1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المال وحده لا يحل مشاكل غزة الصحية والبيئية

أحمد الأسمر١٨ أكتوبر ٢٠١٤

رغم وعود الدعم المالي التي خرج بها مؤتمر إعادة قطاع غزة، فإن هناك تساؤلات تتجاوز المساعدات المالية، خصوصا في ما يتعلق بالشأن الصحي والبيئي. فالمشاكل البيئية في قطاع غزة قد تطال إسرائيل ومصر أيضا إذا لم تعالج بشكل جذري.

https://p.dw.com/p/1DWUd
Gaza Stadt Hamas Israel 50 Tage Krieg
تفاقم المشاكل الانسانية بعد الحرب الاخيرةصورة من: REUTERS/M. Salem

عانى قطاع غزة الكثير من المشاكل الإنسانية والبيئية قبل الحرب الأخيرة، لكن الحرب الأخيرة زادت من تلك المعاناة وساهمت في وضع المزيد من الأعباء والعوائق لإيجاد حلول للخروج من تلك المشاكل التي تؤثر على صحة السكان الغزيين وحياتهم اليومية.

قبل الحرب الأخيرة

قبل الحرب الأخيرة كان الوضع المائي في قطاع غزة سيئا للغاية، فـ 95% من مياه الشرب تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة وتلوث بسبب مياه الصرف الصحي. والمشكلة تكمن في أن على سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون الاعتماد فقط على المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض بقطاع غزة. إذ لا يوجد لديهم أي مصدر مائي آخر، بينما هم بحاجة إلى ثلاثة أضعاف الكمية المتوفرة اليوم.

الخبير البيئي الإسرائيلي جدعون برومبرغ قال في مقابلة معDW عربية: "المياه الجوفية في القطاع آخذة بالنقصان مما يؤدي إلى تسرب مياه البحر إلى داخل المياه الجوفية. ومن جهة أخرى لا يوجد أي معالجة لمياه الصرف الصحي، وهذا ما يؤدي إلى تسرب مياه الصرف الصحي أيضاً إلى المياه الجوفية مما يزيد نسبة التلوث والملوحة فيها (المياه)".

وأصدر مجموعة من الخبراء والبيئيين تقرير لحل مشاكل القطاع وذلك قبل الحرب الأخيرة. برومبروغ أوضح لـ DW"طالبنا في التقرير من إسرائيل فتح القناة الموجودة في منطقة ناحل عوز من أجل إدخال المياه الصالحة للشرب. وهذا الطلب في حينها كان من أجل إيجاد حل على المدى المتوسط، أما على المدى البعيد فكان طلبنا هو إقامة محطة لتحلية مياه البحر وذلك من أجل توفير الكمية المطلوبة للقطاع. وقبل الحرب لم تتوفر الطاقة لتشغيل هذه المحطة، لذا فعلينا أيضا إيجاد حل لمشكلة الطاقة، اقترحنا فتح حقل الغاز المتواجد على شواطئ غزة لتوفير الطاقة وحل كل هذه المشاكل لربما يأخذ عقدا من الزمن".

Gaza Wasserversorgung 6. August
95% من المياه التي يستخدمها الغزيين غير صالحة للشربصورة من: MOHAMMED ABED/AFP/Getty Images

بعد الحرب

هذه المشاكل الصحية والبيئية أصبحت أكثر تعقيدا بعد الحرب الأخيرة. ففي مقابلة مع DWعربية قال المهندس الفلسطيني لشؤون المياه والبيئة نادر الخطيب: "دمرت الحرب محطة الطاقة الوحيدة في غزة ومحطة تحلية المياه بقدرة 2600 متر مكعب يوميا. كما قصفت محطات الصرف الصحي والآبار الجوفية والبنى التحتية، كل ذلك أدى إلى تفاقم الوضع بشكل خطير. وهناك مخاوف مما سيكشفه لنا المستقبل من أمراض، وهناك شكوك باستخدام اليورانيوم المنضب خاصة في القنابل التي تدمر الأنفاق، وبدأنا نسمع عن اكتشاف المزيد من حالات السرطان".

وأضاف الخطيب: "هذه ثالث حرب منذ ست سنوات. غزة قبل الحرب الأخيرة لم تكن قد تغلبت بعد على مشكلات حرب 2008، فمشكلة تلوث الهواء والتربة التي زادها التخلص من الفضلات الطبية بشكل عشوائي بعد استخدامها خلال الحرب بشكل كبير، أضف إلى الحظر التي فرضته إسرائيل على دخول بعض المواد لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعة ".

أما الحلول بالنسبة للخطيب فهي سياسية أيضا، منها رفع الحصار، إذ يقول: "منذ توقيع اتفاق أوسلو لم تف إسرائيل بالتزاماتها بتزويد القطاع بعشرة مليون متر مكعب من المياه سنويا ولم تزود القطاع بأكثر من خمسة ملايين وهذا لا يكفي. لذا علينا التوجه إلى التحلية والتي تستوجب توفير المزيد من الطاقة، لذلك نتطلع إلى وجود تعاون إقليمي، مثل قيام الأردن بتزويد القطاع بالطاقة. فالحل الجذري هو رفع الحصار وإنهاء الاحتلال، بذلك يستطيع الشعب الفلسطيني من خلال التعاون مع الأصدقاء والأشقاء إيجاد الحلول اللازمة".

Palästina Blockade Gazastreifen Grenze UNRWA
يعتقد الخطيب بوجوب فتح المعابر دون قيود لحل الأزمة الانسانيةصورة من: Getty Images/AFP/Said Khatib

تهديد لإسرائيل

من جهة أخرى أبدى برومبرغ قلقه من انتقال المشاكل والأمراض إلى إسرائيل في حال استمرار الوضع على حاله. ويقول الباحث الإسرائيلي: "في حال انتشار الأوبئة والأمراض في قطاع غزة مثل الكوليرا والتيفوس هذا سينتقل عبر الإنسان إلى إسرائيل من خلال القادمين والخارجين من وإلى القطاع. أما الطريق الأخر الذي يعتبر أكثر هدوءاً لكنه أكثر خطورة هو انتقال الأمراض عبر الآبار الجوفية من قطاع غزة إلى إسرائيل ومصر. كما أن التيار البحري للبحر المتوسط هو باتجاه الشمال، لذا فهذه تعتبر مشكلة إسرائيلية فالمياه الملوثة قادمة باتجاه شواطئها ".

مؤتمر الإعمار

أما فيما يتعلق بمؤتمر إعادة إعمار غزة فقال برومبرغ: "صحيح أن المال هو شيء مهم من أجل حل المشاكل، لكن ذلك لا يكفي!! فربما يعتبر المال نصف الحل، لذا علينا وضع الأهداف المشتركة والتعاون من أجل حل المشاكل". أما الباحث الفلسطيني نادر الخطيب فيرى أنه حتى "في حال قيام الدول بالإيفاء بوعودها بالدعم المادي، فإن ذلك لا يكفي". فالمال لا يمكنه "تشغيل محطة تحلية مياه الشرب أو محطة صرف صحي ولا أن تنير بيتا إذا لم يكن هناك تسهيلات ورفع حصار وتوفير المواد والمستلزمات، لذا فالمال لا تكفي إذا لم يكن هناك تغيير في السياسات".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد