1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحفيون في أفغانستان هدف لكل أطراف النزاع

مونيكا غريبلير / زمن البدري٢٤ يناير ٢٠١٥

يوثق تقرير جديد أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" حجم الانتهاكات ضد الصحفيين وحرية الصحافة في أفغانستان. الرئيس الأفغاني الجديد وعد بضمان حرية الصحافة، في ما حذر خبراء من تأزم الوضع بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي.

https://p.dw.com/p/1EOYH
Bildergalerie Afghanistan Gewalt gegen Journalisten
صورة من: DW

"حاكم الولاية قال لي أمام الجميع: لماذا تحدثت في الصحافة عن ذلك؟ أنت لا تملك الحق في ذلك. سأرميك في السجن. حياتك بالنسبة لي دون قيمة". هذه المحادثة تعتبر مثالاً على ما يتعرض له الصحفيون في أفغانستان. ونقل أحد الصحفيين الأفغان هذه المحادثة لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان. وكان هذا الصحفي قد نشر تقريراً حول هجوم مسلح ضد وحدة عسكرية أفغانية أسفر عن مقتل شخصين. ويضيف نفس الصحفي الأفغاني: "لقد مضى 12 أو 13 شهراً على التهديد الذي وجه لي، ولكني ما زلت خائفاً، خاصة عندما أذهب إلى منزلي".

هذا الصحفي هو أحد إعلاميين ثلاثة التقتهم المنظمة الحقوقية الدولية وذكرتهم في تقريرها الأخير، الذي عنونته باسم "أوقفوا التغطية الصحفية وإلا سنقتل عائلتك: تهديدات لحرية الصحافة في أفغانستان". وتؤكد المعلومات التي أوردها التقرير تقارير لمنظمات أفغانية محلية معنية بحقوق الصحفيين، كمنظمة "ناي"، التي ذكرت في أحدث تقاريرها بأن عدد الهجمات التي تعرض لها الصحفيون خلال عام 2014 زاد بنسبة 64 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه. كما سجلت المنظمة 125 حالة تهديد وعمليات قتل ثمانية صحفيين أفغان وصحفيين أجنبيين، هما سردار أحمد من وكالة فرانس برس والمصورة الصحفية الألمانية أنيا نيدرينغهاوس.

Bildergalerie Afghanistan Gewalt gegen Journalisten
شهدت أفغانستان احتجاجات على استهداف الصحفيين، ولكن دون أي تأثير يذكر (أرشيف)صورة من: DW

الصحفيون مستهدفون من قبل الجميع

ووجهت أصابع الاتهام في أغلب التهديدات ضد الصحفيين بأفغانستان لإسلاميين متشددين، إذ أشار ميشائيل كوغيلمان، الخبير في الشؤون الأفغانية بمركز وودرو ويلسون للدراسات في واشنطن، إلى أن حركة طالبان تستهدف الصحفيين في أفغانستان، مضيفاً أن "حركة طالبان في أفغانستان تحاول أن تظهر أمام الرأي العام الأفغاني بأنها حركة متمردة معتدلة، وأنها أكثر اعتدالاً من المتطرفين الإسلاميين الباكستانيين".

لذلك، ترى طالبان أن الصحفيين يشكلون خطراً عليها. لكن تقرير "هيومن رايتس ووتش" لم ينتقد الهجمات من قبل الإسلاميين المتشددين فحسب، بل انتقد أيضاً الانتهاكات بحق الصحفيين من قبل المؤسسات الحكومية، لأن هذه المؤسسات فشلت في حماية الصحفيين.

من جانبه، قال عبد المجيد خالفاتغار، المدير التنفيذي لمنظمة "ناي"، في لقاء مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن "أكثر من 40 صحفياً لقوا مصرعهم منذ سنة 2011 في أفغانستان، ولم تتم متابعة أي من هذه القضايا من قبل القضاء الأفغاني".

كما تعرض مراسل DW في أفغانستان، زيراك زاهين، هو الآخر لمضايقات مشابهة أثناء تأدية عمله في أفغانستان، إذ تعرض له عناصر من حركة طالبان العام الماضي وسحبوه من سيارته واتهموه بالعمالة، إلا أنه نجا بأعجوبة. وفي اليوم التالي، تعرض زاهين لاستجواب من قبل الأمن الأفغاني استغرق ساعات طويلة، وسألوه عن الأسباب التي دعت عناصر من طالبان لإطلاق سراحه وعدم قتله.

وأوضح زيراك زاهين، في مستهل حديثه مع DW: "تشك جميع الأطراف في الصحفيين ويُتهمون في الغالب بأنهم كاذبون أو جواسيس". أما سيد عبد الله نيزامي، زميل زاهين، فأضاف بالقول: "من يهدوننا ليسوا عناصر طالبان فقط، وإنما الحكومة أيضاً تحاول الضغط علينا".

وقد يعود استهداف الصحفيين أيضاً إلى زيادة عدد المؤسسات الإعلامية في أفغانستان منذ سنة 2002، مع سقوط حكم طالبان في البلاد، بالإضافة إلى أن دور الصحافة في صنع الرأي العام بدأ في التزايد وأصبح الإعلام مهماً في هذا البلد. كما أن الكثير من الساسة وممثلي الحكومة الأفغانية لم يكن باستطاعتهم التعايش مع الوضع الجديد وتقبل قدرة الصحافة على مساءلتهم بصورة علنية، ما يتحتم عليهم الإجابة على أسئلتهم.

لذلك، يعتقد بعض الساسة وممثلي الحكومة أن بإمكانهم إسكات هذه الأصوات المنتقدة عن طريق القوة والتخويف، كما تقول باتريسيا غوسمان، من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لـDW. أما رد الصحفيين الأفغان على هذه التهديدات فيكون في الغالب على شكل رقابة ذاتية، كما نوه بعض الصحفيين، إذ لا يغطي الصحفيون المواضيع الشائكة، مثل الفساد والسلب الحكومي والعنف ضد المرأة وانتهاكات حقوق الإنسان.

ويقول أحد المحررين الأفغان من كابول لمنظمة "هيومن رايتس ووتش": "نحن نعمل بمبدأ الرقابة الذاتية لحماية صحفيينا، لأن المعترضين لا يقدمون اعتراضات أو بلاغات رسمية ضدنا، بل يمكنهم قتلنا".

وعود رئاسية في انتظار التنفيذ

وكان الرئيس الأفغاني، أشرف غني، قد وعد الناخبين أثناء حملته الانتخابية بإيقاف جميع الدعوات ذات الطابع السياسي والدعوات غير المبررة ضد الصحفيين. وطالب غني، وكذلك منافسه عبد الله عبد الله، بضمان حرية التعبير ودعم الصحفيين في أفغانستان.

لذلك، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الأخير الرئيس الأفغاني الجديد بالتنديد رسمياً بالهجمات التي تتعرض لها الصحافة ووسائل الإعلام في البلاد، ودعته إلى فتح تحقيقات لمعرفة أسبابها وتقديم المتهمين للعدالة. كما شددت باتريسيا غوسمان على ضرورة إقامة هيئة تضم في عضويتها صحفيين وممثلين عن المؤسسات الإعلامية والحكومة الأفغانية للنظر في القضايا الإعلامية والانتهاكات ضد الصحفيين.

أما الخبير في الشؤون الأفغانية كوغيلمان، فقد أوضح أن الرئيس غني سوف يبعث بإشارة واضحة لدعم حرية الصحافة في أفغانستان عندما يطالب القضاء بتتبع الهجمات ضد الصحفيين في أفغانستان، ما قد يخيف المهاجمين ويقلل من الاعتداءات على الصحفيين. لكنه أشار في ختام حديثه إلى أنه "يجب الأخذ في عين الاعتبار بأن وضع حرية الصحافة في أفغانستان قد يزداد سوءاً، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد