معاذ الكساسبة – من الأسر إلى الإعدام
بعد نشر فيديو إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أصبح العالم أكثر إصراراً على محاربة التنظيم المتطرف. محطات أسر الكساسبة والمفاوضات لإطلاق سراحه ثم إعدامه نستعرضها في صور.
الطيار الأردني معاذ صافي الكساسبة، أول طيار يسقط بيد تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث تمكن مقاتلو التنظيم من أسره بعد سقوط طائرته فوق مدينة الرقة شمال سوريا، في ديسمبر /كانون أول 2014.
وبعد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدامه صاروخا حراريا لإسقاط الطائرة الأردنية. نفى الأردن أن تكون طائرته أسقطت "بنيران داعش". كما نفت الولايات المتحدة بدورها أن يكون تنظيم "داعش" قد أسقط المقاتلة الأردنية وهي من طراز اف-16.
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صورا قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصا أبيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء. كما نشر "داعش" بطاقة عسكرية قال إنها تعود لمعاذ الكساسبة.
بدأ الأردن مفاوضات سرية، عبر وسطاء، للعمل على الإفراج عن الكساسبة، على مدى أكثر من شهر. وهدد التنظيم بقتل الكساسبة إضافة للرهينة الياباني الثاني، ما لم تقم عمّان بإطلاق المعتقلة العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن ساجدة الريشاوي.
قال والد الطيار الأردني بعد سقوط طائرته في سوريا إنه لا يعتبر ابنه رهينة، ودعا آسريه إلى "استعمال الرأفة" ومعاملته "كضيف". فيما طالبت الحكومة الأردنية بضمانات تؤكد بقاء الكساسبة على قيد الحياة كي تفرج عن الريشاوي.
المفاوضات بين الأردن وداعش بقيت بين مد وجزر، ولم تقدم داعش أي بيانات تشير إلى بقاء الكساسبة على قيد الحياة، فيما أثار أسر الكساسبة تضامن الأردنيين ووقوفهم بجانب العائلة.
ووسط أجواء الترقب، أعلن "داعش" عن إعدام الطيار الأردني حرقا، وذلك بنشره مقطع فيديو مصور على الإنترنت. مقطع الفيديو أثار صدمة العائلة والعالم أجمع، لأنه يُظهر إحراق الطيار حيا داخل قفص.
أكدت دولة الأردن بأن إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حدث في الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وتوعدت عمان "برد حازم ومزلزل" وبأن "دم الطيار لن يذهب هدرا".
أثار الحادث إدانات الأسرة الدولية. وزير الخارجية الألماني شتاينماير أعرب عن مواساته لعائلة الكساسبة، وقال "نحن مصدومون بشكل عميق حيال مقتل الطيار الأردني على يد جحافل الإرهاب البربرية لتنظيم الدولة".
وعلى الفور أعلنت عمّان أنها أعدمت فجر الأربعاء كل من الانتحارية ساجدة الريشاوي التي كان "داعش" طالب بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة إعلان التنظيم إعدام الطيار الأردني حرقا.
كما أعلن الجيش الأردني أن العشرات من مقاتلات سلاح الجو أغارت على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأن الطائرات "هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت".
وفي عمان تظاهر آلاف الأردنيين للتنديد بإعدام الكساسبة، ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا وسط عمان أعلاما أردنية وصورا للطيار الأردني ولافتات كتب عليها "كلنا معاذ"، و"معاذ شهيد الحق". وطالبوا الحكومة برد قاس. الكاتب: علاء جمعة