1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خريجو الجامعات الألمانية العرب - بين خيار العودة وصعوبة الاندماج في مجتمعاتهم

٧ نوفمبر ٢٠٠٩

يصاب بعض الطلبة العرب الذي يأتون إلى ألمانيا بصدمة ثقافية للوهلة الأولى، لكنهم سرعان ما يتأقلمون بعد سنوات الدراسة والتعرف على ألمانيا، فيواجهون صعوبة في الاندماج مجدداً في مجتمعاتهم العربية عقب العودة إلى البلد الأصلي.

https://p.dw.com/p/KMV5
بعض الطلبة العرب الذين تخرجوا من الجامعات الألمانية يقررون العودة إلى موطنهم الأصلي والعمل فيهصورة من: dpa

يتوجه المئات من الطلبة كل سنة من مختلف البلدان العربية إلى ألمانيا إما لمتابعة دراستهم الجامعية أو لإجراء أبحاث علمية أو تدريب مهني. ويفضل الكثير منهم البقاء فيها، خاصة إذا حصلوا على وظائف أو تزوجوا وأصبحت لديهم عائلات. لكن هناك من يقرر العودة إلى بلده الأصلي، على غرار سلوى التريكي، وهي سيدة أعمال تونسية في بداية الأربعينات من عمرها. سلوى التريكي كانت قد أتت إلى ألمانيا في بداية التسعينات، عقب سقوط جدار برلين، لمواصلة دراستها والحصول على شهادة الماجستير. وتصف رحلتها إلى ألمانيا بأنها كانت "بمثابة المغامرة"، ذلك أنّها "قدمت وحدها ولم تكن تتكلم الألمانية".

"التمزق بين ثقافتين وصعوبة الاندماج مرة أخرى"

Tunis Stadt Kirche und Khaldoun
يواجه بعض خريجي الجامعات الألمانية من التونسيين مصاعب في الاندماج مجددا في المجتمع التونسي رغم أن الانفتاح الذي تعرف به تونسصورة من: Moncef Slimi

وقضت الطالبة التونسية آنذاك ستة أشهر في مدينة بون، حيث تعلمت اللغة الألمانية، ثم غادرتها إلى مدينة هانوفر في شمال ألمانيا لمتابعة دراستها في الهندسة الميكانيكية. وكانت التريكي من ضمن الطالبات القليلات اللواتي كن يدرسن في شعبة تقنية في الجامعة، لكنها قررت العودة إلى وطنها الأصلي عقب تخرجها كمهندسة في منتصف التسعينات. وتلفت سلوى التريكي إلى "أنها أوفت بوعد قطعته على نفسها قبل المجيء إلى ألمانيا، فتقول: "لقد طلبت مني والدتي قبل أن أغادر تونس أن أعدها بالعودة، وعلى الرغم من أنني تلقيت عروضا للعمل ولمواصلة الدراسة لنيل شهادة الدكتوراة، إلا أنني فضلت أن أعود".

وتشير سلوى التريكي، التي تشغل منصب مديرة المكتب الوطني للدراسات الهندسية في تونس، إلى أنها أحبت ألمانيا والكثير من الخصال الألمانية كاحترام المواعيد ودقتها. وتؤكد على أن إقامتها في ألمانيا ساهمت أيضا بشكل كبير في صقل شخصيتها، وأن ذلك ساعدها كثيرا في المضي قدما في مجال عمل لا يزال يسيطر عليه الرجال. غير أن العودة إلى تونس بعد سنوات في ألمانيا لم يكن بالأمر الهين بالنسبة لها آنذاك، رغم أن المجتمع التونسي يعرف بانفتاحه على الغرب. وتؤكد أنها واجهت صعوبات عديدة في "الاندماج مجددا في المجتمع التونسي"، وأن عملية التأقلم من جديد مع "الثقافة والعقلية التونسية" تطلبت أكثر من سنتين، إلى أن "تجاوزت التمزق بين الثقافتين".

"الحفاظ على جسور التواصل مع ألمانيا"

Universitätsfest Bonn Flash-Galerie
تحديات ثقافية كثيرة تواجه الخريجين العرب الذين يقرروا العودة إلى بلادهم الأصليةصورة من: Frank Homann/Uni Bonn

من جهته، يؤكد الدكتور نادر سعادة، وهو طبيب سوري متخصص في قسم الجراحة، أنّه واجه صعوبات في الاندماج مجددا في المجتمع السوري عندما قرر عام 2001 العودة إلى سوريا بعد اثني عشر عاما قضاها في ألمانيا. ويقول نادر سعادة، الذي درس الطب في جامعة غيسن في ولاية هيسن الألمانية، أن"تداخل الثقافتين العربية والألمانية سبب له صعوبة في البداية"، مشيراً إلا أنه استطاع تجاوزها من خلال "إيجاد الحد الفاصل والموازنة بينهما".

ورغم الصعوبات في التأقلم على الصعيدين العملي والاجتماعي، يقول الطبيب السوري إنه اتخذ "قرار العودة منذ أن بدأ في الدراسة"، مبرراً ذلك "بأن الحاجة في سوريا إلى التخصصات العلمية كبيرة"، ومشيراً إلى أن "أغلب الزملاء يفضلون البقاء في الدول التي درسوا فيها وبالتالي لا يستفيد بلد الأصل من الكفاءة العلمية." لكنّه شدد في الوقت نفسه على عزمه الحفاظ على العلاقات التي تربطه بألمانيا، مشيرا إلى أن اتصاله بالجامعات والمستشفيات الألمانية لم ينقطع إطلاقا، وإلى أنه يزور ألمانيا بشكل مستمر. كما أسس جمعية الكوادر الأكاديمية السورية الألمانية حتى تبقى جسور التبادل العلمي والثقافي بين البلدين ممتدة.

الكاتبة: شمس العياري

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات