1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مبادرة قمة الألفية لمحاربة الفقر ما زالت حبرا على ورق

خمس سكان العالم يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، ونسبة الفقر المدقع سترتفع في إفريقيا لغاية 2015 بنسبة 10% بدلا من خفضها إلى النصف. تقرير البنك الدولي يدق ناقوس الخطر ويطالب الدول الغنية برفع المساعدات، ولكن بشروط

https://p.dw.com/p/6Vcb
أحد مظاهر الغنى والفقرصورة من: BilderBox/DW

اتفق رؤساء الدول والحكومات بمناسبة انعقاد قمة الألفية التي نظمتها الأمم المتحدة عام 2000 على اتخاذ 18 قرار بخصوص الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة. وكان أبرز هذه القرارات الالتزام بالقضاء على الفقر المدقع وتخفيض نسبة من يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد ونسبة من يعانون من الجوع من سكان العالم إلى النصف، وذلك بحلول عام 2015. كما تمخضت القمة المذكورة عن اتخاذ قرارات بخصوص الحرص على إكمال الأولاد والبنات على حد سواء لتعليمهم الابتدائي، والقضاء على التفرقة بين الجنسين وخفض معدلات وفيات الأطفال بنسبة الثلثين، والعمل على الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز). ولكن هذه القرارات الطموحة تبقى حبرا على ورق ودون فائدة إذا لم تدخل حيز التنفيذ. والآن وبعد مرور أربع سنوات على اتخاذ هذه القرارات، أصدر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مؤخرا تقريرا أوليا حصل موقعنا "دويشه فيلله" على نسخة منه وركز في عرضه على مشكلتي الفقر وتفشي مرض المناعة المكتسبة (إيدز).

المساعدات وحدها لا تكفي

Weltbank
المقر الرئيسي للبنك الدوليصورة من: AP

تفيد المعلومات المتوفرة لدى المنظمات الدولية المختصة أن حوالي 1،1 بليون نسمة، أي خمس سكان العالم يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم. وتتصدر بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء وبلدان جنوب آسيا قائمة المناطق التي تئن تحت وطأة الفقر المدقع. صحيح أن التقرير المذكور يشير إلى أن مؤتمر الألفية سيتمكن بشكل جزئي لغاية عام 2015 من تحقيق هدفه الرامي إلى خفض نسبة الفقر والجوع إلى النصف، والفضل يعود بشكل أساسي إلى النمو الاقتصادي الذي شهدته دولتان مكتظتان بالسكان هي الهند والصين. أما البلدان التي يلقي الفقر بظلاله الوخيمة عليها وخاصة القارة السوداء، فإن تقرير البنك الدولي يؤكد على أن المجموعة الدولية لن تتمكن لغاية عام 2015 من تحقيق أهدافها الساعية إلى خفض نسبة الفقر فيها إلى النصف.

ولا يكتفي التقرير بهذا القول، بل أنه يتنبأ بأن نسبة الفقر في هذه البلدان سترتفع لغاية الموعد المقرر بنسبة 10 بالمائة، ناهيك عن أن بلدان القارة الإفريقية والمجموعة الدولية ستفشل في تحقيق أهداف مؤتمر الألفية الأخرى مثل الحد من انتشار مرض الإيدز وخفض نسبة الوفيات بين الأطفال وغيرها من المعضلات التي تعاني منها القارة الإفريقية وخاصة دول مثل غانا ومالي وموزمبيق وتنزانيا وأوغندا. إلى ذلك، يقر المسئولون في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بأنه يجب زيادة المساعدات الإنمائية التي تحصل عليها هذه الدول، ولكنهم في الوقت ذاته يطالبونها بإجراء إصلاحات على سياستها وبتحسين سبل استغلال المساعدات الإنمائية التي يحصلون عليها. كما يطالب البنك الدول المعنية بإتباع استراتيجيات تشجع النمو الاقتصادي وتؤمّن المطالب الحياتية الأساسية للطبقات الفقيرة.

Südafrika Township Regenfälle Überschwemmung Hunger Armut Afrika
لا يزال الفقر يخيم بظلاله على دول جنوب الصحراء الأفريقيةصورة من: Ap

الايدز هذا الخطر المرعب

وحسب التقرير فإن المشاكل الصحية هي أكثر الجوانب التي تقلق المنظمات الدولية، إذ أنه يؤكد أن الأمراض تتسبب أسبوعيا في موت 200 ألف طفل تحت سن الخامسة وأن 10 آلاف امرأة حامل تموت أسبوعيا أثناء الولادة. أما بخصوص مرض قلة المناعة المكتسبة (إيدز) فإن التقرير قدم أرقاما مرعبة، إذا أنه يبين أن هذا العام سيشهد موت مليوني شخص في القارة الإفريقية بسبب المرض.

أما على الصعيد العالمي فقد أشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد موت 3،5 مليون شخص بسبب مرض الإيدز. من الجدير بالذكر أن هذا العدد أكبر بأربع مرات من العدد الذي شهده عام 1990. ويذكر التقرير أن دولاً مثل البرازيل والسنغال وكمبوديا وتايلندا باشرت باتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة الوباء، ولكن البنك ينتقد في الوقت ذاته عدم تعامل بلدان كثيرة تعاني من نفس المرض بجدية مع المرض الفتاك. أما بخصوص مرض الملاريا، فإن البنك الدولي يؤكد على حاجة الدول المتضررة لمساعدات أكبر من أجل إنهاء المرض.

خطة من خمس نقاط

Unterernährung auf Haiti Lebensmittelhilfe
هل تكفي المعونات لحل مشكة الفقر؟صورة من: AP

ولم يقتصر تقرير المنظمتين الدوليتين على عرض المشاكل التي تعاني منها بلدان العالم الثالث فحسب، بل أنه قدم خطة تتكون من خمس نقاط وتتلخص بمطالبة البلدان المتضررة من الأمراض والفقر ببذل جهود أكبر على الصعيدين التعليمي والصحي وبالمقابل تطالب المنظمتان الدول الغنية بمضاعفة مساعداتها للدول الفقيرة وفتح أبوابها للمنتوجات الزراعية القادمة من دول العالم الثالث. وختم المتحدث باسم البنك الدولي بالقول: "رسالة التقرير المركزية هي الحث على الاستعجال، طالما تتجنب المجموعة الدولية اتخاذ قرارات سريعة على هذه الأصعدة من أجل تحقيق أهداف مؤتمر الألفية، الأمر الذي يعرض تحقيق هذه الأهداف إلى الخطر."

ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد