1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر تحاول استئناف السياحة وسط جائحة كورونا

٢٣ يونيو ٢٠٢٠

قررت مصر إعادة فتح بعض المنتجعات والمواقع الأثرية أمام السياح الأجانب بدءا من شهر يوليو/ تموز، ولكن مع استمرار أزمة وباء فيروس كورونا، فإن قطاع السياحة لايزال أمامه طريقا طويلا من العقبات.

https://p.dw.com/p/3eADz
تعقيم مطار الغردقة المصري استعدادا لاستقبال السياح (18 يونيو/ حزيران 2020)
تعقيم مطار الغردقة المصري استعدادا لاستقبال السياح (18 يونيو/ حزيران 2020)صورة من: picture-alliance/Xinhua News Agency/A. Gomaa

لطالما دأب مصطفى على استكشاف مياه البحر الأحمر قبالة الغردقة، كجزء من عمله كغطاس مستقل على مدى 15 عاما، ما جعله سعيدا ومتفائلا حينما أعلنت السلطات إعادة فتح مدينته أمام السياح، بما في ذلك شرم الشيخ ومرسى علم ومرسى مطروح.

يشرح مصطفى فجاعة أزمة كورونا وتأثيرها على عمله، قائلاً: "كان الأمر مروعا، ليس في مصر فقط، بل في جميع أنحاء العالم"، ولكنه بدأ الآن مع زملائه باستقبال حجوزات دولية، مؤكدا على أنه شهد زيادة في مبيعات معدات الغوص في محله الخاص، والتزامه بتعقيم معداته واتباع تدابير السلامة الخاصة على النحو الموصى به من الرابطة المهنية العالمية لمدربي الغوص.

وكانت السلطات المصرية قد قررت إعادة فتح قطاع السياحة تدريجياً؛ رغم ارتفاع أعداد الإصابات داخل البلاد بنحو 1400 حالة يومياً، بناء على الأرقام المعلنة من جامعة جونز هوبكنز.

وقد شهدت مصر حالات إصابة بالفيروس أقل بكثير مقارنة بالبلدان ذات الحجم السكاني المماثل، مثل ألمانيا، لكن الطاقم الطبي في المراكز الحضرية شكا من نظام رعاية صحية مرهق وعدم كفاية الفحوصات، بينما تحدث المسؤولون عن الحاجة "للتعايش" مع الفيروس.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياحة، كما يبدو، فإن التعايش يعني الموازنة بين استئناف حذر للأعمال والحاجة إلى إعادة تشغيل هذا المجال الذي يمثل حوالي 15 ٪ من الاقتصاد، وذلك وفقا لما نقلته رويترز عن محللين.

وإلى جانب المدن السياحية الأكثر تضررا، تقرر أيضا إعادة فتح المواقع الأثرية الرئيسية وعدد من المطارات والفنادق مع فرض بعض القيود الصحية، وتعزيز هذه الخطوة من خلال التنازل عن متطلبات التأشيرة السياحية لمناطق المنتجعات، وتقديم خصومات كبيرة لشركات الطيران وإطلاق حملة إعلانية جديدة.

صورة من شواطئ الغردقة (22 مايو / أيار 2020)
صورة من شواطئ الغردقة (22 مايو / أيار 2020)صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer

العودة إلى المسار الصحيح؟

في بداية العام، أفادت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) أن قطاع السياحة في مصر ازدهر خلال عام 2019، مسجلاً قفزة في النمو بنسبة 21 في المائة، مع أكثر من 13.5 مليون سائح، حتى تصدرت مصر العديد من قوائم "أفضل المقاصد السياحية" لعام 2020، بما في ذلك قائمة لمجلة الأعمال الأمريكية فوربس.

وعقب متعهد رحلات على قوارب تقليدية صغيرة، وقال إنه بعد ثورة 2011، استغرق الأمر ما يقرب سبع سنوات لإعادة بناء الأعمال السياحية مرة أخرى.

وعندما تم الإعلان عن إجراءات مكافحة الوباء في مارس / آذار المنصرم، قال وزير الآثار والسياحة خالد العناني إن مصر قد تخسر ما يصل إلى مليار دولار (890 مليون يورو) شهريا من عائدات السياحة المفقودة.

وكان المستشار الاقتصادي المصري لمنظمة السياحة العالمية سعيد البطوطي، في حديث مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، قد توقع أن تستقبل مصر أكثر من 15 مليون زائر، مدفوعون بموجة من الاهتمام المتجدد من السياح الألمان، خاصة بعد تسجيل أول ارتفاع كبير لأعداد السياح في رحلة نهرية بمنطقة الأقصر خلال شهر مارس/ آذار المنصرم، ولكن جاء الوباء على غير المتوقع وقلب هذه المعادلة.

شركة "توماس كوك" السياحية تعلن إفلاسها.. ماذا يعني ذلك للمنطقة العربية؟

وفي ذات السياق صرحت شركة رحلات بحرية من أن "الجميع كان يفكر في الاحتفال وتناول اللحوم والاستمتاع فقط؛ حتى ضرب الوباء العالم"، مضيفة أن الشركة تمكنت من الاستمرار بدفع أجور 150 فردا من الطاقم، ولكن العديد من مشغلي الرحلات البحرية الآخرين بدأوا في تسريح الموظفين بمجرد إعلان السلطات وصول الفيروس.

"تسلق صعب"

الغرض من إعادة فتح مصر التدريجي هو وقف الأضرار الاقتصادية التي تسبب بها الوباء، ولكن في الغردقة يشك بعض مشغلي السياحة في أنها ستؤدي إلى انتعاش سريع.

يقول فيصل، والذي يملك شركة غطس ويؤجر القوارب، "لم أرَ بعد كيف سيحدث هذا"، مضيفا إلى أن العمل بنصف السعة تعني خسارة المال في النهاية، "إن كانت لديهم قيودا على عدد الركاب داخل القوارب فهذا يعني أني لن أبدأ العمل كونه غير مجدٍ، سيكون هذا صعبا جدا".

مضيفا إلى أن إعادة موظفيه وإعداد قواربه لموسم قصير وضعيف قبل أشهر الشتاء الهادئة سيكلفه كثيرا، "هناك مشكلة انخفاض الطلب من السياح الدوليين الذين فقدوا سبل عيشهم الخاصة أيضا، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي انتعاش اقتصادي، سيكون الأمر بغاية الصعوبة".

Ägypten  | Karnak-Tempel Luxor (picture-alliance/VisualEyze/Felbert+Eickenberg)
معبد الكرنك بالأقصر، ينتظر الزوارصورة من: picture-alliance/VisualEyze/Felbert+Eickenberg

زيادة السياحة الداخلية

تؤثر أماكن إقامة السياح على أي انتعاش اقتصادي متوقع، وقد تؤدي إلى الحد منه، كما يرى وزير الخارجية الألماني هيكو ماس؛ معقبا إلى أن بعض دول الاتحاد الأوروبي ترفع تدريجيا الحجر الصحي الإلزامي على المسافرين المحلين الذين يعودون إلى ديارهم، لكن تحذيرات الحكومة من السفر خارج الاتحاد الأوروبي ستظل قائمة حتى شهر أغسطس / آب على الأقل.

ويقول فيصل إلى أن الظروف المماثلة بالنسبة للمصرين غير القادرين على السفر إلى الخارج ساهمت في ارتفاع السياحة الداخلية، مضيفا إلى أن العمل يشهد ازدهارا "كون المصريين لا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان آخر، وأعدادهم تفوق السياح الأجانب، ولهذا لا يمكن العثور على شقة واحدة للإيجار في الجونة".

مؤكدا على أن انتعاش القطاع السياحي في مصر يعتمد على الانتعاش العالمي، "كورونا منتشرة في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن العائق الحقيقي هو السفر الجوي"، ويتوقع أن يستعيد القطاع عافيته فقط حينما يضمن الناس "عدم موتهم بسبب الوباء".

ليويس ساندرس / توم ساندرس / م.ش

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات