1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"توافق الجزائريين حول نبذ العنف أفضل رد على إهدار دمي"

أجرى الحوار حسن زنيند ١٨ ديسمبر ٢٠١٤

تلقى الكاتب الجزائري كمال داود تهديدات بالقتل من قبل شيخ سلفي ما يعيد للواجهة شبح الاغتيالات التي استهدفت المثقفين خلال "العشرية السوداء"في الجزائر. في حوار خاص مع DW أكد داود أن الأمر يتعلق بالنسبة له بقضية حياة أو موت.

https://p.dw.com/p/1E790
Porträt - Autor Kamel Daoud
صورة من: Getty Images/B. Langlois

كمال داود من الصحافيين والكتاب الجزائريين المعروفين، وكان من المرشحين للفوز بجائزة "غونكور" للآداب في فرنسا. عرف بمقالاته الجريئة التي ينتقد فيها النظام الجزائري والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعرف أيضا بآرائه الجريئة في القضايا التي تهم المواطن الجزائري سواء تعلقت بالدين أوالثقافة أو المجتمع. ولد كمال داوود في مستغانم وتشبع باللغة الفرنسية التي يكتب بها. ومن أشهر مؤلفاته "ميرسولت والتحقيق المضاد".

DW: هناك شيخ سلفي يحمل اسم عبد الفتاح الجزائري ينتمي "لجبهة الصحوة الحرة السلفية" أصدر فتوى عبر الفيسبوك طالب فيها بتطبيق الحد في شخصك بتهمة الردة والزندقة والكفر. كيف تفسر استهدافك في هذا الوقت بالضبط؟

كمال داود: ماذا بودي أن أرد؟ شعرت بغضب شديد، كنت اعتقد أن زمن تهديد المثقفين في الجزائر قد ولى، لكن يبدو أن الإسلاميين يشعرون أن بإمكانهم العودة بقوة ونشر تهديداتهم. شعرت بغضب كبير تم بدأت في اتخاد الإجراءات القانونية برفع دعوى أمام القضاء الجزائري ضد الشخص الذي هددني بالموت.

الشيخ السلفي الذي أصدر الفتوى عاد وقلل نسبيا من حدتها، كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟

الأمر ليس كذلك، فهو لم يخفف من حدة تهديده، إذ عاد وكرر لقناة تلفزيونية جزائرية قريبة من الإسلاميين دعوته السابقة. هناك لعب بالكلمات ولكن الجوهر يبقى لم يتغير. ففي النسخة الأولى لتهديده التي نشرها على صفحته في الفيسبوك والتي أكد أنه يتحمل مسؤوليتها كاملة، دعا صراحة لهدر الدم. بعدها حاول تخفيف ما كتب وقال إنه لم يهدر الدم، وإنما "اقترح" أن يهدر دمي. وبين الدعوة للقتل أو اقتراح القتل فالأمران سيان بالنسبة لي.

كيف تفسر تأخر السلطات الجزائرية في الرد على تهديدك بالقتل؟

لاأعرف إن كان هناك تأخير، أنا أتفهم تماما أن السلطات الجزائرية انتظرت رفعي دعوى قضائية، ففي غياب خطوة كهذه لا أعتقد أن السلطات ترى أن من واجبها الرد.

هناك أصوات من داخل الجزائر تدعو إلى الحذر وتتهم ضمنيا أجهزة المخابرات بالعمل على تخويف الجزائريين لثنيهم على مطالب التغيير، ما رأيك في ذلك؟

هذا أمر ممكن، لكن ما يهمني حاليا هو حياتي وحريتي الفكرية. أن تكون هناك تلاعبات فهذا لا يشغلني حاليا. وحتى إن كان الأمر صحيحا، فهذا معناه أن هناك موضوع للتلاعب، وبالتالي فإنه لم يتم بعد حل القضية الأساسية (تهديدات القتل). فلو انتقلت الجزائر إلى دولة الحرية والديمقراطية والأمن، فإن قضية التلاعبات لن تطرح أصلا.

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للهجوم، فقد سبق وأن تم وصفك في الماضي بـ"الصهيوني" وبـ"الخائن" بسبب آرائك وكتاباتك. أليس كذلك؟

هناك الكثير من الجزائريين الذين يقرؤون كتاباتي ويقدرون ما أكتبه، وهناك أقلية شريرة جدا تحس بأنها معنية حينما أعالج الواقع الجزائري وحينما أتحدث عن عيوبنا وعن مسؤوليتنا في ذلك. من السهل القول بأن الاستعمار هو سبب كل مشاكلنا، بدلا من اعتبار أن كل واحد منا مسؤول اليوم. الكثيرون لا يحبون حينما نحدثهم عن عيوبهم. لا يحبون قولة إنهم يختبؤون وراء الإسلام، وأن عليهم بناء بلد ديمقراطي قوي. إن الناس تخاف من الحرية. الكثيرون لا يحبدون تذكيرهم بمسؤوليتهم عن الكوارث البيئية في الجزائر.

أنا أعتقد أنه لا يجب الاكتفاء بإسقاط النظام فقط، وإنما الأهم من ذلك هو تغيير الناس، لأن النظام يقوم على أناس يقاومون التغيير. وحينما ندعو الناس للتفكير في الدين وفي مسؤوليتهم في بناء مجتمع متسامح، فهذا يخيفهم ويكون رد فعلهم عنيفا.

ظهرت عريضة تضامنية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تندد بتهديدات القتل وتدعو السلطات الجزائرية إلى التدخل. هل هذا الدعم مهم بالنسبة لك؟

هذا الدعم مهم جدا، وهو لا يوجد فقط في الفيسبوك وإنما هناك أيضا تضامن في الصحف الجزائرية، كما أن هناك العديد من الكتاب والمثقفين في الجزائر وفي أوروبا الذين عبروا عن تضامنهم، ولكن أيضا عدد من المكتبات الفرنسية التي تنتظر نشر كتابي الجديد لشرائه، وهي تريد بذلك التعبير عن تضامنها.

وهناك تضامن عبر عنه عدد من رجال الدين في الجزائر. فقد فوجئت بأن أحد المؤسسين الرئيسيين لـ"جبهة الإنقاذ الإسلامية" قد ندد بشكل واضح بفتوى القتل. هذا التضامن مهم بالنسبة لي ولكن أتمنى أن تكون مناسبة للوصول إلى توافق يقوم على الدفاع على مبدأ نبذ العنف حين يكون هناك اختلاف في الفكر.

أجرى الحوار حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد