1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جولة السيسي الأوروبية تسعى إلى إعادة الدفء في العلاقات

سهام أشطو٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأول زيارة له لدول أوروبية منذ توليه منصب الرئاسة في مصر، وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل علاقات النظام المصري الجديد بالغرب، خصوصا بالنظر إلى الفتور الذي يميز تلك العلاقات.

https://p.dw.com/p/1DuFy
Al-Sisi bei Hollande 26.11.2014
صورة من: Reuters/P. Wojazer

بصرف النظر عن أسباب الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي لبعض الدول الغربية يشير المراقبون أو الدول الأوروبية تعتبر مصر طرفا إقليميا مهما، رغم الانتقادات الموجهة للسيسي بشأن حقوق الإنسان وموقف الغرب المنتقد للطريقة التي تم بها عزل الرئيس محمد مرسي.

الزيارة تهدف إلى تحسين العلاقات الاقتصادية مع أوروبا وحثها على المساهمة في إنعاش اقتصاد مصر الذي يعاني من صعوبات كبيرة، غير أن القضايا الأمنية ولاسيما الأزمة الليبية ستأخذ نصيبا كبيرا في المباحثات التي يجريها الوفد المصري مع القادة الأوروبيين. فهل تطوي هذه الزيارة صفحة مناخ التوتر بين السيسي والغرب؟، وعلى حساب من سيتم ذلك؟

مصالح مشتركة

الإعلام المصري ركز على أن زيارة السيسي ذات أهداف اقتصادية بالدرجة الأولى، إذ تأتي في وقت تعتزم فيه القاهرة تنظيم مؤتمر اقتصادي دولي في النصف الأول من العام المقبل، حيث تعقد عليه الآمال في تحريك عجلة اقتصادها المنهار.

من المقرر أن يلتقي الوفد المصري اليوم في فرنسا بممثلين عن أرباب العمل الفرنسيين لهذا الغرض. ويرى عبد الفتاح بشير الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومدير تحرير مجلة الديمقراطية أن جولة السيسي الأوروبية ترمي بالدرجة الأولى إلى "ترميم علاقات القاهرة مع العالم الخارجي".

في مقابلة مع DWعربية أضاف المتحدث أن"هذه الاستراتيجية تشمل دولا عديدة، ومنها الصين أيضا. وتهدف هذه الاستراتيجية "إلى جلب الاسثمارات الخارجية إلى مصر من أجل المساهمة في إنعاش اقتصادها، كما تهدف إلى إعادة مصر لفضائها الإقليمي". لكن الصحافي والكاتب المصري أنس حسن يرى أن السيسي يحاول من خلال هذه الجولة تبديد مخاوف الأوروبيين من أن تتحول مصر إلى مصدر للعنف والتطرف بسبب الصراع مع الإسلاميين هناك، وهو ما يشكل خطرا على التجارة الدولية والسلام مع إسرائيل، حسب قوله.

Vatikan Papst Franziskus Audienz Präsident al-Sisi 24.11.2014
الرئيس المصري التقى بالبابا فرنسيسكوس خلال جولته الأوروبية.صورة من: Reuters/Gabriel Bouys

ويضيف أنس في حوار مع DWعربية أن"ما يهم الغرب في الحقيقة هي المصالح التي قد يهددَها وجود نظام قمعي، ويولد عدم الاستقرار في موقع مهم مثل مصر، ما قد يؤدي إلى صراعات ومخاطر كبيرة. لكن السيسي في جولته هذه يحاول إثبات عكس ذلك، فالوضع الأمني مستقر نوعا ما، وهو يصدر فوبيا الإرهاب لدعم الأجهزة الأمنية، حيث إن أوروبا كانت تعتبر الممول الرئيسي لأجهزة الأمن الداخلي المصرية".

انتهاكات حقوق الإنسان

ويرى متتبعون للشأن المصري أن السيسي يحاولة طي صفحة التوتر التي طبعت علاقات مصر بالغرب منذ الإطاحة بحكم مرسي، وما تبع ذلك من انتقادات لنظامه بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان. ويقول عبد الفتاح بشير بهذا الخصوص" ينبغي التمييز بين الإطاحة بمرسي وموضوع حقوق الإنسان، إذ أن النقطة الأولى أصبحت محسومة، لأن السيسي يعتبر الآن رئيسا منتخبا، والمجتمع الدولي تقبل هذا واعترف به نهاية الأمر، أما موضوع حقوق الإنسان فمن الطبيعي أن تتعرض مصر لانتقادات كهذه لأنها الآن في مرحلة انتقال ديمقراطي وتواجه تحديات وأخطاء".

أما الكاتب أنس حسن فعبر عن اعتقاده أن "الدول الأوروبية لا تهتم بانتهاكات حقوق الإنسان مادام ذلك لا يشكل خطرا على مصالحها" وأوضح أن الأوروبيين تعاونوا كثيرا مع نظام مبارك وعملوا على دعمه بشكل كبير ولم تؤثر قضية حقوق الإنسان على العلاقات مع الغرب".

وبحسب مراقبين فإن السيسي يحاول أيضا من خلال التقرب من قادة أوروبا تحجيم دور قطر في المنطقة. ويرى أنس حسن أن التوافق الجديد بين مصر والغرب سيكون على حساب الإسلام السياسي أولا ثم على حساب تركيا وقطر، لكن عبد الفتاح بشير يعلق على ذلك قائلا" الدول الأوروبية أنظمة ديمقراطية ولديها مصالحها أيضا، ولا أعتقد أن تعزيز العلاقات مع القيادة المصرية سيتم بالضرورة على حساب الإخوان المسلمين"

Rebellen in Libyen (Symbolbild)
يستأثر الوضع الليبي باهتمام المحادثات المصرية الأوروبيةصورة من: picture-alliance/dpa/C. Petit Tesson

ليبيا، أبرز قضية

سيكون الوضع المعقد في ليبيا وتأثير ذلك على المنطقة على رأس الاهتمامات في اللقاءات التي يجريها السيسي في العواصم الأوروبية، علما أن هناك اختلافات في وجهات النظر حول السبل التي ينبغي نهجها من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية. النظام المصري يتخوف من أن تزداد قوة جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وهي الجماعة التي تصنفها الحكومة المصرية كتنظيم إرهابي.

وبهذا الخصوص يقول أنس حسن: "طبعا من الواضح أن أهم ما يميز الزيارة هو أنها تأتي للبحث عن دعم أوروبي للتدخل المصري بشرق ليبيا حيث تشكل فرنسا وإيطاليا أهم لاعبين أوروبيين هناك، كما أنهما تعارضان التدخل المصري فيها".

ويعتقد عبد الفتاح بشير أنه بإمكان مصر التدخل في ليبيا دون انتظار إذن من إيطاليا وفرنسا إذا كانت هناك حاجة ملحة في "التدخل من أجل محاربة الإرهاب وحماية أمنها القومي. فالتنسيق الأمني جائز ومطلوب لكن مصر لن تنتظر موافقة دولة ما من أجل التدخل"، حسب الكاتب الصحفي

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن في إيطاليا أن مصر تحترم إرادة الليبيين في اختيار مستقبلهم، وأن بلاده لن تسمح "بأن تتحول ليبيا إلى قاعدة للإرهاب". لكن الكاتب أنس حسن لا يتوقع حدوث "مرونة أوروبية بشأن تدخل محتمل ومعلن لمصر، لأن ذلك قد بعود بعواقب وخيمة على المصالح الأوروبية هناك" مضيفا أن "النظام المصري لم يضبط بعد إيقاعه وشأنه الداخلي بالشكل الذي يخول له التدخل في ليبيا، حيث هناك أزمات اقتصادية وسياسية معقدة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد