1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعاون الإسلامي تدعو البابا الجديد إلى تحسين العلاقات بين المسيحية والإسلام

١٤ مارس ٢٠١٣

دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البابا الجديد إلى تحسين العلاقات بين المسيحية والإسلام. كما أعرب وزير الخارجية الألماني عن اعتقاده بأن انتخاب البابا فرنسيس الأول يعد إشارة إلى مدى تغير الموازين في العالم.

https://p.dw.com/p/17xu4
Organization of Islamic Cooperation Secretary General Ekmeleddin Ihsanoglu attends the opening of The International Conference on Jerusalem in Doha on February 26, 2012. Qatar called for the creation of a commission of inquiry at the UN on the Judaization of Jerusalem and warned that the country's Arab Spring no longer accept the occupation of the holy city by Israel. AFP PHOTO/KARIM JAAFAR (Photo credit should read KARIM JAAFAR/AFP/Getty Images)
صورة من: Getty Images/AFP

دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلو اليوم الخميس (14 مارس/ آذار 2013 ) البابا الجديد فرنسيس الأول إلى تحسين العلاقات بين المسيحية والإسلام و"استعادة الصداقة" بين أتباع الديانتين. وشدد إحسان أوغلو، الذي تمثل المنظمة التي يشغل منصب أمينها العام أكثر من 1،5 مليار مسلم في العالم، على "ضرورة استثمار هذه المناسبة الطيبة بانتخاب البابا الجديد لتطوير وتحسين العلاقات بين الإسلام والمسيحية واستعادة الصداقة الحميمية بين الديانتين السماويتين".

وكانت العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الإسلامي تعرضت لعدة انتكاسات في ظل البابا السابق بنديكت السادس عشر الذي أثار عاصفة من الغضب عام 2006 عندما اقتبس في محاضرة ألقاها في جامعة ريغينسبورغ الألمانية من أقوال إمبراطور بيزنطي ربط بين الإسلام والعنف.

وجدد إحسان أوغلو الدعوة إلى نشر فكرة "المصالحة التاريخية بين الإسلام والمسيحية"، وهي فكرة قال إن المنظمة عملت على نشرها طوال السنوات الثماني الماضية، أي خلال حبرية بنديكت السادس عشر الذي فاجأ العالم الشهر الماضي باستقالته غير المسبوقة منذ 700 سنة.

وفي برلين أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن اعتقاده بأن انتخاب بابا الفاتيكان الجديد فرانسيس الأول يعد إشارة إلى مدى تغير الموازين في العالم. وقال فيسترفيله اليوم الخميس: "في هذا الانتخاب التاريخي لأول بابا من أمريكا اللاتينية، يتضح مجددا كيف تغير العالم بشدة". وأضاف فيسترفيله: "أتمنى للبابا فرانسيس فترة باباوية من أجل السلام".

الأزهر يأمل في "علاقات أفضل" مع الفاتيكان

وسبق لمشيخة الأزهر أن أعربت اليوم الخميس عن أملها في "علاقات أفضل" مع الفاتيكان بعد انتخاب البابا الجديد وفي ظهور "توجه جديد" يتيح استئناف الحوار الذي كانت مشيخة الأزهر علقته مع الفاتيكان أوائل 2011. وقال محمود عزب، مستشار إمام الأزهر أحمد الطيب لشؤون الحوار، لوكالة فرانس برس "نهنئ كنيسة القديس بطرس والكاثوليك في العالم بتنصيب البابا الجديد ونتمنى أن تسود بيننا علاقات أفضل لخدمة الإنسانية كلها. وبمجرد أن نرى توجها جديدا سنعود فورا إلى الحوار (..) الذي كنا علّقناه لأن مواقف الفاتيكان لم لتكن تدعو (وقتها) إلى التقارب".

وأضاف عزب "الأزهر الشريف كان علق الحوار في أوائل 2011 بعد أن تراكمت أسباب دفعته إلى ذلك منذ خطاب البابا السابق واتهامه الإسلام بالعنف"، موضحا "علقنا الحوار إلى أن تتحسن الظروف لأن هدف الحوار التقارب ومواقف الفاتيكان لم تكن تدعو إلى ذلك". وتابع "نأمل أن يدافع الفاتيكان في عهده الجديد عن المضطهدين والمظلومين في العالم كله ومنه الشرق بدون تفرقة بين مسلم ومسيحي لأن كرامة الإنسان واحدة كما جاء في القرآن".

وبات الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو برغوليو البابا الأول من القارة الأميركية واليسوعي الأول الذي يتولى السدة البابوية عندما انتخب مساء الأربعاء ليخلف بنديكت السادس عشر. واختار البابا الجديد لنفسه اسم فرنسيس ليكون أول بابا يحمل هذا الاسم.

ورغم انخراط مؤسستي الأزهر والفاتيكان في جولات من الحوار البناء خاصة في عهد البابا يوحنا بولس الثاني، إلاّ أن تصريحات البابا بنديكت السادس عشر حول الإسلام ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط أثرت سلبا على تلك علاقات الطرفين.

وإلى جانب المحاضرة المشهورة والتي ربط فيها بشكل غير مباشر بين الإسلام والعنف 2006، كان البابا السابق بنديكت السادس عشر أدان في كانون الثاني/ يناير 2011 حادث تفجير كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، شمال مصر، في أول أيام عام 2011 داعيا إلى حماية المسيحيين في مصر. وإثر ذلك قرر الأزهر تجميد علاقاته مع الفاتيكان لأجل غير مسمى بسبب "ما تكرر صدوره من بابا الفاتيكان أكثر من مرة من تعرضه للإسلام بشكل سلبي، ومن ادعائه اضطهاد المسلمين للآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط".

أول ظهور للبابا الجديد

The Archbishop of Buenos Aires, Cardinal Jorge Mario Bergoglio leads a mass at the Metropolitan Cathedral in Buenos Aires, Argentina, Thursday, Feb. 14, 2013. About 40 percent of the world's Catholics live in Latin America. It suggests that if the cardinals who will elect the next pope are willing to look outside Europe, their first choice might be Central or South America, which brings 19 cardinals to the conclave. Bergoglio has been mentioned as papal possibility to succeed Pope Benedict XVI. (AP Photo/Natacha Pisarenko)
بابا الفاتيكان الجديد خورخوي برغوليو ينحدر من الأرجنيتن...صورة من: picture-alliance/AP Photo

هذا وأدى باب الفاتيكان الجديد الصلاة صباح اليوم على انفراد في كاتدرائية القديسة مريم وذلك في أول ظهور علني له غداة انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وترجل البابا، الذي دخل الكاتدرائية وهي واحدة من أربع كاتدرائيات في روما من باب جانبي، من سيارة لا تحمل لوحة التسجيل المخصصة للحبر الأعظم، تماشيا مع صورته كرجل متواضع.

وأمضى البابا ليلته الأولى في بيت القديسة مرتا حيث أقام كل الكرادلة الذين شاركوا في المجمع. وأفاد أحد المصورين أن البابا رفض مساء الأربعاء أن يستقل السيارة التي كانت تنتظره لنقله إلى بيت القديسة مرتا وفضل أن يركب الحافلة الصغيرة برفقة الكرادلة الآخرين.

وسيقيم البابا وهو الأول من أميركا اللاتينية التي تضم أكبر عدد من الكاثوليك في العالم، صلاة التبشير اعتبارا من الأحد على أن يكرس في منصبه في قداس احتفالي في كاتدرائية القديس بطرس في 19 آذار/مارس.

م. أ. م./ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)