1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أماكن مؤثرة" - "ديوان شعري يجسد العلاقة بين المكان والكلمة"

٢٣ مارس ٢٠١٠

في ديوانها "أماكن مؤثرة" لا تنقلك الشاعرة الألمانية أولريكه دريزنر عبر قصائد غير تقليدية إلى مدن شرقية وغربية فحسب، بل أيضا إلى عوالمها الداخلية وما يربطها بالأمكنة التي تسرد تصوراتها عنها.

https://p.dw.com/p/MZZC
أماكن مؤثرة، دويان شعري بحكيات تجمع بين السحر والواقع

"أليس من قبيل السعادة أن تكتشف ديواناً للشعر نجح في أن يجعلك مع كل بيت من أبيات قصائده تسافر مع الكاتبة بين الشرق والغرب وبين مدن عربية وأخرى اسكندنافية"، هكذا وصفت جريدة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ/ FAZ ديوان شعر الشاعرة الألمانية أولريكه دريزنر/ Ulrike Draesner بعنوان "أماكن مؤثرة/ Berührte Orte" في كتابها هذا تحرك دريزنر بنا الفضول لمعرفة ما يدور في دواخلها، وما يربطها في الأماكن التي تسرد تصوراتها لها وترفقها بحقائق العالم الخارجي. ووفقا لمجلة "سوريا والعالم" فإنك تقرأ فيه "قصائد غير تقليدية تروي حكايات جديدة تتجمع دون تباين بين المعرفة والغريزة وبين السحر والواقع".

قصائدها تميل إلى اللغة السريالية

Schriftstellerin Ulrike Draesner
الشاعرة أولريكه دريزنر المعروفة بقصائدها التي تميل إلى اللغة السرياليةصورة من: Jürgen Bauer

ولعل ما أبرز ما يميز قصائد الشاعرة أولريكه دريزنر أيضا هو المزيج بين صوتها الداخلي الذي تعبر من خلاله عن روحها اللغوية، وعن الألوان القابعة في كلمات القصيدة. فقصائدها التي اعتاد عليها قارئها الألماني، والتي تُرجمت إلى عدة لغات، تحمل شيئا من السريالية في بنيتها الشعرية. أما قراءتها فتبدو للوهلة الأولى كأنها كلمات تتجمع حول كلمات، ولكن ما أن تقرأها مرة وأخرى حتى ترى نفسك في عالم الشاعرة الجديد وتشعر بثقة تامة تجاه الصور البلاغية السريالية، وتتحسس الموسيقى المختبئة وراء أسلوبها هذا الذي تميل إليه الشاعرة في نصوصها الأدبية عامة وفي الشعر خاصة. وعلى الرغم من أن الشاعرة تكتب بلغة تجريدية، فإن الصور التعبيرية تبقى واضحة عندها حسب الكاتبة والناقدة أنجيليكا أوفرات، وتضيف أوفرات: "ما أن تقرأ قصائدها حتى تجد فيها أشياءً شخصيةً كثيرةً تخصك أنت أيضا"ً.


ألوان اللغة في قصائد أولريكا دريزنر

في ديوانها "أماكن مؤثرة" الذي ينقسم إلى خمسة أقسام، تكتب الشاعرة، التي تدرّس الأدب في جامعات ألمانيا، عن مدن الشرق وعن مدن الغرب بالدقة نفسها في المعرفة وبالإحساس نفسه تجاه التاريخ. وهنا نراها تصطاد حكايات المدن، تاريخياً ودينياً وإعلامياً، مدن الشرق ومدن الغرب سواسية، مدن مثل دمشق والدار البيضاء، ومدن الهند مثل بومباي و المدن الاسكندينافية لتترك حقائق هذه المدن تتبلور عبر انسياب اهتزازات اللغة. هذه المدن التي جعلتها الكاتبة في قصائدها أماكن لغوية وبقعاً لونية، تتلألأ خلفها تواريخ وثقافات وآثار ومعاناة وبراءة الطبيعة ، تشد القارئ كي يتلقف هوسها وعطرها معاً.

الكاتب: فؤاد آل عواد

مراجعة: ابراهيم محمد


مقاطع من ديوان "أماكن مؤثرة" نقلها عن الألمانية فؤاد آل عواد:


وسيط الخصوبة مزار مارابوت، يحتشد باللقالق

مناقير الطيور خفيفاً تطقطق.

وحين تنطلق هذه المكنات الهوائية مسرعة، تكون أطراف مناقيرها مطبقة

عنق يلمع، والطير كسعف النخيل وكجوهره

على الأرض يتوهج نهر وعلى الشجر البرتقال

تنعكس زرقة السماء مغبّرة

بين شُجيرات مسجد مهترئة جدرانه

بقايا أبنية رومانية،

في الحقل تبدو المجموعة متكاملة؟

دائما تهمس هذه اللقالق في أذن الحشائش

كي تنهش من هدوء المكان

هل تحتاج إلى صوت ما؟

فوضى تعمّ في العش،

والقصب يبدو كاللقلق لا يهدأ !

الشيخ هناك يقطف النعناع

وكل ما يجري هنا هو متسلسل.

الثعابين كانت تتلاطم بجدران المزار

طريّة ناصعة تلك البَيْضَة

التي وُلِدت

وقيل: اُختتمت بذلك الدائرة.


عن النحو

يتدفق في الخلايا

كالضّوء

في شقوق المُغر أبراج

أنتَ الذي ... ، ولكن أين؟

صوت الماء يرتفع في البحيرة

بما فيه الكفاية

ثلاثة غيمات كالسيوف،

وكأسماك القرش تسبح في السماء

ربما شكل من الأشكال!

اللّيل ساطع، القطيع يصيح

النور في شقوق المُغُر في الأحجار ينساب

أنت لستَ المكان، وأنت لستَ أحد

أنت تمضي والغابة تبقى هادئة

الأرض تدور والخراف تقفز إلى البحيرة

ظِلّ ما ينادي هنا

شيءٌ قديمٌ يَعرفُ من أنتَ،

الحنجرة تتمدد

الذّئب يكْثر الثرثرة

والقطيع مازال يصيح