1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المواجهات في الضفة والقدس..بوادر انتفاضة ثالثة؟

وفاق بنكيران٢٥ يوليو ٢٠١٤

ازداد الغضب الشعبي في الضفة والقدس مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وسقوط أكثر من ثمانمائة قتيل، حيث خرجت مظاهرات حاشدة تخللتها مواجهات عنيفة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. فهل ينذر الأمر باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

https://p.dw.com/p/1Cj5k
Anti Israel Demo in Jerusalem am 24.07.2014
صور المواجهات في القدس والضفة تذكر بالانتفاضتين الأولى والثانيةصورة من: picture alliance/AA

دعت الفصائل الفلسطينية اليوم الجمعة (25 يوليو/ تموز) إلى التظاهر وتنظيم "يوم غضب" في الضفة الغربية تنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي خلفت إلى غاية اللحظة أزيد من 819 قتيل والآلاف من الجرحى، وسط تردي غير مسبوق للأوضاع الإنسانية والطبية في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات. وحسب مصادر أمنية وطبية فلسطينية أسفرت مواجهات الجمعة في الضفة عن مقتل خمسة فلسطينيين ومستوطنين، كما أصيب حوالي 19 فلسطينيا احدهم بجروح خطرة.

وكان يوم الخميس الماضي قد شهد مظاهرة ضخمة في الضفة الغربية، شهدت مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس مما أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة أكثر من 250، في ظل إجماع بين المراقبين على أن فرص التصعيد في الضفة الغربية ستبقى قائمة طالما استمرت الحرب في غزة.

انتفاضة ثالثة؟

ورغم أن القدس الشرقية تحولت في آخر جمعة من رمضان إلى ثكنة عسكرية مع تجدد المواجهات في كل من قلنديا وبعض مناطق الضفة، إلا أن بعض المراقبين يستبعدون اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية. وعن أسباب ذلك، يوضح الصحفي الفلسطيني محمد الدراغمة، أن الشعب الفلسطيني في الضفة غير متحمس لانتفاضة ثالثة لكونه مقتنع بأنها لن تمنحه الاستقلال المنشود، في ظل غياب الظروف الملائمة لتحقيق ذلك.

Israel Westjordanland Konflikt
استمرار العمليات العسكرية في غزة يؤجج الشارع الفلسطيني ويحرج السلطةصورة من: SAID KHATIB/AFP/Getty Images

ويضيف الخبير في شؤون الشرق الأوسط في حوار مع DWعربية أنه استنادا إلى التجارب السابقة لا يوجد هناك اندفاع نحو "خيار الانتفاضة"، بل نحو تنظيم مظاهرات تكشف عن "حزن وغضب عميقين بسبب المجازر التي ترتكب في غزة وما يتخللها من مشاهد الدم والقتل والدمار، دون أن ترقى إلى غاية اللحظة إلى الهبّة الشعبية الشاملة"، حسب تعبير الدراغمة. في المقابل، حذر محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، د. تسفي بارئيل، أنه وفي حال استمرت الحرب في غزة، فلا أحد يضمن عدم انفلات الأمور خارج نطاق السيطرة. ويضيف موضحا، صحيح أن أهل الضفة لا يشعرون بأنهم في مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الإسرائيلية، بيد أن أيّ تطور خطير للوضع الغزاوي سيقلب الأوضاع رأسا على عقب.

السلطة الفلسطينية في موقف حرج

وجاءت الدعوات لتنظيم احتجاجات غاضبة، ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة، من فصائل فلسطينية وعلى رأسها حركة فتح، وذلك تجاوبا مع الغضب الشعبي السائد في رام الله والقدس وغيرها. وبعد أن وافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المبادرة المصرية فور الإعلان عنها من قبل مصر، عادت حركة فتح والسلطة في رام الله لتتبني مطالب حركة حماس وعلى رأسها رفع الحصار عن القطاع وتوسيع عمليات الصيد البحري إلى غير ذلك من المطالب التي رفضت من أجلها حركتا "حماس" و"الجهاد" المبادرة المصرية معلنة أن لا تهدئة من دونها.

ووسط تنامي الغضب الشعبي في الضفة الغربية، استشف الصحفي الفلسطيني في رام الله، تعاطفا كبيرا مع العمل المسلح أو خيار "المقاومة المسلحة" الذي تتبناه بعض فصائل المقاومة، كما يقول، ما أجبر السلطة الفلسطينية على تبني موقف "حماس" و"الجهاد".

فيما يرى تسيبي رائيل أن محمود عباس أصبح حاليا في موقف حرج، خاصة أنه لم يحترم مطالب حركة حماس، مع أنها ذات المطالب التي قدمها هو نفسه للإسرائيليين في وقت سابق. ويضيف الصحفي الإسرائيلي، أن عباس ورغم أنه رئيس لجميع الفلسطينيين خاصة عقب المصالحة بين السلطة وحماس، إلا أنه وإلى غاية اللحظة يمارس مهامه كوسيط بين حماس وبين إسرائيل فقط، وبالتالي بات عليه الآن العودة إلى مهمته "الرئاسية" وترك دور "الوسيط" الذي لا يتماشي مع طبيعة منصبه.

Anti Israel Demo in Ramallah am 24.07.2014
الغضب الفسطيني يجتاح الضفة والقدسصورة من: picture alliance/AA

ويعتقد محمد الدراغمة، الذي يعيش في رام الله، أن المزاج العام لأهل الضفة الغربية بدا اليوم متعاطفا أكثر من ذي قبل مع "خيار السلاح، نظرا لأن المفاوضات التي استمرت طيلة عقدين من الزمن لم تسفر على أية نتائج إيجابية على حياة الفلسطينيين لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا مجتمعيا".

ويبقى تطور الأوضاع في الضفة مرهونا بما ستسفر عنه تطورات الأحداث في قطاع غزة مع محاولات دولية حثيثة لتحقيق التهدئة المنشودة قبل حلول عيد الفطر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات