1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: الإسلاميون يرحبون بقنديل والحركات الثورية ترفضه

٢٦ يوليو ٢٠١٢

فيما انهمك رئيس الوزراء المصري المكلف هشام قنديل على تشكيل أول حكومة في عهد الرئيس الإخواني مرسي، لم تتوقف ردود الفعل على طريقة اختياره. فبينما رحبت القوى الإسلامية باختيار قنديل انتقدته الحركات الثورية والأحزاب المدنية.

https://p.dw.com/p/15f4j
In this Wednesday, April 4, 2012 photo former Egyptian minister of water resources and irrigation in the outgoing, military-appointed government, Hesham Kandil poses for a portrait in Cairo, Egypt. On Tuesday, July 24, 2012, Egyptian President Mohammed Morsi, of the Muslim Brotherhood, named the young, U.S. -educated Kandil as the prime minister designate and tasked him with putting together a new administration, nearly a month after Morsi was sworn in as Egypt's first freely elected civilian president. (Foto:AP/dapd)
صورة من: dapd/DW

حالة من عدم الارتياح تسيطر على المشهد السياسي المصري بعد اختيار الرئيس مرسي لوزير الري السابق هشام قنديل لمنصب رئيس الوزراء. وذلك لعدة أسباب على رأسها غياب المعلومات حول طريقة اختيار قنديل رئيساً للوزراء، إذ وصفت مؤسسة حرية الرأي والتعبير المصرية اختيار قنديل بأنه "محاولة لإقصاء المواطن عن دائرة صنع القرار، والعودة لسياسة الأمر الواقع".

غياب الشفافية عن عملية الاختيار

وأدانت المؤسسة طريقة اختيار رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء وعدم اتسام عملية الاختيار بأى نوع من الشفافية أو ذكر معايير واضحة تمت على أساسها عملية الاختيار، وطالبت المؤسسة رئاسة الجمهورية بالإعلان عن هذه المعايير عملاً بحق المواطن في معرفة تفاصيل ما يدور على الساحة السياسية وخصوصاً ما يؤثر بشكل مباشر على مصلحته كمواطن.

غياب الشفافية والمعلومات الواضحة عن أسباب اختيار قنديل كانت محل انتقاد من جانب أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أبريل حيث وصف الاختيار بالمثير للجدل. وعلق ماهر في حديث لـ DW عربية على اختيار قنديل بالقول: "لا نعرف حتى الآن الأسباب التي جعلت اختيار شخصية رئيس الوزراء من خارج كل التوقعات. ولماذا لا توجد شفافية وحوار حتى نستطيع فهم أسباب وحيثيات هذا الاختيار؟ أطرح هذا التساؤل لأن تخصص قنديل بعيد عن المجال الاقتصادي الذي يعتبر من أهم الملفات الساخنة على الساحة المصرية".

حزب النور السلفي: الرئيس حر

لكن نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، دافع من خلال حسابه على تويتر عن عملية اختيار قنديل قائلاً: "اختيار هشام قنديل مناسب من عدة وجوه، منها السن المتوسطة، والكفاءة التي أثبتها في منصبه طيلة الفترة السابقة، وبعده عن الانتماء لحزبٍ أو تيارٍ بعينه". ودافع بكار أيضاً عن حق رئيس الجمهورية في اختيار رئيس الوزراء الذي يريده دون حتى إبداء أسباب قائلاً: "اختيار رئيس الوزراء هو قرار سيحاسب عليه الرئيس أمام شعبه في نهاية مدة ولايته، لذا أرى له مطلق الحق في اختيار من يثق في قدرته على تنفيذ مشروع النهضة".

epa03316039 A Handout photograph released by the Egyptian Presidency on 21 July 2012, shows Egyptian President Mohamed Morsi meeting with Hisham Qandil, at the presidential palace, in Cairo, Egypt, 21 July 2012. According to media reports on 24 July 2012, Egyptian President Morsi appointed Minister of Water and Irrigation Hisham Qandil as Prime Minister on 24 July and asked him to form a new government, a presidential spokesman said according to state media. EPA/EGYPTIAN PRESIDENCY/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES +++(c) dpa - Bildfunk+++
الرئيس مرسي مستقبلا رئيس الوزراء المكلفصورة من: picture alliance/dpa

كذلك دافع سعد الحسيني عضو مجلس الشعب السابق والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين عن اختيار مرسي لقنديل رئيسا للوزراء حيث وصفه بأنه وفاء بالعهد الذي قطعه مرسي حينما قال إن رئيس الوزراء سيكون شخصية وطنية مستقلة. وعبر الحسيني عن تفاؤله باختيار قنديل متوقعاً أن تعمل الحكومة الجديدة بروح العمل الجماعي.

ولم يقتصر الترحيب باختيار قنديل على حزب النور والحرية والعدالة بل شمل معظم الأحزاب الإسلامية التي رفضت الهجوم على قنديل قبل أن يبدأ عمله. بيد أن الحركات الثورية والشابة استنكرت اختيار قنديل لأسباب متباينة.

الحركات الثورية: اختيار قنديل تجاهل لكل الملفات الساخنة

"اتحاد شباب الثورة"، أحد الفصائل الرافضة لاختيار قنديل برر رفضه بأنه لا يتعلق بشخص رئيس الوزراء ولكن خطأ الاختيار في تخصصه ومجال عمله وتجاهل الأولويات والضرورات التي تحتاجها البلاد في المرحلة المقبلة كأساس للاختيار والانتقاء. وقال محمد السعيد المنسق العام للاتحاد وعضو الجمعية التأسيسية للدستور: "مصر تعاني من تدهور سريع في الاقتصاد وارتفاع معدل البطالة بشكل مضطرد، بسبب الأوضاع الاقتصادية، كما أن هناك ضرورة ملحة لمعالجة الانفلات الأمني وإحساس المواطن المصري بالأمان، مما سينعكس على استتباب الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها وغير ذلك، وكلها مشاكل واحتياجات بعيدة عن تخصصات قنديل".

Wael Ghonim: ägyptischer Online-Aktivist, Begründer der Facebook-Seite "We are all Khaled Said". aufgenommen von Naomi Conrad (DW) beim One Young World Kongress in Zürich, vom 1.-04. September 2011.
وائل غنيم أحد رموز ثورة ينايرصورة من: DW

الاعتراض على اختيار قنديل لم يتوقف على الحركات الثورية فقط بل امتد للأحزاب المدنية وأبرزها حزب التجمع، حيث اعتبر رفعت السعيد رئيس الحزب اختيار قنديل نتيجة لقربه من جماعة الإخوان المسلمين، وصرح في مداخلة تلفزيونية أنه بعد قرار مرسي تعيين قنديل رئيساً للوزراء أصبح لمصر "رئيس دولة إخواني، ورئيس وزراء تحت العباءة الإخوانية".

تحذيرات من تكرار أخطاء عصام شرف

على حسابه على موقع تويتر انتقد وائل غنيم، مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد" وأحد رموز ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، اختيار قنديل قائلاً: " الخبرات المتراكمة للدكتور هشام قنديل كما فهمت كلها في مجال الري، هل هذه هي أولوية الحكومة القادمة؟ كنت أعتقد أن الأولوية لخبير اقتصادي أو إداري".

epa02830897 A file photograph dated 04 July 2011 shows Egyptian Prime Minister Essam Sharaf during his visit to Abu Dhabi, United Arab Emirates. Reports state that Essam Sharaf has been admitted to a Cairo hospital on 18 July after suffering from a drop in blood pressure. Security sources have said that his condition is stable. EPA/ALI HAIDER
عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق الذي اختير بدعم الثوارصورة من: Picture-Alliance/dpa

الاقتصاديون أيضاً أبدوا عدم ارتياحهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد؛ ففي تصريحات صحفية وصف رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة اختيار قنديل لرئاسة الوزراء بالصادم. وأشار عبده إلى أن قنديل في أول مؤتمر صحفي له قال تصريحين متناقضين الأول أكد فيه أنه سيختار حكومة تكنوقراط، والثاني قال إنه سيراعي في حكومته تمثيل كل الأحزاب والتيارات السياسية. وأضاف عبده أنه في حالة سعى رئيس الوزراء لإرضاء التيارات والأحزاب السياسية فإن ذلك سيعيد مصر إلى الوراء، مشيرًا إلى أن تجربة عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، وطريقة اختياره الوزراء لإرضاء كل التيارات السياسية "أثبتت فشلها".

أحمد ناجي ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد