1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يدير العراق البوصلة بعيدا عن الأسد؟

٦ يوليو ٢٠١٢

خطاب وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة أشّر انعطافا حادا في موقف العراق من الأزمة السورية. بعض المراقبين اعتبر ذلك موقفا شخصيا من زيباري، فيما ذهب غيرهم إلى أنه مجاملة للإجماع العربي.

https://p.dw.com/p/15Sh8
صورة من: Reuters

" بعد مرور ما يقارب خمسة عشر شهرا من كفاح مستمر دون هوادة في التعبير عن آمال وطموحات الشعب السوري من أجل التخلص من نظام شمولي لم يتوان عن استخدام كل وسائل القمع من أجل مجابهة التظاهرات والاحتجاجات السلمية ولم يتورع عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.وأخيرا دكّ المدن بالأسلحة الثقيلة والطائرات من دون أي اكتراث لحياة السكان الأبرياء ولاسيما النساء والأطفال، وخاصة ما حصل في الحولة وغيرها".

بهذه الكلمات أعلن زيباري موقف بلده مما يجري في سوريا، وهو ابتعاد كامل عن موقف العراق السابق الذي كان يدعم النظام السوري. بعض المراقبين يشيرون إلى أنّ العراق غيّر موقفه منذ القمة العربية بعد إن شهد شبه الإجماع العربي على إدانة نظام الأسد، فيما يشير غيرهم إلى أن العراق يناور في مواقفه ليبقي الجسور مفتوحة مع الجميع ، فيما دأب الموقف الرسمي العراقي على التأكيد على أن العراق يريد أن ينأى بنفسه عن التدخل في الشأن السوري، وهذا قد تغير كما كشف عنه خطاب زيباري. لكن الموقف أثار دهشة كثير من المهتمين بالشأن العربي.

Syrien Opposition Treffen Kairo
برهان غليون وعبد الباسط سيدا، قادة المعارضة السورية في مؤتمر القاهرةصورة من: picture alliance / dpa

بعد يوم من الخطاب، أي يوم الخميس 05.07.2012 جدد وزير الخارجية زيباري ، موقفه الداعم لإجراء تغييرات ديمقراطية في سورية تلبي طموحات الشعب السوري دون فرض أو وصاية. مشيرا إلى أن مخاوف العراق من الأزمة السورية نابعة من " التدخلات التي تحدث في الشأن السوري وهي تدخلات إقليمية وعربية ودولية، وتسليح الأطراف الحكومية والمعارضة، فضلا عن الخوف من انتقال الأزمة واستمرارها وانعكاسها على أوضاع في العراق".

" لا ينسى الناس مقولة المالكي (ولماذا يسقط النظام السوري؟) "

الصحفي السوري احمد حسو المحرر في القسم العربي في DW شارك في الحوار من الأستوديو في مدينة بون مشيرا إلى أنه قد صعق بما جاء في الخطاب مشيرا إلى أن زيباري قد يختلف في خطابه مع المالكي ولكن أن يقول ما قاله على منبر الجامعة العربية " لم يكن متوقعا أبدا".

ورغم أن العراق قد شارك في مؤتمر أصدقاء سوريا، و يشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس ونوه باستمرار عن رغبته في النأي بنفسه عن التدخل في الشأن السورين فإن المراقبين ظلوا يرونه منحازا لنظام الأسد، وقد برر الصحفي حسو ذلك بالقول" معهم حق في هذا الرأي ، لأن الناس قد سمعوا خطاب المالكي حول سوريا وسمعوا منه بالحرف الواحد" ولماذا يسقط النظام في سوريا؟".

Iran Lavrov und Ali Akbar Salehi
إيران وروسيا حلفاء نظام الأسد .في الصورة وزير الخارجية الروسي ونظيره الايراني.صورة من: Mehr

الكاتب والمحلل السياسي كريم بدر شارك في حوار منبر العراق اليوم من DW مستبعدا أن يكون زيباري قد عبّر عن رأيه الشخصي في محفل دولي كبير مثّل فيه العراق ، مشيرا أننا لو استطلعنا الموقف العراقي منذ القمة العربية للحظنا فيه انحيازا تاما للموقف العربي في دعم الشعب السوري وليس في دعم النظام الحاكم هناك،" مبادرة العراق في القمة كانت من اجل دعم الشعب السوري ودعم التغيير". وعاد بدر ليبين " لا يمكننا أن نقول إن تصريح زيباري كان خروجا على السياق، بل يمكن القول إنه كان أكثر حدة وأكثر وضوحا، لكنه بقي ضمن السياق العام للنهج العراقي". وأشار المحلل السياسي بدر إلى أن اختلاف العراق حول التغيير يدور حول آلية التغيير" نحن نقرأ الوضع السوري قراءة عراقية، وأنا لست ممثلا عن الحكومة العراقية، لكن الوضع في سوريا يؤثر في الوضع العراقي سلبا وإيجابا".

" خطاب زيباري يمثل تغييرا في الموقف العراقي "

النائب السابق في البرلمان العراقي آزاد بامرني عن التحالف الكردستاني، وفي حديث مع برنامج العراق اليوم أشار إلى أن موقف زيباري غير شخصي، ولا يمثل رأيه ولا رأي الأحزاب الكردية ، بل يمثل موقف الحكومة العراقية التي ترأس القمة العربية، مؤكدا " أن الخطاب يمثل تغييرا في الموقف العراقي" ومضى النائب السابق بامرني إلى القول" كان العراق يتبنى سياسة مسك العصا من الوسط تجاه القضية السورية".

وفي معرض تبيانه لما يمكن ان يفرزه الموقف العراقي الجديد على الأرض، أشار الصحفي احمد حسو إلى أن المراقبين لا يغفلون قضية علاقة الحكومة العراقية بإيران، مبينا أن هناك حديثا حول تقديم الحكومة العراقية مساعدات مالية للنظام السوري بتوجيه من الحكومة الإيرانية . ومضى حسو إلى القول" في تقديري أنّ خطاب زيباري يتعلق بقضايا عراقية داخلية مستقلة عن قضية علاقة العراق بإيران".

Irak Gipfel Arabische Liga in Bagdad leerer Stuhl Syrien
قمة بغداد التي لم تدع سوريا لها، في الصورة مقعد الوفد السوري خاليا.صورة من: Reuters

من جانبه اعتبر الكاتب كريم بدر أن الموقف العراقي قد يقترب ويتقاطع مع الموقف الإيراني ولكنه في كل حال لا يمكن أن يكون صدى للموقف الإيراني. وفي شرحه لتصوره عما يحدث في سوريا قال بدر" لا يمكن أن أقارن بين التغيير الذي حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، وبين ما يحصل في سوريا الآن، إذا يوجد تشابك مريب في الوضع السوري، وعلينا أن لا ننسى أن من يقم بالتغيير في سوريا فعلا هو من يمسك بالسلاح على الأرض، وهو في الحالة السورية متطرف، وكلنا نعرف السلفية الجهادية ".

الصحفي احمد حسو اعتبر أن سوريا في وضعها الحالي تمثل ساحة مفتوحة، وهناك دول عديدة لها أجندات على هذه الساحة، قطر والسعودية وتركيا وإيران، " ولكنّي أذكّر بما قاله زيباري، إن هناك شعبا في سوريا، وإن العراق يرفض وجود نظام شمولي بجانبه مذكرا بتجربة البعث، وهو العنصر المشترك بين العراق وسوريا".

"مواقف أكراد العراق "

أكراد العراق انفردوا بموقفهم الخاص من التغيير في سوريا، وقد عبّر عن هذا الموقف النائب البرلماني السابق عن كتلة التحالف الكردستاني آزاد بامرني بالقول" موقف الحزبين الكرديين الكبيرين هو مع تغيير النظام الديكتاتوري في سوريا على أساس بديل ديمقراطي كما هو الحال في العراق" ومضى بامرني إلى القول" أن مصير أكثر من مليونين كردي في سوريا يهمنا ويعنينا، وبالتأكيد نحن نبني مواقفنا وسياساتنا مع الأطراف المعارضة على أساس ما يعترفون به من حق الشعب الكردي في سوريا، واجتماع اربيل ومقرراته جرت على هذا الأساس".

وقد شهد مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الأخير خلافات وصلت إلى حد الاعتداء بالأيدي على ممثلي الكتل والأحزاب الكردية حسبما نقل شاهد عيان شارك في المؤتمر، ما دفعهم إلى الانسحاب من المؤتمر معلنين أن البيان الختامي للمؤتمر قد حذفت منه عبارة الشعب الكردي.

ملهم الملائكة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد