1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ارتباط الحب بالهرمون

١٠ أبريل ٢٠١٠

في روايته "الحب حالة يفرضها الهرمون" يتحدث جاكوب هاين عن مغامرات الفتى - السيئ الحظ - ساشا الذي وقع خلال فترة شبابه في حب فتيات جميلات، فهو لا يعدو بالنسبة لهن أكثر من صديق عادي إلى أن وجد صديقته يوهانا.

https://p.dw.com/p/Mrus
صورة من: Bilderbox

ماذا يفعل المرء، عندما تبدو الفتيات حوله أكثر جمالا؟ انه يفعل كل شيء و بأي طريقة لمجرد التقرب منهن. وهكذا نجد أن بطل رواية "الحب حالة يفرضها الهرمون" يقوم بإنجاز الواجبات المنزلية لسارة -عشقه الأول. أما هي فتشكو أحيانا من تغيّر أصدقائها بشكل مستمر، وهم جميعهم أكبر سنا و أكثر حيوية من ساشا. ومع مرور الوقت ملّ ساشا من لعب دور المستمع و المواسي عوضا عن تبادل القبل وممارسة الحب. وفي النهاية توّج هوسه بحب غير مثمر بمرافقته لصديقته المزعومة إلى إحدى الحفلات على أمل أن يكون المكان المناسب للاعتراف بالحب. بدلا من ذلك، تبين أن سارة لم تعره أي اهتمام لدرجة أنه خشي في النهاية من عدم إيجاد مكان له في السيارة أثناء رحلة العودة من الحفل.

حب فاشل

Arzt und Schriftsteller Dr. Jakob Hein
الكاتب جاكوب هاين كان يسعى دائما لكسب قلب الفتيات، إلا أنهن لم يجدن فيه أكثر من صديق عزيز.صورة من: picture-alliance/ ZB

محاولا ت ساشا الأولى في ميدان الحب صنفها جاكوب هاين في روايته بمهارة عالية وبصور حية مثيرة لغرائز الشباب. الطريف في القصة لا يكمن فقط في فشل بطل الرواية، ولكن أيضا في نسج خطط للاستحواذ على قلب العشيقة. وهكذا بعد زيارة سارة في بيتها، بدأ ساشا فورا في إعادة ترتيب غرفته وسط ذهول والديه. وقد قام بذلك ظنا منه بأنه فهم كيف يوقع بها في فخ حبه، وبالتالي كيف يجذبها إليه.

التخلص من الطفولة وتغيير نمط الحياة لا يحقق النجاح المتوقع للأسف، وهكذا يبقى ساشا مجرد صديق عادي. ولم يتغير هذا الوضع إلا بعدما سافرت سارة في نهاية الأسبوع. "في عطلة نهاية الأسبوع هذه، كنت عمليا وحدي في المدينة"، يقول ساشا ويضيف: "أمكنني كذلك القيام بأشياء كثيرة مع أصدقاء من نفس الفصل الذي ادرس فيه". من سخرية القدر كُتب لساشا أن يعيش في تلك الليلة مغامرته الأولى، لكن يانا هي بالضبط عكس ما يريد: فهي تحب الملابس الملونة وملصقات نجوم البوب فوق السرير. إذن سيبقى البحث مستمرا. ساشا يكبر سنا، لكن النجاح يبقى معلقا.

طفولة في شرق برلين

Buchcover Liebe ist ein hormonell bedingter Zustand von Jakob Hein
غلاف كتاب جاكوب هاين "الحب حالة يفرضها الهرمون".صورة من: Piper Verlag München

إلى جانب هذه الحلقات الترفيهية، ينجح جاكوب هاين لحسن الحظ أيضا في تجنب الحنين المهيمن إلى ألمانيا الشرقية سابقا منذ رواية توماس بروزكس "النهاية الأقصر لشارع الشمس" أو فيلم فولفغانغ بيكر "وداعا لينين!". ويرجع ذلك إلى حقيقة أن خطوط الإثارة عند هاينس لا تهدف أبدا إلى إبراز الاختلافات بين شرق ألمانيا وغربها، من ناحية أخرى يصف الأحداث التاريخية لفترة التحّول في ألمانيا الشرقية سابقا بحرص على نقلها كما هي بالشكل الذي ترغب به عامة الناس. لم يكن ساشا شاهدا على سقوط الجدار. غير أن ملاحظات هاينس تستند على ذكريات المراهقة، التي يبدو كل الناس على معرفة بها. ومنها على سبيل المثال التسكع لساعات والمحاولات المضنية للإيقاع بالفتيات والإحساس بأن الآخرين يحققون دائما ما لم يحققه الفرد.

نهاية مختلفة

وأخيرا يجد ساشا بالتأكيد امرأة، على عكس سارة او يوليا فهو لم يصرف النظرعن يوهانا، هذه المرة لم يقم بترتيب الغرفة وأشرطة الكاسيت التي تم جمعها حتى الآن، كذلك لم يكتب واجباتها المدرسية. في الصباح وجد نفسه مستلقيا بجانبها في الفراش ليسأل نفسه بدهشة، من هي المرأة بجانبه، كيف دخل إلى بيتها ومن أين يعرف اسمها. بهذا التحول يعطي جاكوب هاين روايته بعدا جديدا. حتى الآن روى قصة شباب ممتعة و مسلية تذكّر القراء في كثير من الأحيان بسن البلوغ والمراهقة. هاين لم يبقى مقيدا في حياة الكبار بل زكى عمله من خلال تطرقه لعالم الموضة والشباب. كل هذه الإثارة في غرام ساشا الموهوم اختفت دفعة واحدة مع يوهانا. وعلى الصفحات الأخيرة من الكتاب نقرأ على لسان ساشا:" الآن يمكن للحياة أن تبدأ مع يوهانا".

الكاتب: بيتر كلايبر/ عبد اللطيف فراكو

مراجعة: ابراهيم محمد