1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جامعة آخن التقنية في واحة عُمانية: تصدير وصفة نجاح

كونستانتين شرايبر/ إعداد: يحيى الصرابي٢ ديسمبر ٢٠٠٨

عادة ما يكون التحصيل العلمي الجيد حلماً بعيد المنال، لاسيما إذا كان مقترنا بمشقة السفر والغربة، أما الآن فقد أصبح الحلم حقيقة مع جامعة جي يو تك الألمانية العُمانية.

https://p.dw.com/p/G6jW
جامعة آخن التقنية قبلة لدارسي العلوم التطبيقيةصورة من: AP

من يرغب في أن يصبح مهندساً، عليه الالتحاق بجامعة آخن التقنية الألمانية، التي تعد إحدى الوجهات الهامة في مجال دراسة العلوم التقنية على مستوى العالم. ومنذ عقود، يقصد الطلاب والباحثون هذه المدينة الواقعة في أقصى الغرب الألماني بقصد الدراسة في جامعتها. لكن هذه الجامعة صدرت -للمرة الأولى في تاريخها- وصفة نجاحها إلى سلطنة عُمان من خلال جامعة جي.يو.تك التابعة لها.

وقد يتساءل المرء عن سبب اختيار أحد بلدان شبه الجزيرة العربية مكاناً لهذا الانفتاح. ويمكن إرجاع سبب ذلك إلى أن الجامعات الألمانية ترغب في التنافس عالمياً على استقطاب كفاءات شابة، لاسيما وأن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين افتتحوا فروعاً لجامعاتهم في دول منطقة الخليج منذ وقت طويل.

التكامل بين العلم ورأس المال

Oman Student in Labor
سلطنة عُمان تركز على دعم التعليم التطبيقي لخدمة التنمية الاقتصاديةصورة من: picture-alliance / KPA

تبدو الجامعة التقنية الألمانية في عُمان (جي يو تيك GUtech) للوهلة الأولى جامعة بسيطة في واحة نخيل، غير أن مهمة كبيرة تقع على عاتقها تتمثل في إثبات جدارتها بترسيخ الصورة الريادية لألمانيا في العالم العربي، تلك الصورة التي عادة ما ترتبط بأحدث ما توصلت إليه البشرية في مجال العلوم والتكنولوجيا. وقد قام بتمويل الجامعة مجموعة من المستثمرين العمانيين، أما معظم طاقم التدريس فيتكون من أساتذة ألمان من جامعة آخن التقنية نفسها.

فرص ثمينة للجمع بين العلوم النظرية والتطبيقية

بمجرد فتح الجامعة أبوابها للدراسة، سجل فيها 135 طالباً وطالبة للفصل الدراسي الأول، وقد كان للطالبات النصيب الأوفر من هذا العدد، كون ذلك يشكل الفرصة الوحيدة لهن لمواصلة تعليمهن الجامعي في بلد ذي صبغة دينية وتحكمه العادات والتقاليد. ففي هذا البلد، ينبغي على المرأة أن تعيش في كنف الأسرة، وعلى ضوء ذلك لا يُسمح لها عادة بالسفر للدراسة في الخارج إلا مع محرم.

تقول الطالبة نورا البلوشي : "أردد دائماً بأن هذا قدري، لقد أردت دراسة علوم الجيولوجيا، غير أن الجامعات الأخرى هنا لا توفر هذا التخصص إلا باللغة العربية، وهذا لا يعد جيداً بالنسبة لي إذا رغبت لاحقاً في التقدم لوظيفة ما في إحدى الشركات المرموقة، أما الجامعة التقنية الألمانية فهي تمكننا من الدراسة باللغة الإنجليزية ولهذا أتيت إلى هنا".

كما تتيح الجامعة فرص تدريب للطلاب العمانيين في ألمانيا، حيث يمكنهم الاستفادة من المختبرات والتجهيزات الممتازة في تعزيز قدراتهم العلمية والتطبيقية. وهذا ما يتوافق مع صورة ألمانيا في أذهان الطلاب العمانيين أمثال أحمد النعماني الذي تقترن هذه الصورة في ذهنه بالعمل الدؤوب والتكوين العلمي الذائع الصيت.

تنويع مصادر الدخل عبر التنمية البشرية

Oman Boote im Fischerhafen von Sur
الصناعة الحرفية بأيدي عٌُمانية ما تزال محافظة على مكانتها في سلطنة عُمانصورة من: picture-alliance/ dpa

ذاع صيت الجامعات الأمريكية والبريطانية في البلدان الخليجية الأخرى منذ فترة طويلة بفضل الرخاء التي تشهده تلك البلدان، أما في عمان فقد كان الوضع مختلفاً. فبالرغم من كثرة المظاهر التي توحي بالثراء، فإن غنى هذا البلد لا يقارن بثراء جيرانه الخليجيين. غير أن السلطنة من الدول المهتمة جدا بالتنمية البشرية القادرة على تنويع مصادر دخلها. وقد شكل ذلك أحد الأسباب التي دفعت جامعة آخن التقنية إلى نقل خبراتها إلى هناك, وفي هذا السياق يقول رئيس الجامعة التقنية الألمانية في عمان السيد بوركهارت راوهوت: " هناك حاجة ماسة لتطوير صناعات وخدمات تعوض عدم توفر النفط والغاز في هذا البلد بكميات وفيرة كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى، وعليه فمن الأهمية بمكان إيجاد مؤسسات تعليمية رائدة تخدم عملية التطوير هذه".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد