1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مطالبات لقطر وفيفا بتعويضات للعمال ضحايا انتهاكات حقوقية

١٩ مايو ٢٠٢٢

دعت منظمة العفو الدولية وعدة جهات أخرى قطر إلى إنشاء برنامج لتعويض العمال الأجانب والمهاجرين المتضررين من انتهاكات حقوق الإنسان، في الوقت الذي رفض الاتحاد الألماني إقامة مباراة السوبر في السعودية للسبب نفسه.

https://p.dw.com/p/4BWmD
أحد العمال بجوار ستاد يتم تشييده استعدادا لاستضافة كأس العالم في قطر
أفادت تقارير دولية لمنظمات حقوقية بتعرض الكثير من العمال الأجانب في قطر لانتهاكات واسعة لحقوقهمصورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/Nikku

مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم لكرة القدم والمقرر إقامته في قطر، تتزايد الانتقادات الموجهة إلى الإمارة الخليجية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لما تعتبرها الأخيرة، "انتهاكات مريعة" مورست بحق العمال الأجانب في مشروعات البنية التحتية الخاصة بنهائيات كأس العالم. وفي تطور موازٍ رفض مسؤولو الاتحاد الألماني لكرة القدم إقامة نهائي كأس ألمانيا في السعودية.

تعويضات مطلوبة للعمال في قطر

ودعت منظمة العفو الدولية قطر وفيفا إلى إنشاء برنامج لتعويض العمال الأجانب والمهاجرين المتضررين من انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة المضيفة لكأس العالم.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة من المنظمة وجماعات حقوقية ونقابية إلى جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وبحسب الخطاب، طالبت المنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يقدم "ما لا يقل عن 440 مليون دولار" لدولة قطر، وهو مبلغ يقارب قيمة جوائز بطولة كأس العالم، وذلك لتعويض وإنصاف مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين عانوا انتهاكات لحقوق الإنسان خلال التحضيرات لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022"، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

 

ودعا تحالف من هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وفير سكوير ونقابات عمالية ومنظمات المهاجرين وجماعات من المشجعين، الفيفا وقطر إلى تقديم تعويضات فورية للأسر المكلومة والعمال المتضررين. وأطلقت هيومن رايتس ووتش مبادرة "PayUpFIFA" لزيادة الضغط على مسؤولي كرة القدم حول العالم في هذا الإطار.

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط كاتيا مولر-فالبوش من منظمة العفو الدولية في ألمانيا: "استعداد فيفا وقطر لتقديم تعويض سيكون إشارة مهمة واعترافًا لا لبس فيه بمسؤوليتهما عن حماية حقوق الإنسان"، مضيفة أن الفيفا "غضت الطرف عن انتهاكات وقعت للعمال وفشلت في وقفها"، فضلاً عن أنها "ساهمت بلا شك في انتهاكات على نطاق واسع".

لقي آلاف العمال مصرعهم أو أصيبوا في ظروف غامضة أثناء بناء الملاعب والبنية التحتية الخاصة بالبطولة العالمية، كما تعرض بعضهم لسرقة الأجور وأجبروا على دفع رسوم وساطة باهظة، بحسب هيومن رايتس ووتش التي قالت في بيان إن "كأس العالم للعار" تقترب سريعاً، إذ يفترض أن تقام البطولة بعد 6 أشهر من الآن.

هذا الوضع جعل قطر عرضة لانتقادات متواصلة، فيما تنفي الدوحة مجملها لتشير دائماً إلى وجود إصلاحات. 

مونديال قطر 2022: اتهامات متلاحقة...فهل ستفسد العرس الكروي؟

"تعويضات لمعالجة الأخطاء"

وتقول المنظمة إن المبلغ المطلوب من الاتحاد الدولي هو "لمعالجة سلسلة الانتهاكات التي ارتُكبت منذ عام 2010، عندما منح الفيفا قطر حقّ استضافة البطولة دون أن يشترط أي تحسينات فيما يخص حماية العمال".

 

وأشارت منظمة العفو مرة أخرى في تقريرها الجديد حول الوضع في قطر إلى أنه بينما "تم إحراز بعض التقدم" إلا أن "النطاق المحدود وسوء التنفيذ" أديا إلى "استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وقالت منظمة العفو الدولية إن مبلغ 440 مليون دولار المطلوب هو الحد الأدنى "لتغطية مجموعة من مدفوعات التعويضات"، مضيفة أن "المبلغ الإجمالي المطلوب لتعويض العمال الذين عانوا من انتهاكات حقوق الإنسان قد يكون أعلى بكثير مع ذلك، وهو ما يجب تحديده من خلال عملية شفافة وذات مصداقية".

كما دعت منظمة العفو الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) للانضمام إلى المطالب. وأضافت أن الاتحاد الألماني لكرة القدم يمكنه أن لا يكتفي بالكلام وإنما أن يقوم "بأفعال ملموسة".

السعودية "لن تستضيف" السوبر الألماني

يذكر أن الاتحاد الألماني لكرة القدم رحب مؤخرًا بالاقتراح المقدم من رئيسة الاتحاد النرويجي ليز كلافينيس لإنشاء صندوق مساعدات مماثل.

وووصف بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم الوضع في قطر بـ"غير المرضي"، مشيرا إلى "تقدم حاصل" في مسألة حقوق العمال المهاجرين في بعض الأماكن، "لكن هذا التغيير لا يشمل أكثر من 2 في المائة فقط من العمال" المعنيين. وتابع قائلاً إن "هناك شكوك مبررة حول ما إذا كانت هذه التحسينات ستكون فعالة في جميع المجالات ..صحيح أنه تم تغيير بعض القوانين لكن هناك عقبة في التنفيذ ".

وفي ذات السياق، استبعد نويندورف احتمالية استضافة المملكة العربية السعودية لنهائي كأس ألمانيا تماما، مشددا في حوار لصحيفة (دي تسايت) الألمانية الأسبوعية، الصادرة الخميس (19 مايو/ أيار 2022)، أن "نهائي كأس ألمانيا مكانه العاصمة برلين. هذا أمر منتهي ومفروغ منه ". 

لكن حتى مع عروض المستثمرين لإقامة المباراة مقابل مبالغ ضخمة، فإن رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم "لن يغير رأيه". وشدد نويندورف على أن "كل شيء ليس مسألة مال.. يمكننا أيضاً أن نقول لا".

ويرى نويندورف أن بطولات كأس العالم والبطولات الرياضية العالمية "لا يجب أن تُمنح للدول التي تتجاهل حقوق الإنسان". وتابع قائلا: "في الأساس ، الأمر بسيط للغاية: أن ننظر إلى تشريعاتنا، وما هي القيم والمبادئ المكرسة لدينا.. علينا أن نعيش تلك القيم ونتمثلها.. هذا هو ما أدافع عنه.. خاصة إذا ما تعلق الأمر باختيار الدول لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى".

عماد حسن/و.ب (وكالات، توتير)