1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناني تيري ـ موروث الخبز الكردي

عامر سلام - العراق٤ أكتوبر ٢٠١٤

كل عائلة كردية تعودت على أكل "ناني تيري" في وجبة الفطور، ويماثله في العراق خبز الرقاق، حيث يؤكل مع الألبان والمقليات لخفته وطراوة طعمه، كما يمكن الإحتفاظ به لفترات طويلة قد تصل الى شهرين دون أن يتغير طعمه.

https://p.dw.com/p/1DPTu
Kurdisches Brot
صورة من: DW/A. Slam

"هناك طبعا صعوبة في صنع الخبز في مثل هذه الأجواء الصيفية الحارة، لكن لاننسى إمكانية الإستفادة من هذا النوع من الخبز أيام العوزوالمحن"، هكذا تعلق السيدة خيرية محمد وهي تقوم بتحضير الخبز، وتقول في حديثها لـDW /عربية: "قضينا سنوات سيئية خلال فترات الأنظمة السابقة التي كانت تحارب الأكراد، وكنا نجمع الحطب لتسخين الصاج وتحضير خبز تيري".

خبز من التراث

وتضيف المرأة في السبعين من العمر والتي تسكن قرية قوشتبه قرب أربيل مع عائلتها المكونة من 6 أشخاص " إن خبز تيري من تراثنا القديم نفتخر ونعتز به، وقد ورثناه عن جداتنا وأمهاتنا. لم تضع منى معرفة تحضيره بعد الزواج، وليس هناك من عائلة كردية تستغني عنه هنا في القرية. إنه خبز صنعته قساوة الحياة الجبلية في كردستان". وتعد صناعة الخبز إحدى الصناعات التراثية في إقليم كردستان، وما زالت منتعشة في بعض البيوت الكردية حتى اليوم.

أدوات صناعة الخبز

تستنجد السيدة خيرية ببنتها كي تساعدها والتعب ظاهر على ملامحها وتشرح قائلة: "أنا أقف على الصاج وهي تقطع العجين، ويكون سمك الرغيف أقل من ملم". الصاج يعتمد على تنور حديدي يقوم على قاعدة حديدية تتوزع فيها ثقب كثيرة يخرج منها النار. ويتم تزويدها بالطاقة من خلال قنينة غاز. والقاعدة مغطاة بقرص دائري مقوس يشبه الدرع، حيث تفرش العجينة عليه بعد أن يسخن بما فيه الكفاية. وتوضح السيدة خيرية قائلة "عجينة هذا الخبز لا تحتاج للخميرة. طحين وماء وملح فقط. ويمكن البدء في تحضير العجين فوراً.

Kurdisches Brot
خبز ناني تيري - طحين وماء وملح فقطصورة من: DW/A. Slam

وتذكر خيرية أنها تعلمت صناعة الخبز من والدتها المتوفاة منذ زمن بعيد، حيث كانت تساعدها في إخراج الخبز من التنور الطيني والتزويد بالحطب والتبن، وكانت ترتدي زياً منزلياً بأكمام طويلة وغطاء للرأس حماية لها من الحرارة.

لاجئ سوري يفتتح فرناً في أربيل

عادة تعمل النساء فقط في صناعة "خبز تيري"، غير أن الشاب السوري نضال محمد معمو الذي نزح إلى أربيل هربا من الحرب في بلاده، أراد أيضا ممارسة هذا العمل ويحكي لـ DW /عربية قائلا: "عندما قدمت إلى أربيل أستغربت من أن العاملات في صناعة هذا النوع من الخبز هنَّ من النساء. أنا خباز منذ مدة طويلة وورثت المهنة عن أبي في سوريا. وكنت متخصصاً في صناعة خبز الصاج. غير أننا نأكله وهو طري. عندما لاحظت وجود طلب على خبز "تيري"، قمت باستئجار هذا المحل واشتريت أدوات الفرن".

ولإن نكهة الخبز مقرونة برائحة الطحين، يشير الشاب السوري و إلى أنه من الممكن صناعة "خبز تيري" من كل أنواع الطحين، وغالبا ما يستخدم الطحين الأبيض. كما يتم أحياناً استخدام الطحين العادي في صناعة الخبز الأسمر لمرضى السكري أو رغبة في نهج نظام الحمية، لأنه خال من النشويات، كما إن طريقة حفظه السهلة تجعل الطلب عليه أكبر من خبز المائدة العادي أوالصمون بأنواعه.

Kurdisches Brot
نضال محمد - خبير في تحضير الخبز الكردي ناني تيريصورة من: DW/A. Slam

ليس الخبز الجاهز بديلاً

صعوبة تحضير هذاالنوع من الخبز، وعدم معرفة الكثيرات من الفتيات بكيفية صناعته يدفع بالكثير من العوائل إلى شراء وتناول الخبز الجاهز والصمون.

المهندسة الموظفة "روجين" تشرح في لقائها مع DW /عربية قائلة: إن "الجهد الجسدي الكبير الذي تبذله المرأة في صناعته، دفع بالنساء للإعتماد اليوم على المخابز والأفران الموجودة في الأسواق"، خصوصا بسبب الحرارة المنعثة من النتور وما تتركه من آثار سلبية على الوجه. وتضيف أن "متطلبات العمل ورعاية الأسرة وغير ذلك من المهمات في الحياة اليومية لا تسمح بتحضير الخبز"، لكنها تستدرك أنها تحن إلى أيام الطفولة وطعم خبز تيري الذي "لا نجده الآن إلا في الأعياد العائلية بالقرى الكردية ".