1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

متطوعون في سروج: إذا لم نساعد اللاجئين فمن يساعدهم؟

يوليا هان/ هشام الدريوش٢٨ أكتوبر ٢٠١٤

اضطر الآلاف من سكان كوباني إلى ترك منازلهم بسبب الحرب ولجأوا إلى العيش في مخيمات على الجانب الآخر من الحدود. ويعيش هؤلاء النازحون وضعا صعبا في المخيمات رغم جهود الكثير من المتطوعين الذين يعملون على مساعدتهم بدون مقابل.

https://p.dw.com/p/1DdGZ
Flüchtlinge im Grenzgebiet zwischen der Türkei und Syrien
صورة من: DW/J. Hahn

قبل ستة أسابيع فرت أحلام مع أبنائها الثلاثة ومولدوها الجديد من كوباني هربا من بطش مقاتلي تنظيم"الدولة الإسلامية" وتوجهت نحو بلدة سروج التركية الواقعة على الحدود مع سوريا.

حسب بيانات الحكومة التركية، فقد بلغ عدد الأشخاص الذين لجؤوا من كوباني إلى سروج المجاورة حوالي 180 ألف لاجئ، وهو ما جعل عدد سكان هذه البلدة الصغيرة يتضاعف في فترة وجيزة. وبينما يسكن بعض اللاجئين عند عائلاتهم أو أصدقائهم أو يؤجرون شققا أو منازل في أماكن مهجورة يعيش معظمهم في المخيمات.

القلق على الأقارب في كوباني

حصلت أحلام على مكان في أحد مخيمات مدينة سروج. ويقطن معها في خيمتها ستة أشخاص أو أكثر. ففي كل يوم تلتحق مجموعة جديدة من اللاجئين بالمخيم. وحسب مصادر كردية لا يزال حوالي 1500 مدني يعيشون في كوباني، غير أنه من الصعب التأكد من هذا العدد بشكل رسمي. وكانت الأمم المتحدة قد قالت بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول إنه إضافة إلى المقاتلين الأكراد لا يزال يعيش في كوباني ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن. وحذرت الأمم المتحدة من حدوث مجزرة في حال سقوط المدينة في أيدي مقاتلي"داعش".

Flüchtlinge im Grenzgebiet zwischen der Türkei und Syrien
أحلام وطفلها الرضيع في مخيم للاجئين في مدينة سروجصورة من: DW/J. Hahn

تنتاب أحلام حالة من الهلع بسبب ما عاشته في كوباني وتقول بهذا الخصوص"أنا متأكدة من أنهم نهبوا منزلنا وسرقوا منه كل شيء". وعلى غرار الكثير من الأشخاص هنا في المخيم، لدى أحلام أيضا أقارب وأصدقاء في كوباني. ففي كل مساء تحمل الهاتف وتتصل بالأرقام التي تعرفها، لتطمئن على أحوال أقاربها. وتشعر أحلام بالسعادة عندما يجيبونها وتعرف أنهم على قيد الحياة.

مساعدات طبية

يجلس مجموعة من الرجال في فناء المركز الثقافي في مدينة سروج ويحتسون أكوابا من الشاي وقد تحول هذا المركز إلى تجمع يلتقي فيه المتطوعون وينسقون فيما بينهم. توجهت إلى الطابق الأول من هذا المركز للقاء مع حسن، الذي يقف في غرفة ضيقة ويفرز علب الأدوية ويضعها في الرفوف.

Flüchtlinge im Grenzgebiet zwischen der Türkei und Syrien
يعمل حسن على جمع وتوزيع الأدوية على سكان المخيماتصورة من: DW/J. Hahn

حسن بدوره فر من كوباني بسبب الحرب، فقد كان يملك هناك صيدلية قبل أن يدخل الجهاديون إلى المدينة. وفي مخيم السروج قام حسن البالغ من العمر 36عاما رفقة أشخاص آخرين بإنشاء مستودع للأدوية لإسعاف اللاجئين. وهو يعمل، شأنه شأن عشرات الأشخاص، هنا بشكل تطوعي. سألت حسن عن حجم المساعدات الطبية التي يحصلون عليها فرد بالقول " تنقصنا الكثير من الأشياء، خصوصا المضادات الحيوية والبنسلين".

تأتي الأدوية إلى هنا من كل مكان، حيث تقوم الصيدليات في أجزاء أخرى من تركيا بإرسال الأدوية التي لا تحتاجها إلى المخيم. بدورها قامت ألمانيا بإرسال كميات من الأدوية إلى هنا. ويتولى حسن وغيره من المتطوعين توزيع التبرعات على مخيمات اللاجئين في المدينة.

العمل لمدة 12 ساعة يوميا

قام حسن بتوزيع المساعدات على المخيم الذي تقطن فيه أحلام أيضا، والذي يضم قرابة ألفين شخص. ويبدو وضع هذا المخيم على مايرام بالبرغم من سرعة بنائه. الإنارة متوفرة في هذا المخيم والأطفال يتسابقون في الخارج، في حين تقوم الأمهات بنشر الغسيل فوق الخيام. سيدة عجوزة ترتدي غطاء رأس أبيض تتبادل أطراف الحديث مع أحمد، وهو واحد من الكثير من أبناء مدينة سروج الذين يعملون هنا بشكل تطوعي.

Flüchtlinge im Grenzgebiet zwischen der Türkei und Syrien
أحد مخيمات اللاجئين في مدينة سروج التركيةصورة من: DW/J.Hahn

أخبرني أحمد أنه يشتغل 12 ساعة في اليوم. وتكمن مهمته في إحصاء المرضى المتواجدين في المخيم وتوزيع الأدوية عليهم ونقل الحالات المستعجلة إلى مستشفيات المدينة. سألت أحمد عن الدافع الذي يجعله يعمل هنا بشكل تطوعي ولهذه المدة الطويلة. فقال"نحن شعب واحد، وإذا لم نساعدهم نحن فمن يقوم بذلك إذا؟". ويشعر أحمد بالحزن عندما يستمع لقصص اللاجئين "وكيف اضطروا لترك منازلهم وحياتهم وجاؤوا للعيش هنا في الخيام". بعد حوار قصير استأذنني أحمد وطلب مني السماح له بمواصلة عمله.

إصرار أحمد على المساعدة يصطدم بقلة الإمكانيات وذلك بالنظر إلى آلاف الأشخاص الموجودين في المخيمات، وهو مما لمسته اليوم في حالة أحلام. فالبرغم من أن ابنها الرضيع مريض فإن الأطباء ارتأوا رعاية مرضى آخرين حالتهم أكثر حرجا من حالة ابنها. "أنا قلقة للغاية" تقول أحلام، لكنها تعود وتضيف "كيفما كان الحال فإن الوضع هنا يبقى أفضل بكثير من ترك مصير أبنائي بيد أولئك الإسلاميين".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد