1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: تحالف ضروري لكنه محفوف بالمخاطر

راينر زوليش١٢ سبتمبر ٢٠١٤

ستشارك عشر دول عربية في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، التعاون العربي مع الولايات المتحدة مهم وليس له بديل، إلا انه تعاون سيكون له ثمن سياسي كما يرى راينر زوليش.

https://p.dw.com/p/1DBbI
Saudi Arabien John Kerry zu Besuch in Jeddah 11.09.2014
صورة من: Reuters/B. Smialowski

هل من الممكن اعتبار دولا كالسعودية وقطر ومصر، شركاء موثوق بهم في القتال ضد عصابات تنظيم "الدولة الإسلامية"؟ لا إنهم ليسوا كذلك، فالسعودية لديها نظام حكم مستبد وغير ديمقراطي، مبني على الشريعة، فيما تساند قطر بشكل كبير جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة لدعمها لجماعات متشددة مثل حماس. أما مصر وبالرغم من أنها حاربت الإخوان المسلمين، إلا أنها تغض الطرف عن نشاط جماعات أكثر راديكالية كالسلفيين حتى لا تخاطر بالدعم المالي السعودي لها.

لم يكن إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية" يمثل خطرا يذكر على المحور السني، سواء في دول الخليج أو تركيا، بل بالعكس فإنه كان يعتبر أداة مفيدة تم دعمها وتوظيفها بشكل غير مباشر ضد نظام بشار الأسد في سوريا الذي يعتبر حليفا وثيقا لإيران الشيعية التي تتنافس مع السعودية على الزعامة الإقليمية في المنطقة.

غض الطرف السني

حتى عندما اجتاح متطرفو تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة الموصل في العراق وامتد نفوذهم ليشمل مناطق أخرى، تعاملت الدول السنية بسلبية كبيرة مع الحدث. وكان واضحا أن التنظيم المتطرف تحالف مع العشائر السنية المحلية ضد الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة والتي تربطها صلات وثيقة بالنظامين السوري والإيراني. هذا التطور دفع الدول السنية لغض الطرف عن النشاط الإرهابي لعصابات تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ كانت رغبتها في إسقاط رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي آنذاك أهم بالنسبة لهم من محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

Deutsche Welle Rainer Sollich Arabische Redaktion
راينر زوليش خبير شؤون الشرق الأوسطصورة من: DW/P. Henriksen

ومع ذلك، فلا يوجد بديل للتحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول السنية، فبدون دعم هذه الدول لا يمكن الانتصار على داعش. إن التنظيم الإرهابي يعتمد على التهريب وفرض الضرائب على السكان في المناطق التي يسيطر عليها، إلى أنه من المهم أيضا تجفيف منابع تمويله، لاسيما في دول الخليج. كما أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التنسيق مع دول المنطقة لاستعمال مجالها الجوي لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا بفعالية. ويبدو أنه في ظل استهداف السكان وقتلهم وإبادة جماعات عرقية بالكامل وذبح الأبرياء أمام شاشات الهواتف المحمولة فإن التدخل العسكري لن يكون له بديل، فهذا العنف لا يمكن مواجهته ووقفه إلا بالقوة.

تعاون له ثمن

إن تعاون الأنظمة العربية لن يكون بدون مقابل، فهي ستضغط حتى لا تساهم العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في تقوية المحور الإيراني السوري. في الحالة السورية يبدو الهدف مشروعا، إذ أن نظام الأسد يخوض معركة ضد غالبية شعبه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ضاربا بعرض الحائط الأعراف والقوانين الإنسانية، وهو غير مسموح له بالاستفادة من الحرب ضد الإرهاب. لذلك، ورغم كل هذه الاعتبارات فمن الصواب أن تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية المعتدلة ضد النظام والسوري بالتوازي مع عملياتها العسكرية ضد "الدولة الإسلامية". غير أنه من غير المؤكد أن تسير الأمور على هذا المنوال، فقد يستغل الأسد الموقف ويخرج منتصرا من الحرب.

هناك ثمن آخر ذو طبيعة سياسية، فالأنظمة العربية تعي تماما حاجة واشنطن لها في محاربة الإرهاب، ما سيجعلها تقاوم أي إصلاحات ديمقراطية بمزيد من الثقة في النفس، ونفس الأمر ينسحب على المطالب المتعلقة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان. ففي زمن الحرب على الإرهاب، لن يكون هنالك بالتأكيد "ربيع عربي" آخر، وبالتالي لن تتحقق إصلاحات هذه الأنظمة السياسية المتهالكة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات