1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحرب على "داعش" قد تحدد مصير نظام الأسد

يوسف بوفيجلين١٢ سبتمبر ٢٠١٤

محاربة داعش في العراق وسوريا أعاد إلى الواجهة دور المعارضة السورية في المرحلة القادمة خاصة وأن التحالف الدولي سيعتمد عليها في إنهاء هذا التنظيم الإرهابي في سوريا، لكن إلى أي مدي سيضعف ذالك نظام الأسد؟

https://p.dw.com/p/1DBZA
ISIS Kämpfer in Raqqa Syrien 14.01.2014
صورة من: picture-alliance/AP Photo

تتوالى التصريحات من كل حد وصوب سواء المؤيدة أو المتوجسة من خطة اوباما التي تستهدف اجتثاث تنظيم "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسوريا، فبينما أيدت عشر دول عربية على رأسها السعودية ومصر والأردن التحرك لإنهاء هذا التنظيم الإرهابي بكبح تدفق المقاتلين والأموال إليه، اتخذت تركيا دور المراقب في قمة جدة التي انعقدت الخميس بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. هذا التحرك العربي كان في خضم تحركات تقودها الولايات المتحدة لخلق تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في العراق وسوريا المجاورتين.

وعلى الطرف الآخر، طالبت روسيا هذا التحالف بضرورة الرجوع إلى مجلس الامن قبل شن اي غارات داخل الأراضي السورية، كذلك رأى نظام دمشق أن تلك الضربات ستكون "عملا عدائيا" في حال عدم التنسيق معه، بل وأبدى توجسه من أهداف هذا التحالف، حينما قال علي حيدر وزير المصالحة الوطنية السوري "قد تكون داعش (الدولة الإسلامية) في المرحلة القادمة حصان طروادة لدخول الدول المعتدية على سوريا الى سوريا ان لم تكن هناك نوايا حقيقية لمحاربة الإرهاب." فهل محاربة داعش في سوريا ستساهم في إضعاف نظام الأسد، أم أنها ستساهم في تقويته وبالتالي بقائه في السلطة؟

دعم المعارضة المتأخر

Syrien - Bürgerkrieg
تصويت الكونغرس على دعم المعارضة السورية عسكريا لن يتم هذا الأسبوعصورة من: Getty Images

الملاحظ أن الاهتمام الدولي بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أعاد الاهتمام بالموضوع السوري بل ووضعه في الصدارة، فقد أدركت واشنطن أن محاربة داعش في العراق يجب أن تبدأ من سوريا، ما جعل إدارة اوباما تسرع بالإجراءات القانونية لتدريب وتجهيز مسلحين سوريين للقيام بمهمة محاربة داعش على الأرض وذلك تحت غطاء جوي أمريكي. وبهذا الشأن يقول جاسم محمد، الباحث في قضايا الإرهاب والاستخبار، إن "المعارضة السورية المعتدلة باتت لب الرهان الدولي في محاربة داعش"، ويضيف في حوار مع DW عربية :"لكن يجب القول إن المعارضة السورية فقدت الثقة إلى حد كبير في الإدارة الأمريكية بعد تخاذلها في دعمها لإسقاط نظام الأسد. وهي الآن، أي المعارضة السورية المعتدلة، تطالب بضمانات تحدد استمرارية الدعم العسكري و اللوجستي لمحاربة داعش وصولا إلى إسقاط النظام السوري".

فلأكثر من ثلاثة أعوام كان موقف أوباما متحفظا من مقاتلي المعارضة السورية، بل وشكك في قدرتها على حسم صراعها المسلح ضد الأسد، فلم يقدم سوى تأييد لفظي وبعض الدعم المادي المحدود لها، وقد رفض اوباما قبل عامين اقتراحا من كبار المستشارين بتسليح المعارضة السورية، وها هو الآن يقدم طلبا للكنونغرس الأمريكي بمناقشة قرار للتقديم دعم أكبر وتدريب قوات المعارضة السورية في إطار خطة تشمل أيضا توجيه ضربات جوية لمواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا.

مصير الأسد متعلق بمصير داعش!

