1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأسد لا يمكن أن يكون شريكا للغرب في مكافحة داعش

راينر زوليش/ ش.ع١٦ يوليو ٢٠١٤

وجهة نظر: هل ينبغي على الغرب التعاون مع النظام السوري؟ DWعربية تقدم رأيين مختلفين حول الإجابة على ذلك. إليكم رأي راينر زوليش بهذا الخصوص.

https://p.dw.com/p/1Ce6W
صورة من: Reuters

الشرق الأوسط يحترق في عدة مناطق: إسرائيل تقصف غزة وحماس تطلق الصواريخ على إسرائيل – في ظل هذه التطورات يواصل التنظيم الإرهابي "دولة الإسلام في الشام والعراق" داعش بزعامة أبو بكر البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة، زحفه من خلال السيطرة على مدن ومناطق جديدة، إلى درجة أن الجهاديين أصبحوا يسيطرون في سوريا والعراق على منطقة تفوق مساحتها بكثير مساحة لبنان. وهم يرهبون السكان و"يعاقبون" كل من يعارضهم بشراسة من خلال إعدامهم رميا بالرصاص أو من خلال صلبهم. وما يثير القلق أن هذا الحكم القائم على الإرهاب والترهيب قد يشمل مناطق أخرى، في حال لم يوقفهم أحد.

ولكن من يمكنه فعل ذلك؟ الجيش النظامي العراقي قد أظهر وبوضوح أنه يفتقد للوسائل الضرورية وحتى الروح المعنوية لوقف "داعش". لقد تخلى عن مدينة الموصل دون خوض أية معركة أو الدخول في أي قتال.

فيما تسعى قوات البشمركة الكردية، التي تعد أكثر تنظيما من الجيش العراقي ، إلى بسط نفوذهم على المناطق الكردية والأخرى المحاذية لها وذلك تمهيدا، على الأرجح، لاحتمال قيام دولة كردية في حال انهارت بنية الدولة العراقية. أما الميليشيات الشيعية في العراق، فتحركها مصالح ضيقة.

من يوقف زحف داعش؟

من يمكنه أن يوقف داعش؟ لا أحد يجرؤ حتى الآن – بغض النظر عن بعض الخبراء في شؤون الشرق الأوسط – أن يتحدث بصوت عال. الأمر واضح؛ في إطار ظروف مغايرة تصبح من الضروري ربط تحالفات مغايرة– على غرار تعاون الدول الغربية مع نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا المعزول على الصعيد الدولي. الدكتاتور، المنتخب صوريا في المناطق التي يسيطر عليها يبدأ ولاية جديدة كرئيس، وهو يظهر نفسه وكأنه الحصن المنيع ضد الإسلاميين المتطرفين من الطائفة السنية.

لقد أظهر الأمريكيون من خلال مثال مصر أن العلاقات مع دول ذات وزن استراتيجي في المنطقة قد تتغير بين ليلة وضحاها لاعتبارات السياسة الواقعية إذا كان الأمر يقتضي ذلك. ولم تعد واشنطن تنظر إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالدرجة الأولى على أنه عسكري سابق يعرقل الإصلاحات الديمقراطية في بلاده ويقمع فيها حرية التعبير وحقوق الإنسان. واشنطن ترى في السيسي الآن الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية المتطرفة، حتى وإن مُنيت محاولته الأولى للوساطة بالفشل.

المصالح تحدد الأولويات السياسية

من الواضح أن واشنطن بحاجة إلى شركاء في الشرق الأوسط. وعدا ذلك فلا أهمية لأمور أخرى أمام المصالح السياسية. كما أنه من الواضح أيضا أن الغرب لا يستطيع اختيار شركائه في المنطقة وفقا لأهوائه – ولعل السعودية، الغنية بالنفط والمعروفة بالانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان، أشهر مثال على ذلك وأكثره سخرية ومرارة في الوقت نفسه. النظام في السعودية وكذلك في مصر مسؤولان عن انتهاكات لحقوق الإنسان. ولكن لا السعودية ولا مصر قامتا بما قام به الأسد الذي تسبب في اندلاع حرب على مدى سنوات أودت بحياة أكثر من 170 ألف. كما أن النظامين السعودي والمصري لم يقوما بقصف مستمر واسعة لمناطق أهلة بالسكان.

Deutsche Welle Rainer Sollich Arabische Redaktion
راينه زوليش / DWصورة من: DW/P. Henriksen

وعليه، فإنه يحسب لوزير الخارجية البريطاني الجديد فيليب هاموند الذي اعتبر بأن الأسد حتى في ظل الإرهاب الذي تقوم به داعش في المنطقة لا يمكن أن يكون شريكا للغرب. فمن يريد مكافحة الإرهاب بطريقة فعالة، لا يمكنه أن يتعاون مع حكام يرهبون بدورهم شعوبهم وبشكل ممنهج.