مونشينغلادباخ يحتفل بأفضل انطلاقة له في الدوري الألماني منذ 16 عاما

قبل أربعة أشهر نجا فريق بروسيا مونشينغلادباخ، الذي يعد من أعرق الأندية الالمانية، بأعجوبة من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. لذلك كان الكثيرون من الخبراء الرياضيين وأعضاء النادي أيضا يعتقدون أن فريقهم سيلعب خلال الموسم الحالي 2011 / 2012 في دوري الدرجة الثانية. لكن الواقع غير ذلك تماماً، ففريق مونشينغلادباخ نجح في البقاء في الدوري الألماني لكرة القدم، واعتلى بشكل مفاجأ عرش البوندسليغا لأول مرة منذ خمس سنوات.

وبفوزه الكبير على فريق فولفسبورغ بأربعة أهداف لهدف في افتتاح منافسات الأسبوع الثالث للدوري الألماني واصل فريق مونشينغلادباخ أداءه القوي والمبهر، الذي بدأه بفوز على بايرن ميونيخ في عقر داره وبتعادل مع فريق شتوتغارت. وقد ظهر الفريق بقيادة مدربه السويسري لوسيين فافري على مستوى فني عالي وقدّم في المباريات الثلاث التي خاضها منذ انطلاق الموسم الجديد عروضاً قوية ورائعة أعادت البسمة إلى وجوه مشجعيه.

وبفوزهم الثاني خلال الموسم الحالي وتحقيقهم أفضل انطلاقة لهم في البوندسليغا منذ 16 عاماً قدّم اللاعبون أيضاً أفضل هدية مُمكنة لرئيس النادي رولف كونيغس بمناسبة عيد ميلاده السبعين. وقد امتدح كونغيس عقب لقاء فولفسبورغ لاعبيه الذين لعبوا بروح قتالية عالية وبانسجام كبير.

استراتيجية ناجحة للمدرب لوسيين فافري

ويعود الفضل في هذا النجاح الكبير بالدرجة الأولى إلى المدرب السويسري لوسيين فافري، الذي يمتاز بصرامته وفي الوقت نفسه بمرونته، وبشكل خاص بطريقة عمله الدقيقة، حيث يُركز خلال التدريب أيضاً على أدق التفاصيل المتعلقة بلاعبي فريقه. كما يملك فافري استراتيجية كروية أثبتت جدواها حتى الآن وبقدرته على وضع التشكيلة الصحيحة لفريقه في جميع الظروف. لذك يعتبره المراقبون مدرباً ذكياً يُحدد تشكيلة الفريق وفق إمكانيات لاعبيه ووفق إمكانيات الخصوم أيضا.

ومع أن فافري تولى مهمة الإشراف على تدريب فريق مونشينغلادباخ قبل أشهر قليلة ( فبراير / شباط الماضي )، إلا أنه نجح خلال فترة قصيرة في التعرف جيداً على قدرات لاعبيه وإمكانياتهم، وبالتالي في تشكيل فريق ضارب يلعب كرة قدم منظمة وسريعة وجميلة استناداً إلى خط دفاع قوي.

من فريق مرشح للهبوط إلى القمة

وعندما تولى المدرب السويسري مهمته في مونشينغلادباخ الموسم الماضي كان الفريق يقبع في ذيل لائحة الترتيب، وكان من أبرز الفرق المرشحة للهبوط غلى الدرجة الثانية. لكن فافري استطاع باستراتيجيته وخططه الذكية في إنقاذ الفريق من الهبوط. والآن استطاع فافري أيضاً قيادة الفريق إلى قمة البوندسليغا، وذلك بنفس اللاعبين تقريباً ودون إنفاق أموال كبيرة في سبيل التعاقد مع لاعبين جُدد.

وعقب فوز فريقه على فولفسبورغ قال فافري إن فريقه مازال في أولى مراحل التطور. لكن هذه النظرية غير دقيقة. فلاعبو مونشينغلادباخ هم نفس اللاعبين الذين كادوا يهبطوا في الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية. وما قدّموه في المباريات الثلاث الأخيرة كان دليلاً على أدائهم المنسجم وروح الجماعة العالية التي توحي بأنهم تجاوزا مرحلة البناء أو التطور منذ زمن طويل، وهذا ما ظهر جلياً في أولى مباريات الموسم أيضاً التي فاز بها مونشينغلادباخ على بايرن ميونخ في عقر داره بهدف لصفر.

علاء الدين موسى البوريني

مراجعة: لؤي المدهون