1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مركز استشاري ضد الفكر الجهادي

كلاوس يانزن/هـ.إ.٣٠ أغسطس ٢٠١٤

مركز استشاري في برلين يقدم المساعدة لأسر في التعامل مع أبنائها الذين استقطبهم الفكر المتطرف وغادروا ألمانيا "للجهاد". المركز نجح في محو الفكر المتشدد عن الكثير من الشباب، الأمر الذي دفع دولا أخرى إلى استيراد الفكرة.

https://p.dw.com/p/1D3jG
صورة من: picture-alliance/dpa

شاب مسلم قرر مغادرة ألمانيا للمشاركة في "الجهاد". وزار في مصر معسكرات مختلفة لتدريب الجهاديين. وكان بين الحين والآخر يكتب رسائل الكترونية لعائلته في ألمانيا، التي قررت اللجوء إلى أحد المراكز الاستشارية في برلين، مركز "حياة"، بعد أن اختفى ابنها من ألمانيا فجأة. العاملون في هذا المركز جلسوا مع هذه العائلة وقاموا بقراءة جميع الرسائل الالكترونية التي كان يرسلها ابنها المختفي، لمساعدتها على كتابة الرد المناسب.

دانيل كولر، هو واحد من هؤلاء العاملين في مركز "حياة" البرليني، وهو يعرف الخدع التي تستخدم في معسكرات تدريب الجهاديين مثل خدعة أن "حتى أسرتك وأهلك لن يتقبلوا عقيدتك وسيحاولون إخراجك منها". وهي واحدة من الخدع المستخدمة مع الوافدين الجدد إلى معسكرات تدريب الجهاديين لإقناعهم بأن أهاليهم أصبحوا ضمن قائمة "الأعداء".

الاستراتيجية التي اتبعها العاملون في هذا المركز الاستشاري هذه المرة مع هذه العائلة بالتحديد هي ألاّ يعطي الأهل الانطباع لابنهم بأنه يتبع عقيدة متشددة وأن يتنجنبوا المواجهة معه. وقد أبدت العائلة بالفعل صبرا كبيرا في التعامل مع ابنهم: فعندما بدأ الأخير يعبر عن شكوكه إزاء إيديولوجيته الجديدة المتشددة، اقترح عليه أبواه أخذ فسحة من الوقت للتفكير والانتقال إلى دولة أخرى. وبالفعل قام الابن بالانتقال إلى بلد آخر والاستقرار فيه وتكوين أسرة. وخلال تلك الفترة توطت علاقته بعائلته في ألمانيا.

نجاح مبني على العلم

وهكذا ساهم مركز "حياة" في محو الفكر المتشدد من عقل هذا الشاب المسلم. كما نجح هذا المركز، الذي يعمل فيه عدد من المتطوعين، من خلال برامجه في لفت الأنظار إليه على الصعيد الدولي. ويشكل المتطوعون في مركز "حياة" حلقة وصل في جميع الاتجاهات بين الآباء والأبناء والمدارس و الأئمة بل، وإن تتطلب الأمر، فهم يتواصلون مع الشرطة والجهات الحكومية أيضا.

"أسلوب عملنا في مركز حياة يعتمد على العمل مع جميع أفراد الاسرة، مع جميع من لديه علاقة إيجابية مع الشخص (الذي يتبع الفكر الراديكالي)، فالأسرة يتم دعمها لتكون بديلا لهذا الفكر المتشدد"، على ما يوضح كولر. ويستخدم العاملون حججا تستند على الفكر الإسلامي: ويقول كولر في هذا الصدد: "الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الجنة تحت أقدام الأمهات. وللأم مكانة خاصة لدى المسلمين". وفي الأعوام الماضية نجح مركز "حياة" في مساعدة العشرات من الأشخاص والعديد منهم نجح كليا في الخروج من دائرة الفكر المتشدد. ويقول كولر: "حاليا نعمل بطاقة 200 إلى 300 بالمائة".

Neues Video deutscher Islamisten aufgetaucht
العديد من الشباب الألمان استقطبهم الفكر الجهادي المتطرف وغادروا ألمانيا للمشاركة في "الجهاد" في ألمانيا..صورة من: picture-alliance/dpa

نقل الفكرة إلى انجلترا

فكرة مركز "حياة" ناجحة إلى درجة أن عدة دول أخرى أرادت تطبيقها مثل النمسا وكندا أو السويد. والعديد من الأشخاص من خارج المانيا يأملون في أن يقدم لهم المركز البرليني يد المساعدة، خاصة وأن المركز يقدّم خدماته ليس فقط باللغة الألمانية بل أيضا باللغة التركية والعربية والانجليزية وبلغات أخرى، إن اقتضى الأمر.

وبما أن هذا المركز ممول من وزارة اللاجئين والهجرة الألمانية، أي من أموال دافعي الضرائب الألمان، فخدمات المركز مقدمة لمن يعيش في ألمانيا بالأساس. "كان من الواضح جدا، وبمراعاة التمويل المقدم لنا، أننا لن نكون في وضع يسمح لنا أن نقدم خدمات للأسر على الصعيد الدولي"، على ما يقول كولر.

ومن المنتظر أن يتم إنشاء مركز مماثل في انجلترا. سيمون كونوال نجح في نقل فكره مركز "حياة" إلى العاصمة البريطانية. والمشاركون فيه بانتظار موافقة البرلمان البريطاني على التمويل للبدء في العمل.

دانيل كولر يؤكد أن فكرة مركز "حياة" لن تطبق فقط في انجلترا، بل من المنتظر إنشاء مراكز مماثلة في استراليا وكندا، على أن "يكون هناك توصل دائم بين هذه المراكز عالميا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد