1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف ألمانية: المشكلة ليست توزيع القرآن بل عقلية السلفيين

١٩ أبريل ٢٠١٢

خَصَّصت الصُحف الألمانية مساحة من تعليقاتها مؤخراً حول قيام السلفيين بتوزيع نسخ من القرآن باللغة الألمانية في عدة مدن ألمانية، وهي القضية التي أثارت الكثير من ردود الفعل والجدل والانتقادات في البلاد.

https://p.dw.com/p/14hDY
صورة من: picture-alliance/dpa

علّقت صحيفة "نويه رور تسايتونغ" حول توزيع السلفيين للمصاحف في ألمانيا تقول:

هل مسموح للمسلمين في ألمانيا الدعوة إلى دينهم وتوزيع المصاحف على أرصفة الطرق؟ بالطبع مسموح لهم ذلك. فالحرية الدينية في ألمانيا تكفل لهم ذلك. إن توزيع المصاحف في حد ذاته ليس هو المشكلة، لكن المشكلة تكمن في عقلية السلفيين الذين يوزعون المصاحف وفي طريقة تفكيرهم.

فالسلفيون يريدون العودة إلى الأيام التي نشأ فيها الإسلام في الصحراء. وهم يفسّرون القرآن بشكل كئيب وغير إنسانيّ. السلفي ابراهيم أبو ناجي، الذي يقف وراء توزيع المصاحف في ألمانيا، يرى مثلاً أن الزنا يجب أن يُعاقَب بالرجم أو بالجلد. كما أن السلفيين يهددون الأشخاص الذين ينتقدونهم، ويرفضون الدستور الألماني. و باختصار: فإن السلفيين يحتقرون قِيَم الدولة التي يتمتعون بالحرية فيها ويستفيدون من مُثُلها العليا.

هذه العقلية سائدة عند النازيين الجدد وغيرهم من المتطرفين أيضا. بالطبع، ليس كل شخص سلفي يصبح إرهابيا. لكن السلفيين يزرعون بذور الكراهية، التي يمكن أن ينمو منها الإرهاب. ولذلك فمن من الصحيح ومن الضروري أن تتم مراقبتهم من قِبَل أمن الدولة، تماماً كما يجب مراقبة النازيين الجدد وغيرهم من المتطرفين. ويجب على دولة النظام والقانون أن تضعهم عند حدودهم.

وفي المقابل، تلعب الجماعات اليمينية النازية المتطرفة بالنار عندما تزدري الإسلام وتدينه إدانة عامة، وعندما تطلق منافسة الرسوم الكاريكاتورية المعادية للإسلام التي تجرح مشاعر المسلمين المعتدلين. فهذا الأمر قد يتسبب في انجراف هؤلاء إلى أحضان المتشددين الإسلاميين.

وكتبت صحيفة "فرانكفورتَر روندشاو" تعليقا على الجماعة السلفية في ألمانيا تقول:

السلطات الأمنية الألمانية مقتنعة منذ فترة طويلة بأن الداعية السلفي إبراهيم أبو ناجي هو ليس رجل أعمال غير مؤذ كما يحلو له أن يصوّر نفسه، بل هو رجل متعصب دينياً. وهو ينتمي إلى العدد المتزايد من السلفيين في ألمانيا الذين يفسرون الإسلام تفسيراً صارماً ويؤوّلونه تأويلاً عنيفا متزمتا. كما أن لديهم مذهبا فكريا يرُدّ بعدوانية على منتقديه ويضع حقوق الإنسان الأساسية موضع تساؤل. ولذلك، على كل مَن يريد تلقّي نسخة من القرآن منهم ألا ينسى مَن هي اليد التي قامت بإعطائه هذه "الهدية".

وحول توزيع السلفيين للنُسَخ القرآنية مجاناً في ألمانيا جاء في تعليق صحيفة "شتوتغارتَر تسايتونغ":

الأصوليون الإسلاميون يريدون توزيع 25 مليون نُسخة من القرآن للشعب الألماني. ولكن ما المشكلة في ذلك؟ محاولة منع هذا هو أمر مبالغ فيه، كما أنه يشكل إشارة سلبية تجاه جميع المسلمين لها عواقب وخيمة. يجب عدم المبالغة في ردة الفعل. فدستورنا يحمي حرية الدين.

وفي هذا السياق أبدت صحيفة "أوغسبورغَر ألغيماينة" قلقا من السلفيين في ألمانيا وعلّقت تقول:

"هناك حاجة ملحة لتثقيف الناس حول أنشطة السلفيين. بالتأكيد، هم ليسوا جميعاً إرهابيين. لكن يوجد منهم مَن يحضّ على الكراهية ومَن يدعو إلى "الحرب المقدسة". فالشخص القاتل الذي أطلق النار مؤخراً في مدينة تولوز الفرنسية وقتلَ جنوداً وأطفالاً يهوداً ومعلم مدرسة كان على اتصال مع السلفيين. في بيئة السلفيين، يكون الانتقال من التحمس أو التعصب الديني إلى الإرهاب ممكناً على الأقل. ولذلك، فإنه من الجيد أن تراقب المخابرات الألمانية هذه الجماعة عن كثب.

أما تعليق صحيفة "برلينَر تسايتونغ" فحذرت من التركيز على السلفيين وجاء فيه:

تنتشر في الإنترنت أطروحات لبعض السلفيين تقول بأن غير المسلمين سيدخلون النار خالدين فيها أبداً. ومَن يعتقد أن هذا قد يكون خرقاً للسلام بين الأديان فإنه ربما يكون مُحِقاً في ذلك، ولكن يجب عليه أيضاً، في المقابل، إذا كان حريصاً على السلام بين الأديان في مجتمعنا أن ينظر إلى أطروحات الكنيسة بأنها تستحق العقاب أيضاً. فأطروحات السلفيين تلك تشبه أيضاً قول الكنيسة: إن من يبحث عن الخلاص خارج الكنيسة فلن يُقبَل منه ذلك. لذا فمن الأحرى أن يُترَك الدين للمتدينين، وأن يتم تتبع مَن يقترف العنف أو الجريمة.

إعداد: علي المخلافي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد