1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعادة البناء ـ أهالي غزة وصدمة مواجهة آثار الحرب

تانيا كريمر / زمن البدري٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

بعد أسابيع من انتهاء الحرب أخذ سكان قطاع غزة يستوعبون أكثر فأكثر حجم الدمار الذي خلفته. مواجهة آثار الحرب هي التحدي الأبرز للسكان، خصوصا إعادة البناء في ظل القيود التي تفرضها إسرائيل على مواد البناء. DW أعدت هذا التحقيق.

https://p.dw.com/p/1DJr7
Israel Krieg Gaza Spielende Kinder 19.09.2014
صورة من: Said Khatib/AFP/Getty Images

سوق السمك في غزة يعج بالزبائن في الصباح، خصوصا بعد أن سُمح للصيادين بمزاولة مهنتهم. وضع السوق تحسن وصار بمقدور الزبائن اختيار الأنواع التي يفضلنها، لأنه بات بمقدور الصيادين الصيد في عمق ستة أميال بحرية. فالسمك المصطاد من منطقة الستة أميال مرغوب جدا هذه الأيام في سوق غزة للسمك، كما يقول أحد الباعة ساخرا.

بيد أنّ مدّ مسافة الصيد لصيادي السمك من ثلاثة إلى ستة أميال قد يبدو التغيير الوحيد الذي طرأ على معيشة السكان بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة. إبراهيم سليم أبو عايش، أحد صيادي السمك في غزة أشار من جانبه إلى أن الصيادين طالبوا باثني عشر ميلا بحريا للصيد، و"هو ما يكفي لتوفير الحد الأدنى من السمك اللازم لتغطية النفقات". لكنهم حصلوا على ستة أميال فقط وهي أفضل من لا شيء، كما يقول أبو عايش.

تفاقم المشاكل في غزة

أربعة أسابيع انقضت على انتهاء الحرب في غزة والكثيرون من سكان القطاع يتساءلون عن مستقبلهم في خضم هذا الوضع المعقد للغاية. وفي هذا الإطار أشار الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة في لقاء خاص مع DWإلى أن "قطاع غزة كان قبل الحرب الأخيرة يعاني أصلا من العزلة السياسية ومن مشاكل البطالة والفقر ومن مشاكل اقتصادية كبيرة. هذه المشاكل تفاقمت بعد الحرب الأخيرة وما خلفته من تدمير شامل في عموم القطاع".

Gaza Stadt Hafen
سوق السمك في غزةصورة من: DW/T. Krämer

الحرب الأخيرة في غزة هي الثالثة بين إسرائيل وحركة حماس خلال ستة أعوام، وهي الحرب الأطول والأكثر دمارا وقتلا للبشر في القطاع. في الحرب الأخيرة لقي أكثر من 2000 فلسطيني حتفه، من بينهم 500 طفل، فيما أصيب أكثر من 11 ألف شخص. بعض أحياء القطاع دمرت بالكامل، فيما فقد أكثر من 100 ألف شخص منازلهم بعد تدمير أكثر من 18 ألف منزل في القطاع حسب إحصائيات الأمم المتحدة.

والآن الخريف على الأبواب وموسم البرد قادم خلال أسابيع، هذا ما يزيد من معاناة السكان وخاصة ممن فقدوا منازلهم. بعضهم استطاع تأجير شقق أو مكاتب تجارية للعيش فيها مؤقتا، وآخرون ما زالوا في قيد البحث عن سكن ملائم، فيما بنى آخرون خيما على أنقاض بيوتهم ليعيشوا فيها. بالإضافة إلى ذلك، هناك نحو 55 ألف شخص يعيش لغاية اليوم في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

البحث عن مواد بناء

عملية بناء المنازل وترميمها ليست بالسهلة، فبالرغم من أن بمقدور الفلسطينيين شراء مواد البناء، لكنها لا تكفي إلا لعمليات الصيانة والتصليحات الصغيرة. فإسرائيل من جانبها تتحكم بالمعابر الحدودية وتمنع دخول كميات كبيرة من الاسمنت ومواد البناء الأخرى، لمنع المقاتلين من استخدامها في بناء الأنفاق.

Haus der Familie Shinbari in Beit Hanoun
أكثر من 18 ألف منزل دمر في غزة خلال الحربصورة من: DW/T. Krämer

محمد شنباري، من بلدة بيت حانون الواقعة شمال شرق غزة، لجأ هو وعائلته خلال الحرب إلى مدرسة تابعة لمنظمة الأونروا وعاد بعد انتهاء الحرب ليجد منزله أنقاضا لا يمكن العيش فيه. لذا اضطر شنباري ليعيش مع عائلته في خيمة هناك. واليوم يحاول شنباري أن يعيد بناء بيته، لكن المشكلة الأبدية هي في مواد البناء. ويعلق شنباري على هذه الحالة قائلا لـ DW: "لا أعرف من أين أبدأ، لم تصلنا إلا القليل من المساعدات".

عائلات أخرى دمرت منازلها في غزة استلمت مبالغ نقدية من حركة حماس كمساعدات أولية تصل إلى 2000 دولار ، بيد أن عائلة شنباري لم تستلم أي مبلغ. وهو بانتظار فريق من المهندسين لتقييم أضرار منزله.

إسرائيل من جانبها وقعت اتفاقية مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية نصت على السماح للفلسطينيين باستيراد مواد البناء خلال معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر، لكن لا يعرف مدى إمكانية تطبيق هذا الاتفاق.

وأشار المحلل السياسي أسامة عنتر إلى أنه يمكن للمرء رؤية الحرمان والمعاناة في وجوه الغزيين. ويضيف عنتر "هنالك الكثير ممن فقد أملاكه أو أقاربه أو عليه معالجة المصابين من عائلته الذين أصيبوا خلال الحرب. بعض الناس بدأ الآن استيعاب مأساة الحرب ومخلفاتها الطويلة، والتي عليهم الآن مواجهتها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد