1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مساكن الطلبة: بيئة دراسية مثالية وأولى محطات الاندماج

طارق النتشة ١٦ فبراير ٢٠٠٧

تسهل مساكن الطلبة التي توفرها الجامعات الألمانية لطلبتها الألمان والأجانب على حد سواء تجاوز المصاعب الأولية في رحلة الطلبة الجامعية الطويلة. كما تعد فرصة ملائمة للتعرف على الحياة والثقافة الألمانية عن قرب

https://p.dw.com/p/9sEQ
أحد السكنات التابعة لجامعة دورموند في غرب ألمانياصورة من: AP

تختلف الجامعات الألمانية عن مثيلاتها في الدول الأخرى من حيث توفير إمكانية سكن رخيصة ومناسبة لطلبتها الأجانب والألمان على حد سواء، إذ تفيد إحصاءات مراكز شؤون الطلبة الألمانية الصادرة في مارس/آذار 2006 بأن عدد مساكن الطلبة أو ما تسمى بـ "Studentenwohnheim" في ألمانيا قد بلغ 1042 مسكناً جامعياً، أي ما يعادل 172.500 غرفة سكن تقريبا. كما أن هناك الكثير من مساكن الطلبة التي يتم الإشراف عليها من قبل الكنائس أو الشركات الخاصة والتي قد تختلف شروط وتكلفة الحصول على إحدى غرفها وفقا لموقعها وأحقية انتساب الطلبة إليها.

بيئة دراسية مناسبة ومحطة أولى للاندماج

Wohnungsmarkt für Studenten Schwartes Brett in der Mensa
واجهة مخصصة لتعليق إعلانات الطلابصورة من: AP

لعل أكثر ما يؤرق عقول الطلبة الأجانب الراغبين بالدراسة في ألمانيا هي مشكلة السكن، بالإضافة بالطبع إلى إتقان اللغة الألمانية والاندماج في المجتمع الألماني. فالبرغم من تباين الآراء حول اللغة وقضية الاندماج، والتي لا تتسم معظمها بالواقيعة، فإن ايجاد السكن المناسب كان ولا زال الخطوة الأولى في رحلة الدراسة الجامعية الطويلة. كما أن حل مشكلة السكن يساهم بشكل فعال في تمكين الطلبة من التغلب على المشاكل التي ذكرت سابقاً. فالمساكن الجامعية لا توفر للطلبة فقط إمكانية السكن المريح، وإنما تعد كذلك بيئة مثالية لتعلم اللغة. مثل هذا النوع من المساكن يفسح من خلال العلاقة القريبة التي تجمع الطلبة الأجانب بغيرهم من الألمان، فضلا على النشاطات التي يمكن تنظيمها في إطار هذه المساكن مثل إقامة الحفلات والمشاركة الجماعية في إعداد وتناول الطعام وغيرها، يمنحهم فرصا لتبادل المعلومات والخبرات وتوسيع الأفق الثقافي لديهم.

تسهيلات متوفرة

Chinesische Studenten in Chemnitz
السكنات الجامعية ... فرصة جيدة للتعرف على الآخرصورة من: picture-alliance/ ZB

صحيح أن غرف المساكن الجامعية عادة تكون صغيرة الحجم، إلا أنها تعد أرخص سكن يمكن الحصول عليه، فبالرغم من أن الإيجار الشهري يتضمن عادة تكاليف الكهرباء والتدفئة والماء، حيث تتراوح التكلفة الشهرية لهذه الغرف ما بين 150 و300 يورو تقريبا. ولا يتوقف الأمر عند التكلفة فقط، بل أن المسكن الجامعي يوفر لنزلائه كذلك عدداً كبيراً من الخدمات مثل توفير شبكات الانترنت والتلفزيون. كما أن الطالب ليس بحاجة إلى البحث عن أحد يغسل ثيابه، لأن معظم هذه المساكن تحوي في طابقها الأرضي على آلات الغسيل والتجفيف. أما إذا كنت من الذين يواظبون على كي الملابس فلا داعي للقلق، فهناك في كل طابق تقريبا مكواة وأدوات أخرى لازمة لذلك.

كثيرا ما يفكر الطلبة كذلك في إمكانيات التسوق أو في بعد المسكن الجامعي عن أماكن الدراسة والجامعات. يشار إلى أن معظم المساكن، وخاصة التي يتم تنظيمها من قبل مراكز اتحادات الطلبة في ألمانيا تراعي هذه النقاط، حيث تحرص على أن تكون قريبة من وسائل النقل والمواصلات العامة والمراكز التجارية. كما أن عددا منها يقع بالقرب من ما يعرف بمراكز الطلبة، حيث تتاح إمكانية شراء الاحتياجات اليومية من طعام وملابس وحتى تسهيل المعاملات البنكية المختلفة.

السكن الجامعي أم المساكن المشتركة؟

Dossierbild Universität 02c
إحدى قاعات المحاضرات في جامعة برلين الحرة

لولائك الذين يبحثون عن الاستقلالية والخصوصية في مساكنهم والتي قد لا توفرها مساكن الطلبة، خاصة على ضوء عدم توفير عدد كبير منها لدروات مياه أو حمامات أو حتى مطبخ خاص، الأمر الذي يحتم على الطلبة ضرورة الاشتراك فيها وتنظيم أوقات طهي الطعام أو الاستحمام أو التنظيف. كما أن بعض المساكن تكون مكتظة بأعداد كبيرة من المقيمين في الطابق الواحد في بعض الحالات، علاوة على طول فترة الانتظار التي تفرض على الطلبة للحصول على غرفة معينة، والتي قد تتراوح في بعض الحالات ما بين أربعة إلى ستة أشهر. هذه الأمور مجتمعة تدفع بعض الطلبة إلى البحث عن حلول بديلة مثل الاشتراك مع عدد من الزملاء في استئجار منزل مستقل وهو ما يعرف بالألمانية "Wohngemeinschaft" او بالاختصار "WG".

وعلى الرغم من كل ذلك، لا يمكن وصف حالة السكن الجماعي للطلبة بأنها جيدة أو أفضل من السكن الجامعي، خاصة إذا لم يسد فيها التفاهم والاتفاق بين نزلاء المنزل وتنظيم عمليات التنظيف ومراعاة خصوصيات الآخرين. أما الحقيقة الثابتة هي أن هذه المساكن على اختلاف أنواعها تعد فرصة كبيرة للطلبة الجدد للتعرف على الآخر وكسب صداقات جديدة والاستفادة من خبرات الآخرين المختلفة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد