1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تغير إستراتيجية أوباما الحذرة مسار الحرب في العراق؟

٩ أغسطس ٢٠١٤

بالرغم من تأكيد أوباما أن لا سقفا زمنيا للضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في شمال العراق، فإن ثمة من يشكك في قدرة هذه المهمة المحدودة على قلب الموازين في صراع يهدد بتفكيك العراق.

https://p.dw.com/p/1CrvU
USA Präsident Barack Obama in Washington zu Lage in Irak Kurden IS
صورة من: Reuters

بعد تردد طويل، وبعد أن وجد نفسه في مأزق بعد شهور من تفادي اللجوء لعمل عسكري أمريكي مباشر في أزمة العراق، اضطر الرئيس باراك أوباما إلى التدخل على مضض في بلد اعتقد الأمريكيون أنهم تركوه خلفهم منذ فترة طويلة. والآن وقد عاد الرئيس - الذي انتخب عام 2008 بعد أن وعد بإنهاء حرب العراق- بالولايات المتحدة لتلعب دورا ميدانيا للمرة الأولى منذ أن سحب جنوده قبل عامين ونصف العام، فان هناك تساؤلات بشأن قدرة أوباما على حسم المعركة.

ويثير ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق بين عامي 2007 و 2009، الشكوك في مدى وفعالية تدخل إدارة أوباما المترددة في العراق. كروكر المطلع على الملف العراقي بدقة يقول إن إرسال "طائرتين من طراز إف.إيه - 18 لإلقاء قنابل تزن 500 رطل على مدفعية (المتشددين) لن يقلب الموازين في هذا الصراع .. لا أعلم ما هي إستراتيجيتهم."

ما هي إستراتيجية أوباما إذن؟

وقد تمنح الضربات الجوية إدارة أوباما مزيدا من الوقت والنفوذ للضغط على قادة العراق المنقسمين لتشكيل حكومة أكثر شمولا ربما بدون رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شخصية مثيرة للانقسام فقد تأييد واشنطن له. وإذ تواجه السياسة الخارجية لأوباما انتقادات في الداخل والخارج، بسبب طريقة إدارته للأزمات في أوكرانيا وقطاع غزة وسوريا، فإن الرئيس الأمريكي لن يتحمل انتكاسة كبيرة أخرى فيما يقترب من نصف مدته الرئاسة الثانية.

ISIS Kämpfer in Rakka Syrien
تقدم مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" وسيطروا على ثلث الأراضي العراقيةصورة من: Reuters

لكن في الوقت الذي يصر فيه المسؤولون الأمريكيون على عدم وجود خطة بشأن "حملة مستمرة" ضد المتشددين، فإن كثيرين في واشنطن يعتقدون أن الضربات الجوية لن تسفر سوى عن تعطيل تقدم الإسلاميين وليس دحرهم فعليا. وقد عبر بعض المسؤولين الأمريكيين سرا عن شكوك داخل الإدارة بشأن أهداف أوباما وخطته للخروج في نهاية المطاف. إذ يصر الرئيس ومساعدوه بأنه لن يتم إرسال قوات برية أمريكية للعراق وبأن واشنطن لن تنجر إلى حرب شاملة أخرى.

أوباما يغير حساباته

ورغم مناشدات الحكومة العراقية ومطالب من منتقديه في الكونغرس وحتى نصائح من بعض مساعديه، فقد عارض أوباما لفترة طويلة الموافقة على شن ضربات جوية في العراق حتى بعد أن اجتاح الإسلاميون شمال العراق بعنف. وكان هذا يتماشى مع مبدأ الرئيس الأمريكي "المتردد" في تفادي أي تورط عسكري جديد ولاسيما في الشرق الأوسط المضطرب، في وقت سأم فيه الأمريكيون من حرب استمرت أكثر من عشرة أعوام.

وقد تغيرت حسابات أوباما بعد أن حقق تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي سيطر على ثلث العراق في الشهور الأخيرة، مكاسب ضد القوات الكردية وتقدم باتجاه أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه مستقل والذي كان يسوده الاستقرار. وفي هذا الإطار يقول فريدريك هوف، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية في ولاية أوباما الأولى "لا أعرف إن كان قد قام بذلك على مضض، لكن بشكل ما الرئيس وضع في مأزق واضطر للتحرك".

وواجه أوباما دعوات دولية للتحرك لتفادي كارثة إنسانية فوق قمة جبل حيث تقطعت السبل بعشرات الآلاف من أفراد الطائفة الإيزيدية المهددين بسبب تقدم الإرهابيين. ويقول مسؤول كبير في إدارة أوباما بشأن مشاورات اللحظة الأخيرة التي أجراها الرئيس "لم أسمع كلمة الإبادة الجماعية تستخدم من قبل في غرفة العمليات .. لهذه الكلمة ثقل كبير."

ويضيف المسؤول الأمريكي أن سلسلة الهجمات متعددة الجوانب التي بدأ الإسلاميون تنفيذها، والتي وصلت ذروتها لتهديد العاصمة الكردية أربيل، هي التي أجبرت أوباما في النهاية على إعلان الحملة الجوية المحددة. ورغم أن أوباما كان حريصا على عدم إعلان "خطر أحمر"، كما فعل في سوريا وفشل في تطبيقه، فإن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال إن الإدارة "حددت هدفا بأننا سنتحرك لحماية موظفينا ومنشآتنا والتي تشمل بالطبع هاتين المدينتين المهمتين استراتيجيا.. أربيل وبغداد."

Peschmerga Kämpfer im Irak
تركت قوات البيشمركة الكردية مواقعها في مدن شمال العراق، وتحاول الدفاع الآن عن الإقليم الكرديصورة من: Reuters

أهداف مبهمة

بيد أن الأهداف التي أعلنها أوباما للتدخل الأمريكي وهي حماية المواطنين الأمريكيين في العراق ومنع ما وصفه "فعل محتمل من الإبادة الجماعية" لا تزال مبهمة في نظر الكثيرين في واشنطن. وقال أعضاء في الكونغرس إنهم يؤيدون إنزال المساعدات جوا والضربات الجوية لكن الجمهوريين يطالبون بأن يحدد الرئيس إستراتيجية طويلة المدى. وحتى أقرب حلفاء أوباما من الديمقراطيين أوضحوا أنهم يريدون منه العمل مع المشرعين وليس التحايل عليهم.

وقال كين بولاك، وهو مسؤول سابق في المخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض ويعمل الآن مع معهد بروكينز البحثي في واشنطن، إن أقرب مقارنة لمهمة العراق ما حدث في ليبيا عام 2011 عندما تعهد أوباما -لأسباب إنسانية أيضا - بحماية مدينة بنغازي من مذبحة وشيكة على أيدي قوات موالية لمعمر القذافي. يومها توقع الجميع أن يكمل أوباما المهمة في ليبيا، لكنه سرعان ما توارى خلف حلف الناتو.

ريان كروكر يتوقع أن التنظيم الإرهابي ربما يعي ذلك وبناء عليه يمكن أن ينتظر انتهاء الهجمات، وبالتالي يؤجل تهديده لأربيل وتحويل مساره نحو الأردن أو السعودية. وقال "سيبدؤون بالنظر عبر الحدود.. يؤمنون (بأهمية) الحدود السعودية والأردنية مثلما (يؤمنون) بأهمية الحدود السورية والعراقية".

أ.ح/ ع.خ (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد