1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"دليل دوسلدورف" لمواجهة التطرف

صابرينا بابست، عبد الرحمان عمار١٨ يناير ٢٠١٥

يرى الخبير والناشط الاجتماعي سامي شرشيرة أنه ليس للجالية المسلمة في ألمانيا ما يكفي من الموارد لتحصين الشباب من التطرف. ويؤكد شرشيرة في حوار مع DW على ضرورة مساهمة المجتمع لحماية الشباب من الانزلاق في مثل هذه التوجه.

https://p.dw.com/p/1EJYH
Gauck empfängt Junge Islam Konferenz
شباب مسلم مع الرئيس الالماني على هامش مؤتمرالإسلام في مارس 2013صورة من: picture-alliance/dpa

DW: السيد سامي شرشيرة أنت عضو في مؤتمر الإسلام الألماني وأيضاً ناشط متطوع في جمعية " دليل دوسلدورف"، التي تهدف إلى انقاذ الشباب من التطرف السلفي. ما هوحجم هذا التهديد لدى هؤلاء الشباب المتطرف حسب تقييمك وتقديرات زملائك في الجمعية؟

سامي شرشيرة:الغالبية العظمى من المسلمين يعيشون في انسجام تام مع نظامنا الأساسي الليبرالي والديمقراطي. هناك بعض العائدين من الحرب في سوريا إلى ألمانيا، والذين أصيبوا بصدمة عميقة، لكنهم لا يشكلون أي خطر. غير أننا رصدنا بضع مئات من الرجال والنساء الذين يشكلون خطرا حقيقيا، وهم تحت مراقبة المكتب الألماني لحماية الدستور (المخابرات الداخلية). لقد حدث ذلك متأخراً، ويجبعلينا أن نقوم بالمزيد من العمل الوقائي، ونحن محتاجون إلى المزيد من الموارد.

بالنسبة لنا كمسلمين، إنه لمن الأهمية بمكان أن نساهم في مواجهة السلفيين الذين لهم توجهات استخدام العنف. جميع المساجد في مدينة دوسلدورف هي حليفة لجمعية "دليل دوسلدورف"، وتساعد في المجال الإجتماعي والتربوي الموجه للشباب. ليس هدفنا التدخل في الأماكن التي انتشر فيها التطرف وأصبح فيها تطرف الشباب أمرا ملموسا، بل متابعة ما يعرض على الشباب من طرف دعاة التطرف بهدف إغراءهم واستقطابهم.

Porträt Samy Charchira
سامي شرشيرةصورة من: privat

هل تعتقد أن العمل الوقائي الحالي جاء متأخرا؟


الشبان المسلمون يعيشون في ألمانيا منذ أكثر من 60 عاماً. نحن نعلم أن التطرف لا يحدث في غضون بضعة أسابيع، بل يتم خلال عدة سنوات. وجب التدخل عندما اتضح أن أولائك الشباب بصدد التطرف، ولكن لم يكن هناك تحرك مواز لذلك التطور.


DW: هل هناك خصوصيات للأسر التي ينحدر منها شباب متطرف؟


تختلف الأسر وخلفياتها. لا يمكن القول إن الشباب المنحدر من الأسر الفقيرة هو الأكثر عرضة للتطرف، فنحن نؤطر العديد من الشباب الذين ينتمون إلى عائلات ميسورة ولديها مستوى عال من التعليم. يجب علينا أن نتعامل بشكل دقيق مع الظاهرة التطرف لتحديد الدوافع وراءها. الشيء المشترك لدى هؤلاء الشباب هو أنهم يعيشون تجارب الإقصاء والتمييز، كما تسود بينهم مشاعرالتشاؤم بسبب انسداد الآفاق.

DW:ما هو الدور الذي يلعبه الدين ؟

قد تكون هناك عائلات متدينة بدرجة أقل، ولاكن أطفالها متدينون، وحسب منظور الوالدين من الدين، وهناك شباب يتبنى أفكاراً متطرفة. وهناك أيضا العديد من العائلات المسلمة التي لا يلعب فيها الدين دورا مهما داخل البيت. نعلم أيضا وجود واعظين يعملون على استقطاب الشباب من خلال استخدام خطاب موجه لهم، وخاصة عبر وسائل الإعلام. لهذا فالشباب يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من الخطاب المتطرف. هدفنا هو، دعم الأسرة من جهة ، حتى يكون هناك تعايش بين أفرادها، ومن جهة أخرى، نحن نريد تحصين الشباب وتقوية قدراتهم الحوارية ليكونوا قادرين على مواجهة هؤلاء الواعظين وكسر حلقات سلسلة التطرف.

Kopftuch in Schwarz-Rot-Gold
صورة من: picture-alliance/dpa

DW: هل تعتقد أن الجالية الإسلامية واعية بالأمر؟

أصبحت جمعية " دليل دوسلدورف"، مركز لقاء وتواصل، وللجمعية 50 فاعلا اجتماعي كحلفاء في كل أرجاء المدينة. ونحن في حاجة للدعم، ويجب القيام بإجراءات مناسبة تمكننا من التعامل مع هذا الموضوع. نحن نريد أن تتعاون معنا المجموعات الإسلامية التي ينحدر منها هؤلاء الشباب، لتدبير العمل الشبابي بشكل فعال.نحن نلاحظ للأسف أن الجالية الإسلامية في الوقت الراهن لا تتوفر على الوسائل والموارد اللازمة. كما يجب على المجمع أن يعي أهمية التعاون المشترك في محاربة تطرف الشباب.

DW:كيف يمكن للمجتمع أن يحسن الإجراءات الوقائية؟

نحن نتحدث في الوقت الحالي في مؤتمر الإسلام الألماني على مفهوم جديد للرعاية الإجتماعية الإسلامية في ألمانيا، ويشكل العمل الشبابي مكانة كبيرة في تلك الرعاية. علينا أن نتحد جميعا كمجتمع وألا تفرق بيننا الهجمات مثل ما حدث في باريس. نحن نعلم أن السلفية الجديدة ليست مشكلة إسلامية بل اجتماعية. المشكلة تعنينا جميعاً ويجب أن نواجهها بالحوار المستمر والتعاون والالتزام. وسننجح في ذلك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد