1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع بداية فصل الشتاء

أندرياس غورتسيفسكي / زمن البدري٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

في غزة يعيش آلاف الفلسطينيين في بيوت مؤقتة بعد تهديم منازلهم خلال الحرب الأخيرة، وزاد هطول الأمطار الغزيرة أخيرا من معاناتهم. وتخشى المنظمات الدولية تنامي مستوى العنف هناك إذا استمرت الأوضاع الإنسانية السيئة على حالها.

https://p.dw.com/p/1E8di
Gaza Zerstörung 27.08.2014
صورة من: Reuters

لا زالت معظم شوارع غزة التي تعرضت إلى الضرر بسبب الحرب الأخيرة دون إصلاحات. وبسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في شهر نوفمبر الماضي اجتاحت المياه الكثير من شوارع المدينة الساحلية المكتظة بالسكان. الآلاف من السكان هربوا إلى مساكن مؤقتة. ويقول عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم منظمة "أنروا" لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لأمم المتحدة، إن منظمته أسكنت المواطنين "في المدارس لإيوائهم بصورة مؤقتة بعد هروبهم من مياه الأمطار". ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بصورة كبيرة خلال الأيام القادمة، ما قد يعرض أبناء القطاع إلى موجة فيضانات جديدة وتفاقم الأزمة الإنسانية، كما يقول أبو حسنة في حديثه مع DW.

دمار البنية التحتية

استمرت الحرب الأخيرة في غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس سبعة أسابيع فدمرت البنية التحتية، وزاد هطول الأمطار الغزيرة من مشاكل السكان. الحديث في الجانب الفلسطيني عن أكثر من 2155 فلسطيني لقوا حتفهم أثناء الحرب، كما أصيب أكثر من 11 ألف شخص بجروح. وعلى الجانب الإسرائيلي لقي 70 شخصا مصرعهم. ودمرت الحرب الكثير من المدارس والبيوت ومباني البنية التحتية في غزة بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، ما جعل الآلاف من السكان يفقدون منازلهم ويسكنون في العراء فأصبح الإعتماد بشكل كامل على المساعدات الخارجية.

Gaza Palästinenser Überschwemmungen
ساهم في المأساة هطول أمطار غزيرة في شهر نوفمبر الماضيصورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber

وتحاول منظمات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الحكومية وغير الحكومية تخفيف معاناة السكان في القطاع. عدنان أبو حسنة المتحدث باسم منظمة "أنروا" أشار إلى أن "850 ألف لاجئ فلسطيني يعتمد بالكامل على مساعدات الأمم المتحدة". وتؤمن الأمم المتحدة الأموال اللازمة لإيواء اللاجئين والقيام بعمليات إعادة البناء والتزويد بالمياه والمواد الغذائية. بالإضافة إلى ذلك فأن منظمة "الأنروا" تعد من أهم المنظمات التي توظف الفلسطينيين في القطاع، خاصة وأن أغلب سكان القطاع بدون عقود عمل ثابتة.

وهناك أيضا بعض المنظمات الدولية التي تعمل قي غزة، مثل منظمة "أوكسفام" والتي تهتم بصيانة مشاريع المياه ومشاريع الصرف الصحي في القطاع. وأوضحت أروى مهنا العاملة في المنظمة لـ DW، بأن منظمة المياه والصرف الصحي في غزة تعمل فوق طاقتها، وخاصة أن الكثير من أنابيب المياه والصرف الصحي دمرت في الحرب الأخيرة، بالإضافة إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع وصول المواد الأولية والتقنية اللازمة لإعادة الإعمار.

وتعاني شبكة الطاقة الكهربائية هي الأخرى من نتائج الحرب، إذ تم قصف عدة محطات لتوليد الطاقة. وعادت منذ نوفمبر الماضي محطات الطاقة لتعمل بنصف طاقتها الاستعابية، حسب منظمة "أوكسفام". وتراجعت ساعات القطع الكهربائي من 18 ساعة إلى 12 ساعة يوميا، حسب أروى مهنا. وقد أصبح باستطاعة السكان الحصول على نصف مستوى الطاقة الكهربائية اللازمة، غير إن ذلك يؤثر أيضا على عمل المؤسسات الطبية ومنظومات تصفية وتوزيع المياه، كما تضيف أروى مهنا.

Gazastreifen/ Zerstörung
أكثر من 96 ألف مسكن تم تدميره خلال الحربصورة من: picture-alliance/dpa

نقص التمويل والمواد الأولية

أحد اكبر المشاكل التي تعاني منها المنظمات العاملة في قطاع غزة هو ضعف مستوى التمويل اللازم للإستمرار في مشاريعها الإنسانية. وقدمت منظمة "الأنروا" نداء عاجلا الأسبوع الماضي لزيادة الدعم للفلسطينيين. وأشار المتحدث باسم المنظمة عدنان أبو حسنة أن منظمته "لا تملك المال اللازم للإستمرار في تمويل إيواء عشرات الآلاف من الفلسطينيين في العام القادم". وتحتاج المنظمة إلى 624 مليون دولار لتوفير سكن مؤقت للاجئين، حيث تم تدمير أكثر من 96 ألف سكن خلال الحرب. ويضيف أبو حسنة قائلا: "يوجد حاليا 18 ألف شخص بلا سكن، ويسكن هؤلاء حاليا وبصورة مؤقتة في المدارس في غزة".

وحتى وإن وصلت المساعدات المالية العاجلة للمنظمات الدولية في غزة فستبقى بعض المشاكل الإنسانية دون حلول، إذ أن القطاع يفتقر إلى المواد الأولية اللازمة لإعادة البناء. فالمنفذ الوحيد لعبور البضائع إلى قطاع غزة يمر عبر إسرائيل التي تمنع مرورها، بالإضافة إلى أن غزة لا تملك ميناء خاصا بها في حين تغلق السلطات المصرية المعابر الحدودية مع القطاع بسبب الظروف الأمنية الصعبة.

الناس في غزة يعيشون في حالة طوارئ وبين أنقاض الدمار وتفشي البطالة وفقدان الأمل، كما يوضح عدنان أبو حسنة، والذي يضيف:" نتخوف من تنامي العنف إذا استمرت الأوضاع على حالها دون تحسن ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد