسن لعب في كل المنتخبات المصرية بجميع مراحلها السنية من الناشئين والشباب والأول الذي تم ضمه لأول مرة عام 1985 وكان ظهوره الأول في مباراة ودية أمام النرويج.

شارك حسام حسن في 170 مباراة دولية وسجل 83 هدفا وقاد مصر للتأهل لكأس العالم 1990 بإيطالياً بهدف سجله في مرمي الجزائر، كما كان حسام حسن عنصراً أساسياً في الفوز ببطولة أمم أفريقيا عام 1998 والتي توج خلالها بلقب الهداف مشاركة مع الجنوبي أفريقي بينيدكيت مكارثي.

عقب اعتزاله كلاعب أتجه إلى مجال التدريب فتولّى حسام حسن (57 عاماً) تدريب عدد من الأندية المحليّة أبرزها الزمالك وبيراميدز والمصري البورسعيدي والإتحاد السكندري ومصر المقاصة والإسماعيلي ومودرن فيوتشر، كما درّب منتخب الأردن (2013-2014).

حسام حسن خلال حصة تدريبية مع لاعبي منتخب الأردن (12/11/2013)
حسام حسن خلال حصة تدريبية مع لاعبي منتخب الأردن الذي تمكن من الوصول معه إلى مباراة فاصلة على بطاقة التأهّل إلى مونديال البرازيل 2014 للمرة الأولى في تاريخ "النشامى". صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance

حقق حسام حسن خلال مشواره كلاعب العديد من البطولات من بينها 3 ألقاب أمم أفريقيا مع منتخب بلاده أعوام 1986 و 1998 و 2006 وكأس العرب 1992 ودورة الألعاب الأفريقية 1991 وفاز بلقب الدوري مع الأهلي 11 مرة وثلاث مرات مع الزمالك.

 كما فاز بكأس مصر 5 مرات بينهم مرة مع الزمالك و4 مع الأهلي ولقبي السوبر المصري وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 4 مرات مع الأهلي ومرتين دوري أبطال أفريقيا مرة مع القلعة الحمراء وأخرى مع الزمالك ولقب بطولة عربية ولقبي سوبر عربي مع الأهلي ولقب البطولة الأفروآسيوية مع الأهلي ومرتين دوري أبطال العرب والدوري الإماراتي مع العين وكأس السوبر المصري السعودي مع الزمالك.

وعلي صعيد الألقاب الشخصية توج حسام بلقب عميد لاعبي العالم عام 2001 كأكثر لاعبي الكرة مشاركة في المباريات الدولية، وهو أيضا هدّاف المنتخب المصري تاريخياً بـ68 هدفاً والأكثر مشاركة بقميصه بـ 184 مشاركة. وهداف الدوري المصري وهداف دوري أبطال أفريقيا وأفضل لاعب في مصر ومن أفضل لاعبي الكرة في تاريخ القارة الأفريقية بجانب الأساطير إيتو وميلا وجورج وايا.

حسام حسن يحمل كأس بطولة أمم أفريقيا 1998 (28/2/1998))
حسام حسن يحمل كأس بطولة أمم أفريقيا 1998، التي فازت بها مصر وحصل هو على لقب هداف البطولة أيضا وفي الصورة يظهر أيضا زملاؤه في منتخب مصر مثل الحارسين الحضري ونادر السيد والمدافع سامي الشيشيني. صورة من: picture-alliance/dpa/E. Cabanis

غياب البطولات كمدرب وتحديات في انتظاره

على مدار سنوات طويلة ظل حلم حسام حسن وتؤامه إبراهيم هو تدريب منتخب الفراعنة، لكن بلا جدوى حتي جاءت له الفرصة الآن بعد أن قرر الإتحاد المصري للكرة التخلي عن فكرة المدرب الأجنبي والاعتماد على الوطني.

ويرغب حسام في تحقيق نفس الإنجازات التي حققها الراحل محمود الجوهري، الأب الروحي لحسام حسن، وأحد أكثر المدربين نجاحا مع المنتخب المصري.

