1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: "ظاهرة" حازم أبو إسماعيل و"أولاده"

٢٧ أبريل ٢٠١٢

بعد قرار لجنة الرئاسة المصرية باستبعاد حازم صلاح أبو إسماعيل من سباق الترشح للرئاسة، بدأ المناصرون له، أو من باتوا يعرفون بـ"أولاد أبو إسماعيل"، بالتحرك في الشارع. فما هي خلفيات هذا التأييد الشعبي للمرشح السلفي؟

https://p.dw.com/p/14mDG
صورة من: picture-alliance/dpa

 بدأ مناصرو حازم صلاح أبو إسماعيل الاعتصام أمام مقر اللجنة الانتخابية بمصر الجديدة عدة أيام، ثم انتقلوا إلى ميدان التحرير. في اعتصامهم بمصر الجديدة بدوا متحمسين، يغنون الأناشيد الإسلامية ويهتفون بهتافات مأخوذة عن الثوار المصريين، سواء ما كان منها ضد المجلس العسكري أو لجنة الانتخابات أو حتى ضد أمريكا التي يرون أنها تدخلت لمنع ترشح "الشيخ حازم" للرئاسة، يقطعون ما بين هتاف وآخر بالـ"تكبير"، أو بهتاف "إسلامية إسلامية".

أحد من المعتصمين يشرح أسباب حماسه لحازم أبو إسماعيل بالقول: "هذا الرجل قال إنه سيطبق الشريعة، ولذلك فالجميع يقفون أمامه ليمنعوه، قبل أن أخرج من بيتي كتبت وصيتي وقلت لأهلي إنني لن أعود إلا مع عودته لسباق الرئاسة"، وأضاف آخر: "هذا الرجل عزه عزنا وذله ذلنا".

ولكن لماذا أبو إسماعيل بالتحديد؟

Salafisten Ägypten
صورة من: DW

الإجابة هي أن "هذا الرجل لديه سياسة مأخوذة من الشريعة الإسلامية وبشكل مباشر، وهو الوحيد الذي أعلن أنه سيدخل الانتخابات في الوقت الذي اهتزت فيه أيادي الإسلاميين، وأعلن أنه سيحاكم كل من تورط في قتل الشهداء ويحاسب كل من تورط في الفساد، ولذلك فأمريكا لا تريده. هذا هو المرشح الوحيد الذي نزل ميدان التحرير في أحداث "محمد محمود" وأحداث "مجلس الوزراء"، وناصر الليبراليين والعلمانيين برغم اختلافه معهم، ويتم استبعاده الآن، وكثير من الليبراليين والعلمانيين يقفون معه بينما الإعلام هو من يردد أن أمه أمريكية".

"لقد تلاعبوا بنا"

الطريف أن البند المتعلق بضرورة أن يكون والدا المرشح مصريان، والذي استبعد على أساسه أبو إسماعيل، كان وارداً في التعديل الدستوري الذي وافق عليه أبو إسماعيل نفسه مع غالبية التيار الإسلامي في مصر. واحد من المعتصمين يقول: "أنا وافقت على هذه التعديلات، وكنت مخطئاً، هم أقنعونا أن هذه التعديلات سوف تحمي المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في مصر، وإن لم نوافق عليها فستتم كتابة دستور جديد يتم فيه محو هذه المادة. لقد تلاعبوا بنا وأوقعوا بين الإسلاميين والعلمانيين".

يرد مناصر آخر على مخاوف المسيحيين في مصر من مرشح يعلن أنه سيطبق الشريعة الإسلامية بشكلها الحرفي فيقول: "لدى حازم أبو إسماعيل 31 ألف توكيل من مسيحيين مصريين. هو قال إن "النصراني" الذي سيترك مصر سوف يرسل وراءه مندوبا لإعادته لمصر وتطمينه بأنه سوف يعيش كريما، لأن من واجب المسلمين حماية "أهل الذمة"، هو يؤمن بأن النصارى في مصر "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

جمهور يبحث عن مخلص

Salafisten Ägypten
صورة من: DW

ولكن بعيداً عن التشدد الديني من عدمه، فما الذي تمثله ظاهرة "حازم صلاح أبو إسماعيل"؟ المؤرخ شريف يونس يرى أنه يمثل "خلطة" من مؤيدي الشريعة ومؤيدي الثورة. وهذا له علاقة كبيرة بتفكك الحال السياسي وظهور فراغ كبير في المشهد المصري الحالي: "حالة الفراغ السياسي هذه لها تجسدات كثيرة. منها ظهور حازم أبو إسماعيل كمخلص يقف خلفه أتباع كثر. هو أقنعهم أنه سيطبق شيئاً مبهماً تماماً اسمه "الشريعة الإسلامية"، ولأنهم يريدون مخلصاً فقد صدقوه، ومنهم بعض القطاعات غير المحسوبة على السلفيين أيضاً".

ولكن انتهاء هذه الظاهرة من وجهة نظر يونس لا يأتي بمحاربتها ولا احتوائها، وإنما بمحاولة ملئ هذا الفراغ السياسي: "يجب أن يكون لدى الناس اتجاه سياسي يحاربون من داخله ويمكن تحقيق مكاسب من خلاله، لو ظل الوضع كما هو حاليا فقد تظهر ظواهر أكثر خطورة من أبو إسماعيل تنتهج العنف طريقا لها".

خطاب ثوري، شعبوي، سلفي

يجمع الكثيرون على أن ظاهرة "أبو إسماعيل" لن تنتهي قريباً، ومنهم المحاضر بالجامعة الأمريكية والمتخصص في تاريخ الحركات الإسلامية أشرف الشريف، والذي قال إن الظاهرة سوف تستمر، لأنها تعبر عن مشروع لتأسيس حركة إسلامية جديدة بعيدة عن الحركات التقليدية، الإخوانية والسلفية. جديدة من ناحية أن خطابها خطاب ثوري نوعاً ما، كما أنها جديدة من ناحية الفكر، ففكرها فيه مساحة من الشعبوية، ويمكن اعتبارها مزيجاً من المكون السلفي ومكونات أخرى شعبوية مثل الناصرية واليسارية. فأبو إسماعيل يجسد فاعلاً جديدا كانت البعض يحتاجونه في هذه اللحظة، وجمهوره يضم ناساً من كل الطبقات.

هل هذه الحركة مرتبطة بشخصية أبو إسماعيل نفسه؟

Salafisten Ägypten
صورة من: DW

الشريف يقول "لا، أنا أعتقد أن الحلقة الأضعف في هذه الحركة هي أبو إسماعيل نفسه. هو أثبت جهله بأمور عامة عدة مرات من قبل وليست له كاريزما شخصية، ولكن هناك جوع لشخص مثله. ويتابع الشريف أن هناك أربعة أجنحة للاتجاهات السياسية في مصر؛ الإسلامي واليساري والليبرالي والقومي الناصري. وأي تطور لواحد من هذه الأجنحة هو تطور للاتجاهات الأخرى: "الحالة "الحازمية" لديها فرص في النجاح، كما أن لها مخاطر أيضاً، فرصها أنها تقوم بحشد قطاعات كبيرة، كانت غير مسيَّسة، وغير مشاركة في العمل العام من قبل، وتقيم أشكالا تنظيمية وحركية جديدة، وهذا جيد لأن هناك أزمة في المشهد السياسي المصري مع موضوع "التنظيم"، كما أنها تقوم بتطوير الفكر السلفي. أما مخاطرها، فهي عدم استيعابها بشكل كامل لفكرة الديمقراطية والتعايش السلمي والتعددية".

نائل الطوخي ـ مصر

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد