1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسائل التواصل الاجتماعي – منبر لمواجهة التحرش الجنسي

آنا صوفي بريندلين/ كلارا بلايكر/ ع.غ٢ نوفمبر ٢٠١٤

انتشر مقطع فيديو لشابة أمريكية تتعرض لعدد كبير من حالات التحرش الجنسي في شوارع نيويورك انتشار النار في الهشيم. لكن هذا الفيديو كشف في الوقت ذاته أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة ظاهرة التحرش الجنسي عالمياً.

https://p.dw.com/p/1DfVc
USA Schauspielerin Shoshana Roberts schlechte Sprüche
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Morgan

كشفت دراسة حديثة لمنظمة "إيقاف التحرش الجنسي في الشارع" غير الحكومية أن 65 في المائة من النساء الأمريكيات المشمولات بالدراسة اعترفن بتعرضهن للتحرش في الشارع لمرة واحدة على الأقل في حياتهن. وفي الآونة الأخيرة، ازداد عدد النساء اللواتي يتحدثن علناً عن تجاربهن مع التحرش الجنسي. وباتت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للنقاش حول هذا الموضوع، إذ نُظم الكثير من الحملات في هذا الصدد على الشبكة العنكبوتية.

ويقول الكثير من ضحايا التحرش الجنسي إن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتهم على التقليل من شعورهن بالوحدة وبالخجل. ومن خلال موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، بات من الممكن للنساء اليوم التواصل من مختلف أرجاء العالم، تدفعهن الرغبة للحديث عن الموضوع بدون مخاوف.

حين تصبح التجربة دافعاً

أحدث الأمثلة على التحرش الجنسي هو الفيديو الذي نشرته شوشانا روبرتس، البالغة من العمر 24 عاماً، والتي ظهرت فيه خلال تجوالها في شوارع مدينة نيويورك. ويُظهر الفيديو المختصر إلى دقيقيتين أكثر من مائة موقف خلال عشر ساعات، تعرضت فيها روبرتس للتحرش جنسياً من قبل أشخاص غرباء، ما بين إطلاق تعليقات لاذعة بشأن هيئتها، وصولاً إلى قيام البعض بملاحقتها لعدة دقائق.

وبعد نشر الفيديو في موقع "يوتيوب" بفترة قصيرة، حصل على أكثر من 23 مليون مشاهدة وعلق عليه أكثر من 60 ألف مستخدم. أصحاب بعض هذه التعليقات انتقدوا روبرتس بالقول إن ما تعتبره تحرشاً هو مجاملات في حقيقة الأمر، أو أنه يوضح أن بعض الرجال يبدون اهتماماً بها. كما قام البعض بكتابة تهديدات لروبرتس بالاغتصاب. لكن لم تكن كل التعليقات بهذه السلبية، فمنذ أن نشرت الفيديو حصلت أيضاً على الكثير من الدعم والتشجيع.

أما لورا بيتس، وبعد أن تعرضت للتحرش في إحدى حافلات العاصمة البريطانية لندن وصُدمت من عدم قيام أي أحد بمساعدتها، قررت مواجهة التحرش الجنسي اليومي بقوة. وتعتقد بيتس أن هذه الظاهرة باتت مقبولة اجتماعياً في الكثير من أرجاء العالم. وأرادت بيتس أن تحول دون أن تشعر النساء بأنهن يتحملن سبب التحرش بهن أو الصمت على هذا التحرش بدافع الخجل. لذلك، أنشأت موقعاً إلكترونياً تُدرج فيه تجارب النساء مع التحرش الجنسي اليومي.

ويهدف مشروع "التحرش الجنسي اليومي"، الذي بات موجوداً في 19 بلداً، إلى الكشف عن حجم انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في العالم أجمع.

