1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حين يُرهن الصراع على الأرض بمباراة لكرة قدم

سميح عامري١٣ سبتمبر ٢٠١٤

يطرح فيلم ألماني جديد إشكالية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بأسلوب جديد، إذ يبتعد عن السياسية ويستخدم الكوميديا لإيجاد الحلول لهذا الصراع وتعريف المشاهد بحيثياته عن كثب. DW عربية زارت كواليس تصوير الفيلم وتحدثت إلى مخرجه.

https://p.dw.com/p/1DBam
Arafat Rabin Clinton Handschlag zum Oslo-Abkommen
صورة من: AFP/Getty Images/J. David Ake

قساوة الحروب المدمرة وطول المفاوضات العسيرة لإحلال السلام في منطقة منهكة أصلا بالصراعات، هو أمر سأمه بدون شك الفلسطينيون والإسرائيليون على حد السواء، ولإنهاء هذا الوضع نهائيا، لجأ الطرفان إلى مواجهة جديدة من نوع آخر، لم يسبق لعدوين اثنين في التاريخ أن أقدما على للقيام بمثلها: إقامة مباراة كرة قدم بين فريقين لمدة تسعين دقيقة. ومن يفوز بالمباراة، يربح الأرض كاملة، وبالتالي يلتزم الخاسر أن يغادر البلاد دون رجعة، ولا يحق له بأي حال من الأحوال أن يحتج أو يتذمر، فالغلبة لمن يسجل أكثر. هو قانون قاس لكنه عادل. وتبدو الفكرة للوهلة الأولى ربما غريبة بعض الشيء، لكن تحقيقها على خشبة المسرح أو أمام عدسات الكاميرا ممكن على الأقل.

نجوم فلسطينيون وإسرائيليون

وبالفعل يعكف حاليا نخبة من ألمع نجوم المسرح والسينما الفلسطينيين والإسرائيليين، على تجسيد الفكرة في شكل فيلم كوميدي. وفي حديث مع DWعربية حول خلفيات الفيلم الجديد، قال منتج الفيلم ستيف هودسن: "أردنا أن نعالج الصراع في الشرق الأوسط من زاوية مختلفة تماما، بأسلوب فكاهي وبشكل سلس، بعيدا عن تعقيدات السياسة، حتى نفتح شهية المشاهد على التعرف على تفاصيل هذا الصراع عن قرب". ويواصل هودسن حديثه بالقول: "لا تثيرني البتة إنتاج أفلام على الطريقة الهوليودية بقدر ما يثيرني التطرق لقضايا إنسانية، وفي هذا السياق فإنه ليس بالإمكان أن أغض النظر عن قضية الشرق الأوسط وعن معاناة الناس هناك". قصة الفيلم تم اقتباسها من رواية الصحفي والكاتب الإسرائيلي إيتاي ميرسون.

ويشارك في بطولة الفيلم الممثل والمخرج العربي نورمان عيسى، المعروف بأعماله المسرحية وخاصة بالدراما التلفزيونية، فقد حضي مسلسله "شغل عرب" بنسب مشاهدة عالية في إسرائيل. كما يشاركه البطولة نجم السينما الإسرائيلي المغربي الأصل موشي إيفقي. ويعرف الممثلان بتسامحهما الديني وبدعمهما لعملية السلام بين الشعبين.

ومن أكبر التحديات التي واجهها الفريقان قبل المباراة، هي أولا العثور على حكم محايد يرضي الطرفين. ويعكس الفيلم في الواقع عبثية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي حملت أوزاره أجيال عديدة، وسفكت في سبيله دماء أبرياء من الجانبين، بشكل يجعل المشاهد ذاته يطرح السؤال عن المغزى الحقيقي للحرب الطويلة وعن سبب عدم التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الطرفين.

كما يتطرق الفيلم إلى قضايا جوهرية في الصراع غالبا ما تطرح على طاولات المفاوضات بين السلطة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية، مثل حق العودة للاجئين الفلسطينيين. ولإلقاء الضوء على معاناة السكان في غزة، تم اقتباس مشاهد من الحياة اليومية هناك، إذ تم مثلا في الفيلم تهريب لاعب من بروسيا دورتموند الألماني عبر نفق سري، حتى يتسنى له اللعب مع الفريق الفلسطيني. وهو مشهد يلقي الضوء على معاناة السكان هناك. كما يعالج الفيلم الكوميدي مسألة الهوية العربية واليهودية بشكل مثير، فماذا يعني بالضبط أن تكون يهوديا وأن تكون عربيا؟ وهل الفرق بينهما فعلا عميق؟

Steve Hudson
المنتج الألماني ستيف هودسنصورة من: DW/S. Amri

فيلم كوميدي بأسلوب واقعي

ولإضفاء طابع واقعي على أحداث الفيلم، قرر المخرج الإسرائيلي يوفال أدلار الاستعانة بأسلوب الإخراج المتبع في تصوير الأفلام الوثائقية، تماما مثل فيلم "بيت لحم"، الذي حصد العديد من الجوائز، كجائزة أفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي لسنة 2013، كما تم ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار، ونال أعلى نسبة مشاهدة في إسرائيل العام الماضي. وقد تم إنتاج الفيلم أيضا من طرف ستيفن هودسون. ويضيف المنتج الألماني بالقول: "غايتنا إضحاك وإمتاع المشاهد بشكل يجبره أيضا على التفكير في آلام الآخرين في المنطقة".

أما عن سؤال DWعربية حول نتيجة المباراة النهائية، فيجيب هيدسون ضاحكا: "لن أحرق قصة الفيلم، لكن ما أستطيع قوله أن النهاية ستكون مشوقة ومليئة بالأحاسيس وفي خدمة السلام".

ويتم حاليا تصوير الفيلم "تسعون دقيقة من الحرب" في إسرائيل، كما تم تصوير بعض المشاهد في ألمانيا وفي البرتغال، ومن الممكن تصوير بعض المقاطع أيضا في الضفة الغربية. ويأمل القائمون على الفيلم، الذي سيتم عرضه سنة 2015، أن يحقق عملهم السينمائي نجاحا يفوق ما حققه الفيلم الدرامي "بيت لحم"، وسيحرص هودسون مع شركائه الإسرائيليين على عرض الفيلم في قاعات السينما العربية، حتى تتاح الفرصة للمشاهد العربي للتفاعل مع رسالة الفيلم الذي سجلت اللغتين العربية والعبرية حضورا بارزا فيه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد