1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رفع الحظر عن حزب العمال الكردستاني، هل أصبح ممكنا؟

نعومي كونراد/ ريم نجمي١٢ سبتمبر ٢٠١٤

في الوقت الذي يحارب فيه الأكراد قوات "الدولة الإسلامية"، يطالب بعض السياسيين الألمان برفع الحظر عن حزب العمل الكردستاني ومناضليه في ألمانيا. فهل تخلى حزب العمال الكردستاني فعلا عن استخدام العنف؟

https://p.dw.com/p/1D9ok
PKK Anhänger Protest in Berlin Archiv 16.11.2013
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images

منذ سنة 1993 وحزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الإرهابية في ألمانيا. وفي السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضي استهدف مقاتلو حزب العمال الكردستاني العديد من المؤسسات ومكاتب الأسفار والمحلات التركية في مدن ألمانية كبيرة. الأمر الذي نتج عنه قرار بحظر الحزب وتصنيفه كمنظمة إرهابية، وهو القرار الذي تبناه الاتحاد الأوروبي فيما بعد. اليوم من يحمل علم الحزب ذي اللون الأحمر والأصفر والأخضر في برلين، فإنه يعرض نفسه لعقوبة قانونية.

في إحدى العمارات في شمال مركز برلين تقودك سلالم رمادية إلى مقر الجمعية الكردية، حيث يتجمع مؤيدون لحزب العمال الكردستاني. يجلسون حول طاولة كبيرة والجرائد أمامهم، ومنفضة السجائر مليئة بأعقاب السجائر، وكؤوس الشاي الأسود. في القاعة نفسها توجد شاشة كبيرة تنقل آخر تطورات الوضع في الجبهة العراقية: نساء ورجال بزي عسكري يرقصون على أنغام موسيقى حماسية، حاملين أسلحتهم.

ماض مرير في تركيا

صوت الموسيقى يختلط بأصوات النقاش ودخان السجائر، الذي يملأ المكان، ورجل عجوز يقدم كأس الشاي بخمسين سنتا "تفضلي كأس الشاي، فربما تحتاجينه".تحت السترة التي يرتديها صورة لعبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يقبع في السجن منذ 1999. "هل يغلق سترته عندما يغادر المقر؟" سألتُ عَلِي الذي جاء لاصطحابي من محطة الميترو، والذي هز رأسه نافيا وقال: "نحن لا نخاف، ثم إن الشرطة غالبا ما تتغاضى عن ذلك".

Der Friedensprozess zwischen Ankara und der PKK
قام الأكراد في الثمانينات والتسعينات بعمليات مسلحة ضد تركياصورة من: DW/K. Zurutuza

علي هو المسؤول عن العمل هنا وعن العلاقات العامة كما يقول، ثم يشير بيده إلى الرجال والنساء المجتمعين أمام التلفزيون ويقول: "هؤلاء كلهم يدعمون حزب العمال الكردستاني". في مقر الجمعية لا يوجد أكراد فقط، وإنما ألمان يجذبهم الفكر الإيديولوجي اليساري لحزب العمال الكردستاني.

لا يرد عَلِي بشكل مباشر على الأسئلة بل يضيع في حديث مُمَجد للحزب الكردستاني، أسئلة تناولت المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع الكردي، والركائز الأساسية للديمقراطية والرأسمالية. عندما سألته لماذا يدعم حزب العمال الكردستاني أجاب:"نحن أكراد، ليس لدينا بديل".يستعيد علي ذكريات مجيئه إلى ألمانيا التي لجأ إليها سنة 1972 هاربا من شرق تركيا، حيث تعرض للضرب من الشرطة لأنه تكلم مع زملائه بالكردية. ويحكي علي: "لقد هددونا بالقتل وأنهم سيدمرون عائلاتنا".