ردود فعل متباينة

بعد أن تحدثت وسائل الإعلام عن بيتس وصفحتها، تلقت الفتاة البريطانية تهديدات بالقتل والاغتصاب، إلا أن هذه التهديدات لم تفقدها عزيمتها. وفي هذا السياق، تقول لورا إن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور حاسم في تسليط اهتمام الرأي العام على هذه المشكلة، مضيفة أنه "لا يمكن إجبار شخص على الصمت حين يكون خلفه 25 ألف صوت آخر خلفه تقول (أنا أصدقك، فقد حدث هذا الأمر لي أيضاً)".

وفي ألمانيا، تم إطلاق مشروع مشابه عام 2013، بادرت إليه الناشطة النسوية على الإنترنت آنه فيتسورك، ويتعلق بجملة مفتاحية (هاشتاغ) "الصرخة"، لتشجيع النساء على عدم قبول التحرش الجنسي اليومي ببساطة ودون أي اعتراض. وتحت هذا الهاشتاغ، يمكن للنسوة إخبار الآخرين عن معايشتهن للتحرش الجنسي.

استلهمت فيتسورك هذه الحملة من مقال في مجلة "شتيرن" الألمانية صدر في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2013، وكتبته الصحفية لاورا هيملرايش حول تحرّش السياسي في الحزب الديمقراطي الحر والوزير السابق، راينر برودرله، بها أثناء حديث معها على هامش مأدبة عشاء رسمية، من خلال كلمات ترمز إلى صدرها الممتلئ.

ولم يتأخر الاهتمام الإعلامي بـ"الصرخة"، إذ دُعيت فيتسورك للحديث في أكثر البرامج الحوارية شهرة بألمانيا، ما جعل هذا الهاشتاغ على موقع "تويتر" الأكثر شهرة واهتماماً في ألمانيا.

لم تكن ردود الفعل إيجابية فقط، إذ انتقد بعض الشخصيات الإعلامية والسياسية من الجنسين كلاً من فيتسورك وهيملرايش، واعتبروا أنهن بالغتا في تصوير ما جرى. فعلى سبيل المثال، كتبت الصحفية بيرغيت كيله في مقالتها المعنونة "إذن أغلقي أزرار قميصك"، أن مجريات قصة برودرله ستكون مختلفة تماماً إذا ما كان الممثل الأمريكي الوسيم جورج كلوني هو من قال ذلك لهيملرايش، واصفة الجدل حولها بـ"المبالغ به". لكن بأي حال من الأحول، بات هاشتاغ "الصرخة" يحظى باهتمام الرأي العام في ألمانيا.

تبادل الأدوار

وعلى الصعيد السينمائي، يصور الفيلم القصير "الأغلبية المقموعة" للمخرجة الفرنسية إليانور بورييه يوماً عادياً في حياة رجل يتولى شؤون المنزل في باريس. ويتمحور الفيلم حول تبادل الأدوار بين الجنسين، إذ يرى الرجل نفسه عرضة للأحكام المسبقة والإساءة الجنسية والتحرش اللفظي والجسدي في الشارع. ويطرح الفيلم التساؤل: ماذا لو عاش الرجال في مجتمع تهيمن عليه المرأة؟

في مصر، يفرض الرجل هيمنته في المجتمع بشكل واضح، فقد كشف تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أن 99.3 في المائة من النساء المصريات تعرضن مرة واحدة على الأقل لنوع من التحرش الجنسي، وأكثرها الملامسة غير المرغوب فيها أو التحرش اللفظي.

جسر موحش

لذلك، قررت المخرجة كوليت غنيم وصديقتها تينه فان لوون تسليط الضوء على هذه المشكلة، التي تصفانها بـ"أحدث الأوبئة في مصر". المخرجتان بصدد التحضير لفيلم وثائقي عن النساء المصريات اللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي في شوارع القاهرة. وكدعاية لفيلم "بنت الشعب"، نشرتا مقطعاً قصيراً تظهر فيه غنيم وهي تعبر جسراً في القاهرة وكيف يحدق بها الرجال ويطلقون تعليقاتهم على مظهرها وملبسها.

هذا ودعت كوليت غنيم وتينه فان لوون للتبرع من أجل تمويل مشروع هذا الفيلم الوثائقي، الذي يمكن أن يرى النور في كانون الثاني/ يناير 2015.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات