1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما الذي ينتظر اليمن بعد انتهاء "عاصفة الحزم"؟

أمين بنضريف ٢٢ أبريل ٢٠١٥

لقي الإعلان عن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن ردود فعل إيجابية من واشنطن وحتى طهران. غير أن بعض الخبراء يشككون في نجاح العملية، التي قالت قيادة التحالف إنها نجحت في تحقيق أهدافها في "حفظ الأمن الخليجي واليمني".

https://p.dw.com/p/1FCcv
Jemen - Saudi-Arabien bombardiert Raktendepot
صورة من: MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images

مازالت مشاهد العنف وعدم الاستقرار تخيم على اليمن، حيث شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جديدة على مواقع للحوثيين في جنوب اليمن. كما استمرت المواجهات على الأرض في عدة مناطق، على الرغم من إعلان التحالف الذي تقوده السعودية انتهاء عملية "عاصفة الحزم". وشددت قيادة التحالف على أن العملية نجحت في تحقيق أهدافها وفق الخطط الموضوعة، إذ تم تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولى عليها الحوثيون. هذا بالإضافة إلى السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى المسلحين الحوثيين والمحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها.

كما أشار بيان التحالف إلى أن القيادة العسكرية ساندت الموقف الإنساني داخل اليمن وساعدت في إخلاء الرعايا الأجانب وتسهيل مهمة الكوادر الطبية التطوعية وتقديم الإغاثة العاجلة لمختلف المناطق خاصة تلك التي تشهد اشتباكات مسلحة. هذا بالإضافة إلى العديد من الأهداف الأخرى التي حققتها الضربات، حسب ما جاء في البيان. ومع نهاية حملة "عاصفة الحزم" أعلنت قيادة التحالف عن إطلاق عملية "إعادة الأمل"، التي تعتبر مزيجا من العمل السياسي الدبلوماسي والعسكري. لكنها ستركز على العملية السياسية لتحقيق استقرار اليمن وتأمين مستقبله.

انتهاء "عاصفة الحزم" لا يعني التخلي عن خيار السلاح

غير أن الخيار العسكري يبدو أكثر هيمنة على أرض الواقع حتى الآن، على حد تعبير ماجد المذحجي، الباحث في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية. ويضيف المذحجي، في مقابلته مع DWعربية، أن "قوى التحالف لم تتخلَ عن خيار السلاح، إذ أن أحد أهم أهداف العملية الجديدة يبقى استهداف تحركات الحوثيين".

Jemen - Saudi-Arabien bombardiert Raktendepot
غارات جوية جديدة على مواقع للحوثيين، غداة الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم"صورة من: picture-alliance/dpa/Iliya Pitalev/RIA Novosti

كما اعتبر الخبير والمحلل السياسي اليمني أن قرار انتهاء "عاصفة الحزم" كان مفاجئا، خاصة وأن العملية فشلت على حد قوله في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، إذ لا يمكن حسب رأيه "تغيير الواقع على الأرض عبر الغارات الجوية، فذلك يحتاج إلى التدخل بصيغة عسكرية مغايرة أو تشكيل قوة محلية فاعلة".

وأشار المذحجي إلى أن "عاصفة الحزم" استنفدت أهدافها في الأسبوع الأخير، ما أدى إلى تزايد الأخطاء، حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين. كل هذا يجعل العملية موضع شك. غير أن السعودية تمكنت، حسب رأيه، من تأمين حدودها عبر استهداف وتدمير الصورايخ طويلة المدى. وهو ما جاء أيضا في بيان قيادة التحالف، الذي قال إن "عاصفة الحزم" تمكنت من إنهاء التهديد على أمن السعودية والدول المجاورة، خاصة الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية التي استولت عليها الميلشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح من القواعد العسكرية للجيش.

الحوثيون وقوات صالح يسيطرون على الأرض

إلا أن "عاصفة الحزم" لم تغير شيئا داخل اليمن، كما يقول المذحجي، إذ أن قوات الحوثيين مازالت تتحرك باسترخاء على الأرض، خاصة وأنها لا تستخدم أسلحة ثقيلة في معاركها الداخلية، بل تعتمد بشكل أساسي على الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وهو ما يساعدها على إخضاع المناطق التي لا توجد فيها قوات نظامية، كما يحدث في عدن وغيرها من المناطق.

بالإضافة إلى ذلك فقد استمرت المواجهات المسلحة صباح الأربعاء (22 نيسان/ابريل) في عدة مدن بجنوب اليمن بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية" المناهضة لهم.

من جهته اعتبر حامد البخيتي، إعلامي في جماعة أنصار الله الحوثية، في حوار مع DWعربية، أن "عاصفة الحزم" قد فشلت في تحقيق أهدافها، متهما السعودية بإلحاق أضرار كبيرة في البنية التحتية واستهدافها المدنيين. كما شدد البخيتي على "أن حل الأزمة اليمنية يكون بالداخل"، ضاربا بعرض الحائط قرار مجلس الأمن رقم (2216) بشأن اليمن تحت الفصل السابع، والذي يحظر تزويد الحوثيين بالأسلحة ويفرض عقوبات على قادتهم. وهو ما يقوض جهود الحل السياسي، الذي تطالب به دول عدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

Jemen Krise Versorgung der Zivilisten in Sanaa
وضع إنساني صعب في اليمن، جراء المواجهات العنيفة بين الحوثيين وفصائل أخرى مقاتلة داخل اليمن.صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi

الحل السياسي بعيد المنال

ومن جهته قال البيت الأبيض اليوم الأربعاء إن اليمن مازال يعاني انعداما للاستقرار، وإن المنطقة تحتاج إلى عمل أكبر بكثير. كما قالت جين ساكي، مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض، لشبكة سي.إن.إن "من الواضح أن المهمة لم تنجز"، داعية إلى حل دبلوماسي للصراع.

فيما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الخطوة السعودية "إيجابية"، وحث على إجراء محادثات وتشكيل حكومة جديدة. علاوة على ذلك فقد رحب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في بيان نشره على حسابه على تويتر، بإعلان السعودية وقف الضربات الجوية ضد الحوثيين ودعا إلى العودة للحوار السياسي حتى تخرج البلاد من الفوضى.

ورغم كل هذه الدعوات للتوصل إلى حل سياسي، إلا أن ماجد المذحجي، الباحث في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، يستبعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية في الوقت الحالي، في ظل استمرار المواجهات في عدة مناطق في البلاد.

مصير الرئيس هادي

وحتى في حال التوصل إلى حل سياسي، فإن المذحجي يستبعد بقاء الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي في السلطة. ووصفه المذحجي بأنه "رجل مسلوب الحيلة ومسلوب القرار في الرياض". في حين من المرجح، حسب رأيه، أن تنتقل السلطة إلى نائبه خالد بحاح، الذي يتميز برصيد سياسي قوي وشعبية كبيرة، كما أن له صلة بالعديد من الأطراف، بما فيها الحوثيين والرئيس السابق عبد الله صالح، على حد تعبيره.

Abed Rabbo Mansour Hadi Ankunft in Riad
الرئيس عبد ربه هادي منصور أثناء وصوله إلى السعودية هربا من ميليشيات الحوثيينصورة من: picture-alliance/dpa

وأما حامد البخيتي، الإعلامي الذي ينتمي لجماعة أنصار الله الحوثية، فقال إن "عبد ربه منصور هادي مطلوب للعدالة من قبل القضاء اليمني بتهمة الخيانة العظمى، ولا يمكن أن يعود هو ومن معه إلى اليمن، لأنهم تسببوا في الدمار والهلاك الذي تعيشه البلاد".

كل هذه المؤشرات تؤكد على أن الحل السياسي وحظوظ الرئيس هادي في البقاء في السلطة وقيادة البلاد في المرحلة القادمة ضعيفة، رغم ذكر بيان قيادة التحالف أن إعلان انتهاء عملية "عاصفة الحزم" جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني هادي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد