1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حمزة نمرة لـ DW: أمر طبيعي أن أدفع ثمن مواقفي السياسية

أحمد وائل - القاهرة١٢ أبريل ٢٠١٥

قدم في مطلع 2014 أغنيته "وأقولك إيه" محاولا التعبير فيها عن وجود انقسام كبير في المجتمع المصري، فاتهم بالتحريض ضد الجيش والشرطة، ومنعت أغانيه. وفي حواره مع DW يرفض حمزة نمرة هذا التفسير المُسيس، ويعتبره اتهاما كاذبا.

https://p.dw.com/p/1F6gd
Ägyptischer Künstler Hamaza Namira
صورة من: AWAKENING

منعت الإذاعة المصرية مؤخراً بث أغاني الفنان الشاب حمزة نمرة، كما قامت نقابة المهن الموسيقية بشطبه من عضويتها، لكن سرعان ما تمّ التراجع عن هذا القرار. وكان نمرة قد قدم في يناير/ كانون الثاني عام 2014 أغنية "وأقولك إيه"، التي تجاوزت الخمس ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب. وفهم البعض الأغنية بشكل مختلف، حيث كان هناك تفسير بأنها تحرض ضد قوات الجيش والشرطة. حمزة نمرة فتح قلبه لـ DW عربية وتحدث حول أوضاع الغناء والتعبير الفني في مصر الآن.

DW: ما هي آخر التطورات فيما يخص موقف نقابة المهن الموسيقية منك؟

حمزة نمرة: ليس هناك أي تطورات حتى هذه اللحظة. آخر ما تمّ أن النقابة أصدرت بيانا تنفي فيه شطبي، ومن جهتي تقدمت ببيان أشكرهم على توضيح موقفهم وعلى عدم الزج باسم النقابة في سجالات إعلامية. وهنا أنا فعلا أدين بالشكر لكل من وقف بجانبي من جمهور وصحفيين وإعلاميين وكتّاب وفنانين. لا أدري إن كنت سأتعرض لمشاكل أم لا، وعموما أنا مستمر في تقديم حفلات في مصر حتى هذه اللحظة والله أعلم.

منعت الإذاعة المصرية مؤخراً بث أغانيك، ما تعليقك ؟

نعم لقد حدث ذلك بالفعل، ولقد تفاجأت بالخبر مثل كل الناس، والحقيقة ليس لي أي تعليق في هذا الصدد. الإذاعة المصرية مؤسسة لها الحق في اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً.

هل تعتمد على وسائل الإعلام الرسمية لبث أغنياتك؟

من يحب سماع أغنياتي سيعرف كيف يصل إليها. ألبوماتي في الأسواق وربنا يخلي الإنترنت! فالأمر لم يعد كما كان في السابق. لم تعد الوسيلة الوحيدة لوصول الأعمال الفنية للجمهور هي الإذاعة والتليفزيون، بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت أكثر فعالية وسهولة، وأتوقع أن يحل الانترنت بكل إمكانياته محل تلك الوسائل التقليدية في المستقبل القريب، لذلك أركز على استثمار وقتي ومجهودي وفني من خلال تلك الوسائل الجديدة.

Ägyptischer Künstler Hamza Namira
حمزة نمرة حقق نجاحا غنائيا باهرا في السنوات الأخيرة وخصوصا منذ ثورة الـ 25 من ينايرصورة من: AWAKENING

هل ترى أنك تدفع ثمن مواقفك السياسية؟

أمر طبيعي، فهذا ما يحدث منذ قديم الأزل. لقد قررت النزول في 25 يناير (2011) مع ملايين الشباب مطالبين بالحرية ونحن نعرف أننا يمكن أن ندفع ثمن ذلك. لكن إيماننا بالحرية وبالحق وبالعدل وحبنا لهذا الوطن وأن هذا الشعب يستحق حياة أفضل فاق خوفنا. هذه مبادئ أؤمن بها ولم أندم للحظة واحدة على التعبير عنها وعلى قول ما أعتقد أنه الحق.

هل تعتبر نفسك "فنانا ثوريا" أم صاحب رؤية ورسالة أخلاقية؟

لا أستطيع أن أصف نفسي بأي من الصفات السابقة، بالنسبة لي المسألة أبسط وأوضح من ذلك. فأنا أحاول أن أعبر عن نفسي عن أفكاري وتجاربي، وأجد التعبير بالغناء أفضل وسيلة لذلك. فإذا كانت أغنياتي تصل إلى قلوب الناس ويرون أنها تعبر عنهم فذلك محض توفيق من الله.

مؤخرا طرح بعض الفنانين الشباب خطابا حول الفن الثوري، وأن الفنان لابد أن يكون محرضاً، منهم رامي، عصام، فما تقييمك لهذه الأفكار؟

كل الأعمال الفنية التي يقدمها الشباب من جيلي أقدرها، والفن الثوري هو فن في النهاية. والأمر متروك للفنان، يختار الفن الذي يراه الأنسب والأفضل تعبيرا عن نفسه، لكن لا يجب أن يُفْرضَ نوع معين من الفن على الجميع. الفنان يمكن أن يكون محرضاً، أو مفكرا متسائلا واقعيا أو خياليا.ويمكن أن يكون جميعهم.الفنان مثل أي شخص، متقلب المشاعر متحول الفكر، وهو بالأساس مستكشف ومجرب، فلا تفرضوا عليه قالبا معينا ولا فنا محددا دعوه يكتشف نفسه!

قدمت أغنية "وأقولك إيه" وفيها قدمت أوصاف مثل "طريق الكُرْه" أو "ما بينا شيطان" لنتحدث عن هذا العمل! وهل أثار بعض المخاوف لديك؟ وكيف كان استقباله؟

Graffiti auf einer Wand in Giza Ägypten
رسم غرافيتي على أحد الحوائط في الجيزة وكتب عليه عبارة من أغنية لحمزة نمرةصورة من: DW/Ahmed Wael

هي حالة نَمُرّ بها جميعا، هناك انقسام كبير في المجتمع، والكثير من الكراهية، وذلك شىء جديد وغريب علينا، لم نكن كذلك قبل الثورة، وأثناء الثورة لمسنا كلنا قدر الحب والتراحم بين جميع فئات الشعب المصري أثناء الـ 18 يوما قبل تنحي مبارك. لذلك أردت التعبير عن تلك الحالة بأغنية لعلها توقظ شيئا طيبا في قلوب الناس. طبعاً في ظل الاحتقان والاستقطاب خِفت من تأويل الأغنية وتحميلها معاني غير التي قصدتها، لكني راهنت على صوت العقل عند الغالبية. وهذا ما حدث ونجحت الأغنية نجاحا فاق توقعي، والحمد لله. والأغنية من كلمات وألحان صديقي محمود فاروق ومن توزيعي.

كيف تقيم الوضع الآن بشكل عام، هل هناك قيود على التعبير الفني في مصر، وهل الأغنية السياسية المؤيدة هي المسموح بها فقط؟

بالطبع هناك قيود. لطالما كانت هناك قيود منذ أزمنة بعيدة، ولا جديد في المسألة. عن نفسي أنا لا أؤمن بالقيود الرقابية على الفن، ولكن أؤمن بالقانون كوسيلة لانتظام كل شيء في المجتمع. الفن لا يجب أن يخضع لرقيب في المطلق، الفن حرية ويجب أن يقدم بشكل حر. والقانون هو الحاكم والمنظم في النهاية والالتزام به هو الفيصل. فمثلا في العالم الحر الدولة لا تمنع أغنية تحض على العنصرية والكراهية من خلال رقيب يجيز ويمنع، لكن من يصدرها للجمهور يقع تحت المسائلة القانونية لأن هناك قانون ضد التمييز والكراهية. فالتقييم يجب ألا يكون استباقا، بل ندع الفنان يكون هو الرقيب على ما يقدمه. هذا رأيي، وأترك للقارئ الإجابة على ما إذا كان مسموحا للأغنية المعارضة أم لا في هذه الأيام.

يعتبر البعض أنك تقحم السياسة في الفن. هناك، مثلا، من يتهمك بالتحريض ضد الجيش والشرطة. ما تعليقك؟

أنا لا أقدم فنا سياسيا أصلا! ما أقدمه هي أغنيات اجتماعية وإنسانية، تتحدث عن موضوعات بمنظور واسع ومعان مطلقة. والمتلقي هو من يحدد كيف يفهمهما ويتأثر بها ويتذوقها. الفن دائما متعدد الأوجه وهذا أعظم شيء فيه. وهذا أيضا ما يجعل أغنيات مثل أغنيات "خالد الذكر" سيد درويش لا تزال تعيش بيننا الآن على الرغم من اختلاف الأزمنة والظروف التي جعلته يبدعها. هذا الفن كما أفهمه. أما من يتهمني بالتحريض ضد الجيش والشرطة فهو للأسف شخص يجهل أي شيء عن ما أقدمه! طبعا اتهام كاذب.

حينما تتأمل تجربة طويلة ومثمرة مثل تجربة محمد منير، وبعض الانتقادات الموجهة له حيث يرى البعض أنه قد خسر نسبة ليست قليلة من جمهوره بسبب أغانيه الأخيرة ومواقفه السياسية كذلك، لا نقصد المقارنة، لكن هل لديك تعليق حول هذه المسألة؟

لا أستطيع في هذا المقام تقييم تجربة فنية طويلة ورائدة بحجم محمد منير. الفنان دائما يري بمنظور فني وبمعايير مجردة، لكن الجمهور له كل الحق والحرية في التقييم ورأيه هو الأصدق.

***المغني والموسيقار المصري الشاب حمز نمرة (34 عاما) قدم ألبومه الأول "احلم معايا" عام 2008، وتبعه بألبومين صدرا بعد مشاركته في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان ذلك بداية إعلانه لمواقف سياسية، يبدو أنه يدفع ثمنها الآن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد