1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل ندم الالمان على تحقيق الوحدة؟

حوالي 20 % من الألمان يفضل الانفصال واعادة سور برلين

https://p.dw.com/p/5twa
البحث عن الحرية والرفاهية: هل وجد الالمان الشرقيون مأربهم بانهيار سور برلين؟صورة من: AP

الوحدة الألمانية حدث تاريخي رائع ، هذا ما يتردد سماعه في كل مكان وهذا ما يراه معظم الألمان. ولكن آخر استطلاعات للراي أظهرت شيئاً آخر وهو ان 20 بالمئة من الشعب الألماني يتمنى التقسيم وعودة سور برلين من جديد.

تناقلت وسائل الإعلام العالمية قبل 15 عاماً صوراً لسور برلين وهو يسقط حيث احتفل الألمان الشرقيون والغربيون جنباً إلى جنب بهذه المناسبة التاريخية. ولكن ربما كان هؤلاء العشرون بالمئة من الشعب الألماني اليوم وبعد مرور اقل من 15 عاماً على الوحدة الألمانية محقين في رغبتهم في عودة سور برلين وتقسيم ألمانيا من جديد.

ولكن ماذا حصل ليتحول هذا الإبتهاج إلى إمتعاظ ولتتحول الفرحة إلى عداوة وليتحول الإستعداد للعون والمساعدة إلى اللامبالآة؟

يمكن القول أن مثل الشعب الألماني كمثل العائلة الكبيرة التى لم ير أفرادها بعضهم البعض لزمن طويل. وإن حصل والتقوا بعد هذا الغياب الطويل، فرحوا بهذا اللقاء فرحة كبيرة. ولكن وبعد أيام قليلة يبدأ الجميع بالتذمر، فتقابل الإقتراحات ووجهات النظر بالرفض والإستياء، ويصبح الجو مشحوناً بالتوتر والخلافات، مما يفسد فرحة اللقاء. عندئذ يعود المرء ويفرح من جديد برحيل هؤلاء الضيوف المزعجين المتعبين، وهذا ماحصل تماماً للشعب الألماني.

Tag der Deutschen Einheit - Die Festgäste
ألماني يرفع علم المانيا الاتحادية وعلم ولايته تورنغن احتفالا بالوحدةصورة من: AP

نجحت المانيا الشرقية بالتحررمن الديكتاتورية الإشتراكية، وقد ساعدها على ذلك الإتحاد السوفيتي بما يخص هذه المسألة. أما المانيا الإتحادية فانتهزت فرصة تخلص ألمانيا الديمقراطية من معسكر الشيوعية وعجّلت في تنفيذ قرار الوحدة. وفي حين قامت المانيا الإتحادية بتقديم الدعم المالي لألمانيا الشرقية، قام الألمان الشرقيون، ورداً على هذا الجميل، بمنح أغلبية أصواتهم للحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) برئاسة هيلموت كول في أول إنتخابات ألمانية موحدة.

سيطرة اقتصادية

ولم يمر وقت طويل حتى بدأت الفجوة بالإتساع من جديد. فأخذت الشركات الألمانية الغربية العملاقة تبسط يدها على ما تبقى من إقتصاد ألمانيا الشرقية المنهك، ليس بهدف تطويره أو تحديثه وإنما بهدف ضمان التخلص ومنذ البداية من أية منافسة ألمانية شرقية في هذا المجال او ذاك. كما حاول الكثير من الألمان الغربيين الكسب والربح بطرق ملتوية، مستغليين بذلك براءة وسذاجة الألمان الشرقيين وقلة خبرتهم في السوق الجديد. وبالمقابل، بدأ الألمان الشرقيون بالبحث وبدون جدوى عن الرخاء الإقتصادي الذي وعدهم به هيلموت كول. وهنا نشأت صورة الألماني الغربي المغرور الذي يدعي المعرفة والإلمام بكل شيء (Wessi) تقابله صورة الألماني الشرقي المتذمر الممتعض باستمرار (Ossi).

أخذت المليارات تتدفق من المانيا الغربية إلى ألمانيا الشرقية فتمت عمليات إصلاح المدن وتحديث البنية التحتية لألمانيا الشرقية، وتوفرت فرص عمل ولكن ليس للجميع. فتدافع الشبان الأذكياء الأكفاء من بعض مناطق ألمانيا الشرقية باتجاه الغرب مخلفين ورائهم كبار السن قليلي الحيلة. وكانت القلة القليلة من الألمان الشرقيين ادركت أن الرخاء والإزدهار الذي عم عليهم من ألمانيا الغربية لم يأت بين ليلة وضحاها وإنما كان مخططاً له منذ عقود طويلة.

انتهاء شهر العسل!

وقد دلت المظاهرات في مدن ألمانيا الشرقية سابقاً والتي نظمت حديثاً على منوال مظاهرات عام 1989 على حدوث تغير واضح في موقف الألمان الشرقيين من الوحدة. ففي حين قام الشرقيون قبل 15 عاماً بالتظاهرمن اجل المطالبة بإصلاحات والوقوف في وجه نظام متصلب متجمد، يتظاهرون الآن ضد إصلاحات قاسية من قبل حكومة المستشار جيرهارد شرودر، يعلمون أنه لا بد من تطبيقها. وبينما كان الألمان الشرقيون عام 1989 يعارضون الحزب الحاكم آنذاك وهوحزب الوحدة الإشتراكية الألمانية (SED)، نراهم اليوم يؤيدون خلفه حزب الإشتراكية الديمقراطية (PDS) من جديد.

Arbeitsamt in Berlin, thumbnail
مكتب العمل في برلين ورحلة البحث عن وظيفةصورة من: AP

وعلى خلفية ما ذكر فإنه ليس من المستغرب أن يتمنى 20 بالمئة من الألمان رجوع سور برلين. الألمان الغربيون والذين إقتصروا على إعتبار مسالة الوحدة مسالة مادية بحتة، كانت نسبة المؤيدين منهم لرجوع السور حوالي 24 بالمئة. ولكن !هل يريد هذا العدد من الألمان الشرقيين رجوع السور بالفعل مما يعني التضحية بأشياء كثيرة، منها مثلاً قضاء العطلة على شواطيء دول أوروبا الجنوبية مثل ايطاليا وإسبانيا؟

يبدو موقف هذه الفئة القليلة مبهماً ومحيراً، ولكن يبقى العزاء في أن أغلبية الألمان فرحون بسقوط سور برلين وتوحيد الألمانيتين.

تعليق: فولتر فون تيزنهاوزن