لكن، هل دعم المعارضة السورية المعتدلة من قبل واشنطن للقيام بمهمة محاربة داعش على الأرض يعني أن الولايات المتحدة قد حسمت أمرها بشأن مستقبل نظام الأسد؟ لقد بدا جليا ان الولايات المتحدة وحلفائها لن يتعاملوا مع نظام دمشق في محاربة داعش ما يعني أن المعارضة المعتدلة ستكون الشريك الوحيد على الأرض، لكن هل هي قادرة على الحفاظ على الأراضي بعد انسحاب داعش منها؟ يقول رياض قهوجي، مديرُ مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، إن "هناك إستراتيجية أمريكية لإنهاء داعش، ولا يمكن عمليا تحقيق هذه المهمة في ظل وجود نظام سوري في حالة حرب مع المعارضة التي تريد واشنطن لها أن تقوم بالسيطرة على مناطق داعش، وهذا ما يؤدي بشكل منطقي إلى ربط مصير الأسد بمصير داعش"، اي بمعنى آخر أن واشنطن تسعى إلى محاربة التنظيم الإرهابي دون إعطاء فرصة لنظام دمشق للاستفادة من هذا المكسب الاستراتيجي. ولتحقيق ذلك فإن "التحالف الدولي سيكون مضطرا مع الوقت للتعامل مع النظام إما بالدفع باتجاه حل سياسي للأزمة السورية او القيام بعمليات عسكرية تحد من تأثير قوات النظام السوري على المعارضة المدعومة من قبل الولايات المتحدة وذلك بفرض منطقة حضر جوي"، الأمر الذي سيعجل بنهاية نظام الأسد.

حلفاء الأسد في أزمة؟

Treffen Syrien Iran Assad und Zarif NEU
يسعى النظام السوري إلى ايجاد دور له في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية على أراضيه، معتبرا أن اي قصف دون التنسيق معه سيكون "عملا عدائيا"صورة من: Reuters

من جانبه يدرك نظام الأسد ذالك جيدا، كما يدركه الداعمون له، أي روسيا وإيران، فروسيا سارعت إلى تحذير التحالف الدولي من مغبة تنفيذ غارات جوية داخل الأراضي السورية دون الرجوع إلى مجلس الأمن أو اخذ الضوء الأخضر من دمشق، بينما شككت إيران في الأهداف المعلنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، خاصة وأن هذا التحالف لم يضم إليه الجمهورية الإسلامية التي تملك خيوط الحل والربط في كل من العراق وسوريا. ويقول جاسم محمد الباحث في قضايا الإرهاب " إن عدم وجود إيران في هذا التحالف لا يعني أنها لن تساهم في محاربة داعش، خاصة وأن هناك حديث عن تفاهمات إيرانية أمريكية خارج هذا التحالف، صحيح انها لا ترقى إلى درجة التحالف و لكنها اتفاقيات للتعاون بين الطرفين"، فإيران المعزولة دوليا تبحث عن طرق لفك هذه العزلة التي أضرت باقتصادها مع الحفاظ على مستقبل حليفها الاستراتيجي في المنطقة، أي نظام الأسد.

أما بالنسبة إلى روسيا، التي لم تُستشر هذه المرة من قبل المجتمع الدولي في قضية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها تسعى إلى عرقلة أي تحرك على الأراضي السورية من خلال مجلس الأمن الذي قد لا يطلع هذه المرة على مهمة إصدار قرار يخول للمجتمع الدولي بالتحرك لمحاربة الارهاب، ومن هنا يقول المحلل الاستراتيجي رياض قهوجي: "في هذه الحالة لا يمكن لروسيا أن تفعل شيئا الآن، وكل تصريحاتها هي للاستهلاك المحلي، ما تستطيع ان تفعله هو الاستمرار بتزويد النظام السوري بالسلاح، وأي محاولة منها للتدخل عسكري يجعلها في مواجهة مباشرة مع الغرب، وهذا ما لا تريده طبعا". وقد رد وزير الخارجية الأمريكي على تصريحات موسكو، التي اعتبرت الضربات الجوية الأمريكية المتوقعة على مواقع داعش في سوريا انتهاكا صارخا للقانون الدولي بالقول إن روسيا آخر من يحق له الحديث عن القانون الدولي في ظل ما تقوم به من انتهاكات في أوكرانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد