1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمات الشرق الأوسط تعرقل التزام الاقتصاد الألماني في المنطقة

زابينه كينكارتس/ أخيم زيغيلو١٣ سبتمبر ٢٠١٤

من وجهة نظر الاقتصاد الألماني، فإن الشرق الأوسط منقسم إلى جزء تتوفر فيه فرص عملاقة، وقسم ثان لا يمكن تجاهل مخاطر كبيرة فيه. إلا أن الجمعية الألمانية للشرقين الأدنى والأوسط تحذر من الانسحاب من دول غير مستقرة.

https://p.dw.com/p/1D9zk
Verteilerkreuz einer Ölleitung der Firma Wintershall
صورة من: picture-alliance/dpa

انتشرت عام 2010 وعام 2011 في شمال إفريقيا آمال كبيرة، ففي سياق الربيع العربي، بما فيه التمرد في تونس ومصر، تزايد احتمال حصول تحول ديمقراطي. إلا أن الآمال الكبيرة خابت في هذه الأثناء. وفي ليبيا يتصاعد الوضع. "يثير مدى معاناة البلاد زعزعتنا"، كما يقول راينر زيله رئيس جمعية الشرقين الأدنى والأوسط ورئيس مجلس إدارة شركة فينترزهال للنفط والغاز.

ويضيف زيله أن ليبيا لم تنجح بعد في التحكم في التشوهات التي حصلت بعد إسقاط الدكتاتور معمر القذافي، مشيرا إلى أن هناك نزاعات قبلية واشتباكات بين ميليشيات مختلفة. ولا تنجح الحكومة في تغيير هذا الوضع وإحياء الاقتصاد. وهذا يترك آثاره على شركة فينترزهال أيضا، فقبل الثورة استخرجت الشركة 100 ألف برميل من النفط يوميا. إلا أن الاستخراج توقف عام 2013 بسبب مقاطعة منشآت التصدير على الشاطئ. "لا أعتبر أن الوضع سيصبح مستقرا على المدى القصير"، كما يقول زيله.

لا يجوز صرف النظر

رغم ذلك، فإن زيله لا يؤيد قطع علاقات شركته مع ليبيا، وإنما بالعكس. "في فترات السراء، فإن كونك صديق وشريك سهل. إلا أنه في فترات صعبة يجب أن تبرهن على الصداقة والثقة على جوهرهما الحقيقي"، كما يقول زيله. وعليه، فإن شركته تلتزم في ليبيا في المجال الإنساني. وعلاوة على ذلك يحاول زيله مرة بعد الأخرى إجراء حديث سياسي مع الأطراف الليبية.

وباعتباره رئيسا لجميعة الشرقين الأدنى والأوسط يحاول المدير زيله دفع آخرين إلى الاقتداء به، ففي رأيه لا يجوز أن تنسحب الشركات الألمانية بشكل خاص من دول غير مستقرة في المنطقة. "من الضروري أن يتولى أيضا الاقتصاد الألماني كشريك منذ فترة طويلة مسؤولية مناسبة. وحتى إذا كانت إقامة العلاقات الاقتصادية صعبة حاليا، فإنه من الضروري مواصلة الحوار"، كما يقول زيله، مشيرا إلى أن الالتزام في المجال الاقتصادي قد يؤدي الى توفير الاستقرار الاجتماعي.

مرساة للمنطقة

إلا أن زيله أيضا يعرف أن ذلك صعب جدا بالنظر إلى تفاقم الوضع الأمني في دول مثل ليبيا وسوريا والعراق. "تثير النجاحات العسكرية التي يحققها الإسلاميون المتشددون من الدولة الإسلامية، قلقنا وتوضح هشاشة الوضع الأمني هناك"، كما يقول. ويضيف: "في رأيي لم تظهر بعد معالم حل" باستثناء محافظة كردستان ذات الحكم الذاتي التي يشهد اقتصادها منذ سنوات ازدهارا والتي تشكل بالنسبة للاقتصاد الألماني أيضا سوقا تتوفر فيها فرص كثيرة.

Deutschland Wirtschaft Wintershall Rainer Seele
راينر زيله رئيس مجلس إدارة شركة فينترسهالصورة من: picture-alliance/dpa/U.Zucchi

ينطبق ذلك إلى حد أكبر بكثير على دول الخليج. وكانت الدول الست المنتمية إلى مجلس التعاون الخليجي عام 2013 ثالث أهم الأسواق لبيع الصادرات الألمانية خارج أوربا. وتزايدت الصادرات إلى السعودية عام 2013 بنسبة 12 بالمائة بالمقارنة مع عام 2012. وما هو حاسم هنا في رأي زيله هو أن السعودية وقطر تنجحان في وضع حد للتوترات بينهما. "تشكل العلاقة بين الدولتين عاملا حاسما للأمن في المنطقة بأسرها"، كما يقول زيله، مشيرا إلى أنه يمكن أن ينشأ هنا نظام إقليمي جديد تشكل دول الخليج مرساة له.