في الواقع لم يُحّقق حسام حسن أي لقب خلال مسيرته التدريبة وإنجازه الأكبر كان الوصول بمنتخب الأردن إلى مباراة فاصلة على بطاقة التأهّل إلى مونديال البرازيل 2014 للمرة الأولى في تاريخ "النشامى"، حيث خسر أمام الأوروغواي 0-5 ذهاباً وتعادل معه سلباً إياباً في مونتيفيديو.

 وتُعدّ ولايته الثالثة مع المصري البورسعيدي المحطة الأفضل في مسيرته التدريبة، حيث حقق خلالها المركز الرابع في الدوري مرتين والمركز الثالث مرة، وبلغ نهائي الكأس المحليّة كما السوبر، كذلك قاده إلى نصف نهائي الكونفدرالية للمرة الأولى في تاريخ النادي بمسماها الحالي، بالإضافة إلى تحقيق المركز الثاني مع الزمالك في بطولة الدوري موسمي 2009-2010 و2010-2011.

وستكون أول أهداف حسام مع الفراعنة هو التأهل لكأس العالم 2026 في أمريكا وحصد لقب بطولة أمم أفريقيا المقبلة بالمغرب.


بيد أن حسام حسن يواجه بعض التحديات في مهمته الجديدة، أولها كيف يمكنه تعويض الجماهير المصرية بعد الخيبات المتتالية في السنوات القليلة الأخيرة، وتلبية انتظاراتها الكبيرة والعالية السقف بعد العقد الذهبي الذي توج فيه الفراعنه بالألقاب الأفريقية. وفي هذا السياق سيكون أمامه كسر تحدي المونديال الذي يعتبر حقلا صعبا لحد الآن للمنتخب المصري.
التحدي الثاني يكمن في مدى قدرته على التعامل مع نجوم المنتخب وخصوصا قائده محمد صلاح، لاسيما أن الأسلوب الشخصي الذي يعتمده حسام حسن غالبا ما يعتمد الأسلوب الأبوي في التعامل مع اللاعبين، وهو أسلوب قد يستطيع نسبيا نهجه مع لاعبين شبان أو محليين لكن سيجعله في صدام مع النجوم خصوصا إذا تعلق الأمر بـ"الملك" محمد صلاح !، أفضل محترف في تاريخ مصر. 

فقد وجه حسام، المدرب الجدلي،  انتقادات لصلاح، ثاني الهدّافين التاريخيين لمنتخب بلاده (55)، عقب قراره ترك المنتخب والعودة إلى إنجلترا بعد دور المجموعات، لاستكمال علاجه بشدّ في العضلة الخلفية خلال مباراة غانا (2-2) في الجولة الثانية. وقال في تصريحات تلفزيونية "لو كنت على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، وطلب صلاح السفر للعلاج في إنجلترا فسأوافق، لكن لن أعيده مرة أخرى". وأشار إلى أن صلاح من أفضل اللاعبين المصريين الذين حققوا إنجازات في الملاعب الأوروبية، لكن "منتخب مصر خط أحمر"، موضحاً أن دور نجم "ريدز" ليس فنياً فقط، لكن له دور معنوي كأنه أحد أفراد الجهاز الفني. وأردف: "لو كنت مدرباً للمنتخب لن يعود صلاح حتى إذا كنت سأخوض النهائي وسنخسره في غيابه".

وبعد تعيين حسام حسن مدربا للمنتخب أخذ مصريون في نشر "ميمز" ومقاطع فيديو وصور فكاهية وساخرة تتنبأ بعلاقة حسام باللاعبين وخصوصا بصلاح في الفترة القادمة أثناء التدريب أو المباريات. 

تحدٍ ثالث يواجه العميد، ذكرت تقارير في الصحافة المصرية بأنه تم بحثه بين الاتحاد المصري ومدرب المنتخب الجديد، ويتعلق بالأسلوب العصبي الذي تتسم به شخصية المدرب حسام حسن وطريقة تسييره للمنتخب، وهو أسلوب طالما عرّض الإدارة الفنية للمنتخب للإشكاليات وعقوبات في بعض الأحيان.
م.س/ ص.ش ( د ب أ، أ ف ب)