هل يواصل دورتموند نجاحه أوروبيا بعد تقهقره محليا؟
٢١ أكتوبر ٢٠١٤
ينوي فريق بوروسيا دورتموند الألماني العودة بتأهل من أرض فريق غلاتا سراي التركي في الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقررة الأربعاء (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، ويعتزم دورتموند محو خيبته المحلية، حيث يتقهقر في ترتيب البوندسليغا. دورتموند، الفائز على أرسنال الإنكليزي (2-صفر) وأندرلخت البلجيكي (3-صفر)، سقط محليا (2-1) أمام كولونيا السبت الماضي متجرعا هزائم متتالية، فهبط إلى المركز الرابع عشر في الترتيب المحلي.
لكن مع عودة ماركو رويس وإيلكاي غوندوغان وهنريك مختاريان، سيحصل المدرب يورغن كلوب على بعض أسلحته القاتلة في مباراة اسطنبول ضمن المجموعة الرابعة. ويتصدر دورتموند المجموعة الرابعة برصيد ست نقاط مقابل ثلاث نقاط لأرسنال ونقطة واحدة لكل من غلاتا سراي وأندرلخت. ويأمل دورتموند في الحفاظ على مسيرته الأوربية الجيدة هذا الموسم من خلال مباراة الأربعاء أمام مضيفه غلاتا سراي على عكس مسيرته السيئة في الدوري الألماني هذا الموسم حيث يحتل مركزا متأخرا في جدول البوندسليغا بفارق نقطة واحدة فقط أمام فرق منطقة الهبوط.
وعانى دورتموند هذا الموسم من كثرة الإصابات في صفوفه. ورغم عودة إلكاي غوندوغان وماركو رويس وهنرك مختاريان إلى صفوف الفريق في المباراة أمام كولونيا في البوندسليغا يوم السبت الماضي، فقد يحصل اللاعبون الثلاثة على فترة راحة في مباراة الأربعاء. أما يورغن كلوب المدير الفني لنادي بوروسيا دورتموند فأكد أن فريقه يقدم كرة قدم لا جدوى منها بعد تعرضه للهزيمة الخامسة في الموسم الحالي من الدوري الألماني. واستدرك كلوب في حديثه بالقول: "علينا أن ننجو بأنفسنا من هذه الأزمة لأننا لن نتلقى المساعدة من أي شخص".
ما خلفيات أزمة دورتموند محليا؟
أزمة دورتموند بدأت قبل أسبوعين حين انهزم على أرضه أمام متذيل الدوري فريق هامبورغ، في أسوأ انطلاقة لدورتموند بقيادة المدرب كلوب. ومع ذلك فقد سادت الفريق أجواء جيدة، عندما قال مدرب الفريق يورغن كلوب: "هكذا هي الحال، عندما يتراجع المرء إلى الحضيض، وهذه هي حالتنا الآن، ينبغي استخلاص العبر، عندئذ يمكن العودة إلى الساحة بقوة أكبر". وفي مواجهة كولونيا عاد لاعبون كثيرون إلى الفريق كانوا غائبين عنه بسبب الإصابة، مثل رويس ومختاريان، وبشكل خاص غوندوغان العائد إلى الملاعب بعد غياب دام 14 شهرا. وهؤلاء لم يتذوقوا مرارة الهزائم السابقة للفريق. ولديهم أيضاً مهارات كبيرة، فالنجم البارز رويس رفع مستوى الأداء الهجومي للفريق بشكل ملفت. وفي أيام الصعاب، يستطيع رويس بمهاراته الفريدة مساعدة الفريق إلى تحقيق النجاح مجددا.
لكن مشاركة هذا العدد من اللاعبين الجدد كان بمثابة مجازفة كبيرة. فــ غوندوغان مثلا أضاع كرات كثيرة في خط الوسط. والنتيجة كانت تقدّم كولونيا عبر كيفين فوغت في الدقيقة الأربعين. فريق دورتموند يفتقد منذ عدة أسابيع للنظام والانسجام، وقبل كل شيء لخط دفاع قوي. ويرى رومان فايدن حارس مرمى دورتموند فيلار أن "الكثيرين غير معتادين على التعامل مع موقف كهذا، فمعظم اللاعبين لم يشهدوا سوى أيام المجد التي عاشها بروسيا دورتموند"، ويضيف: "لذا فاللاعبون القدامى مطالبون الآن بتوفير أجواء هادئة وقيادة الفريق إلى الأمام".
هدف التعادل الذي كان بعد ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني أمام كولونيا، أظهر صورة فريق دورتموند الحقيقي الذي يمتاز بالسرعة وقوة أدائه وأجوائه الحماسية والعاطفية. لكن ما لم ينجح دورتموند في تحسينه أمام كولونيا هو الحد من نسبة أخطائه. وجاء الهدف الكولوني الثاني الذي سجّله تسولار قبل ربع ساعة من نهاية المباراة، ضمن حالة ارتباك طالت حارس المرمى أيضا. وفي هذا السياق يقول يورغن كلوب: "الأهداف التي تلقيناها كانت أهدافا غبية كان ينبغي تفاديها. لقد هزمنا أنفسنا بأنفسنا".
من المسؤول؟ المدرب أم الفريق؟
خمس هزائم في ثماني مبارياتز إنها نتائج مخيبة أثارت بالطبع أجواء الحيرة لدى دورتموند. فمثل هذه النتائج تثير الجدل في الحقيقة حول المدرب نفسه، لكن مثل هذا النقاش لم يحدث لدى دورتموند. ومع ذلك أصبح من الضروري أن يستعيد الفريق توزانه، حيث لم يعد للفريق الوقت الكافي محليا، كما يقول المدرب، ويضيف: "علينا تحسين أدائنا واللعب بتركيز عال والعمل على تحسين استغلالنا لفرص التسجيل التي تتاح لنا. لا بد من تعزيز الدفاع وتحسين خط الهجوم".
وفي المباريات التي تقام الأربعاء ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يستقبل باير ليفركوزن الألماني زينيت سان بطرسبرغ الروسي، وتجتذب المواجهة المرتقبة بين ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الإسباني حامل لقب البطولة كل الاهتمام والأضواء ، كما يلتقي أتلتيكو مدريد الأسباني مع مالمو السويدي، وأولمبياكوس اليوناني مع يوفنتوس الإيطالي، وموناكو الفرنسي مع بنفيكا البرتغالي، وأندرلخت البلجيكي مع أرسنال الإنكليزي، وغلاتا سراي التركي مع بوروسيا دورتموند الألماني.
ع.م/ ع.ع (DW، أ ف ب ، د ب أ)