اختفاء الأصدقاء

في السبعينات من القرن الماضي تبنت الحكومة التركية سياسة قمعية عنيفة تجاه الأكراد، فمن كان يسمع الموسيقى الكردية أو يسمي ابنه اسما كرديا فإنه يعرض نفسه للسجن، وهذا يسري بطبيعة الحال على كل من ينخرط في قضايا تخص حقوق الأكراد. وكردٍ على تلك السياسة شن حزب العمال الكردستاني حربا شعواء ضد الدولة التركية.

Kurdischer Rebellenführer Abdullah Öcalan ruft Waffenstillstand aus PKK
عبد الله أوجلان يدعو من سجنه إلى الهدنةصورة من: Getty Images/AFP

الكثير من أصدقاء علي انخرطوا في ذلك القتال وبينهم نساء أيضا. لو بقي علي في تركيا "لكان قد قتل منذ زمن بعيد" على حد قوله، فالكثير من أصدقائه اختفوا ولا أحد يعرف مصيرهم. لذلك انخرط صحبة أكراد في ألمانيا في تجمعات داعمة لحزب العمال الكردستاني، وذلك من خلال إقامة تظاهرات وجمع تبرعات للحزب، لكنه يؤكد أنه لم يقم بذلك بنفسه. لكن تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية يعرضهم جميعا للمسائلة القانونية عند جمعهم لتبرعات مالية للحزب.

حسب إحصائيات جهاز حماية الدستور فإن حوالي 800 ألف كردي يعيشون في ألمانيا، ما يجعلهم أكبر تجمع كردي في أوروبا، وجزء كبير منهم ينحدر من تركيا. يقول غوليستان غورباي العالم السياسي من جامعة برلين الحرة إن حزب العمال الكردستاني متجدر في ألمانيا. ويُقدر جهاز حماية الدستور عدد مؤيديه داخل ألمانيا بثلاثة عشر ألف شخص، لكن غورباي يعتقد أن عدد قاعدة المتعاطفين مع الحزب أكبر من ذلك.

إمكانية رفع الحظر؟

يؤيد المتخصص في الشؤون السياسية من جامعة برلين الحرة إعادة تقييم لوضع حزب العمال الكردستاني إذ يرى أن الحزب ومنذ سنوات كثيرة لم يعد يستخدم العنف كوسيلة للنضال، كما أن فكرة إقامة دولة مستقلة تلاشت منذ حوالي عشرين عاما وأصبح المطلب الأساسي هو إقامة حكم ذاتي داخل تركيا.

لكن السبب الرئيسي الذي قد يجعل الحزب يحسن صورته هو حربه ضد قوات ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية"، حسب غورباي. ويستند غورباي في رأيه على الدعم الذي يلقاه الحزب الكردستاني من بعض السياسيين الألمان المنتمين لحزب اليسار الألماني، الذين يسعون منذ مدة لرفع الحظر عن الحزب الكردستاني. كذلك رولف موتسينيش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يرى في ظل الهدنة بين تركيا والحزب الكردستاني منذ 2012 إمكانية إعادة تقييم وضع حزب العمال الكردستاني، لكنه في الوقت نفسه يعتقد أن العملية ستأخذ الكثير من الوقت، تماشيا مع السياسة الخارجية للبلاد.

في حين أن فولكر كاودر من الحزب المسيحي الديمقراطي لا يرى في الوقت الحالي إمكانية النقاش حول تغيير وضع حزب العمال الكردستاني، الأمر نفسه تشاطره وزارة الداخلية الألمانية التي ترى، كما جاء على لسان متحدثة باسمها، أن استخدام العنف لدى الحزب الكردستاني "ما يزال قائما من الناحية التكتيكية". لكن أكراد برلين ينفون ذلك مؤكدين على نواياهم السلمية وعندما سألت علي إن كان سيسمح لأبنائه بالالتحاق بالقتال المسلح للحزب الكردستاني أجاب بنعم وقال: "لو كان لدي القوة، لفعلت الكثير أيضا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد