1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة – إعادة الإعمار تحتاج لسنوات طويلة بسبب الدمار الهائل

سهام أشطو٢٨ أغسطس ٢٠١٤

تعم شوارع غزة مشاعر متناقضة بعد وقف إطلاق النار. فمن جهة هناك فرح بانتهاء العمليات القتالية ومن جهة أخرى يخيم الحزن على ما خلفته تلك الحرب من قتلى وجرحى ومشردين، ناهيك عن الدمار والخسائر الاقتصادية الضخمة.

https://p.dw.com/p/1D2l5
آلاف المنازل دمرت بالكامل في القطاع وشرد نحو نصف مليون شخص.صورة من: Reuters

ما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ حتى انطلقت عملية "جرد" لائحة الخسائر والأضرار التي لحقت بالقطاع الذي تعرض على مدى 50 يوما للقصف بالمدفعية والصواريخ، مماأدى إلى تدمير أحياء بكاملها، وأسفر عن تشريد حوالي نصف مليون شخص.

وكانت الحصيلة ثقيلة جدا: أكثر من ألفي قتيل و12 ألف جريح في غزة ناهيك عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالقطاع، إذ تم تدمير أحياء بكاملها. وتشير التوقعات إلى أن غزة ستحتاج لسنوات طويلة لإعادة إعمارها.

تدمير للبنية التحتية بالكامل

ويقدر المرصد الأورومتوسطي الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بقطاع غزة ب3 مليارات و390 مليون دولار، بسبب تدمير 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات معالجة المياه وصرفها، والمباني الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيد، ومحطات الكهرباء أومحولاتها، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط التزويد بالماء والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات المدنية، والمساجد والكنائس والقبور.

وحسب المصدر نفسه فقد بلغ عدد البيوت التي هدمت منذ بداية الحرب 15671 ودمر منها 2276 بناية بشكل كامل، كما دمر 70 مسجدا حسب وزارة الأوقاف الفلسطينية.

ويقول باسم عيد الخبير الفلسطيني إن البنية التحتية لقطاع غزة دمرت بالكامل خلال هذه الحرب. ويضيف في مقابلة مع DW /عربية "هناك أرقام تشير إلى أن 50 ألف منزل دمر تماما، وقدر بعض الخبراء الإقتصاديين بأن إعادة إعمار غزة سيحتاج لعشر سنوات وهذا يعني أن أرض غزة أحرقت بالكامل".

ويعلق عيد على الاحتفالات التي شهدتها شوارع غزة عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار قائلا " إنها ليست احتفالات بالانتصار ولكنها تعبير عن الفرح بعد رفع العدوان على القطاع. فشعب غزة أصبح مشردا ولم يعد هناك مكان للاحتفال. إنه خروج الناس للتعبير أيضا عن الغضب والاستياء من إسرائيل ومن حماس التي جرته إلى هذه الحرب".

خسائر في إسرائيل أيضا

الخاسر الأكبر في هذه الحرب هم سكان غزة ولاشك، غير أن إسرائيل أيضا تكبدت بصفة غير مباشرة بعض الخسائر، وقدر البنك الدولي حجم خسائرها المادية بنحو 0.2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي. وأبرز القطاعات التي تضررت هي السياحة إذ نقلت تقارير صحفية أن نحو 50 بالمائة من سياح فصل الصيف ألغوا حجوزاتهم، وتعرضت الفنادق لخسائر بلغت 370 مليون دولار. كما انخفضت حركة المسافرين بنسبة 50 بالمائة وحركة الطيران الداخلي بنسبة 20 بالمائة.

ويقول زيسر إيال الأستاذ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، إن إسرائيل لم تتكبد خسائر مباشرة لأن القبة الحديدية كانت تتصدى لصواريخ حماس، لكنها تضررت اقتصاديا. ويضيف في مقابلة مع DW /عربية: "لا شك أن الحرب الأخيرة تسببت في ركود اقتصادي وقد عرفت نسبة البطالة ارتفاعا في الجنوب الإسرائيلي، مما أدى إلى خسائر في حدود مليار دولار ونصف، بالإضافة إلى النفقات العسكرية التي تقدر أيضا بحوالي مليار ونصف دولار".

لكن زيسر يقلل من أهمية تلك الخسائر ملاحظا أن "ما استنتجناه من الحروب السابقة وتحديدا من حرب لبنان هو أنه بإمكان إسرائيل تجاوز هذه الأضرار بسرعة. فهي مجرد خسائر مرتبطة بمرحلة معينة".

ويبدو أن الرأي العام الإسرائيلي مستاء أيضا من هذه الحرب ونتائجها ويقول الخبير الإسرائلي "الرأي العام هنا ينظر إلى هذه الحرب كأمر فرض عليه، لكني أتوقع أن تتزايد الانتقادت الموجهة ضد سياسات الحكومة الحالية، خاصة مع ضرورة توفير مساعدت مالية لسكان جنوب إسرائيل".

مسؤولية حماس وإسرائيل

وحول الدمار الكبير الذي ألحتقه القوات الإسرائيلية بقطاع غزة يعلق زيسر قائلا" أعتقد أن الخطأ في هذه الحرب يعود للحكومة الإسرائيلية ولقيادة حماس معا. وحجم الخسائر في غزة كان أمرا متوقعا لأن الجهة الأخرى تخوض الحرب من مواقع سكنية".

وسط الدمار والأنقاض يعيش سكان غزة مشردين، وهم يأملون في أن تفي دول ومنظمات عالمية بوعودها في المساهمة في إعادة إعمار القطاع. وتشير التقديرات الى أن الفلسطينيين بحاجة الى أكثر من 6 مليارات دولار أميركي لإعادة بناء الطرق والمنازل والمدارس وغيرها من المرافق.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد