1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر - المثليون في مواجهة مرض الإيدز وضغوطات المجتمع

٣٠ مارس ٢٠١٢

يلجأ عدد كبير من المثليين في العالم العربي الى التزام الصمت فلا يفصحون عن ميولاتهم الجنسية خوفا من المواقف الرافضة لهم. ويزداد الطين بلة عندما يكون المثلي مصابا بمرض فقدان المناعة المكتسب. غير أن هناك من يرفض خيار الصمت.

https://p.dw.com/p/14Prl
صورة من: picture-alliance/dpa

اكتشف المواطن المصري ماجد قبل ثلاث سنوات بأنه مصاب بمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) وكان ذلك قُبيل التحاقة بالمؤسسة العسكرية. كان عمره حينها 29 عاماً، وأصابته صدمة عارمة عندما علم بالأمر. الكثيرون من المثليين مثله في البلدان الإسلامية يفضلون الصمت فلا يتحدثون عن وضعهم وميولاتهم الجنسية خوفا من الضغوطات الاجتماعية وخشية من العقوبات القانونية المحتملة، غير أن ماجد المصري يرفض هذا الوضع ويفضل التحدث عن ذلك.

ويقول ماجد إنه أصيب بالإيدز عند ممارسة الجنس مع رجل، دون استخدام الواقي الذكري. في البداية، لم يكن يتصور أنه سيتقبل إصابته بهذا المرض. ولاحَقته أحاسيس الشعور بالذنب فحرمته من النوم. فأصبح يخشى من نبذ المجتمع له وعزله، كما هو الحال بالنسبة للكثيرين من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب. ولاحظ أنه بدأ ينعزل وينسحب شيئاً فشيئاً عن محيطه الاجتماعي.

Magid el Rabeiy aus Ägypten
المواطن المصري ماجد الربيعيصورة من: DW/M.Paul

غير أن ماجد تجرّأ نهاية الأمرً وأخبر عائلته بمرضه، وفوجئ بما وجده من احتضان ودعم منها. وكان ذلك مخرجا له من العزلة. لكن "ماجد" لم يقف عند ذلك الحد، بل إنه ذهب خطوات أبعد، وقرّر أن يكون أول مصري يُقرّ علناً بإصابته بفيروس الإيدز المُعدي وبالمثلية الجنسية أيضاً، ويقول ماجد بهذا الشأن: "الحكومة المصرية لا تزال ترفض الاعتراف بانتشار فيروس الإيدز في مصر"، ويضيف: "هذا هو سبب قراري في الإعلان عن أني مصاب بالإيدز". ماجد أراد أن يقول علنا: "انظروا، يوجد الكثير من الناس في مصر ممن يحملون فيروس نقص المناعة وأنا نفسي دليل حي على ذلك".

الإيدز ينتشر في البلدان العربية

وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة العالمي لمكافحة الإيدز UNAIDS، فإن أحد عشر ألف شخص مصابين بفيروس الإيدز يعيشون في مصر وحدها. وينتشر الإيدز بشكل سريع خصوصا بين الرجال المثليين. ووفقا للدراسات الحالية، فإن حوالي خمسة في المئة من الرجال المثليين وغير المثليين، مصابون بفيروس نقص المناعة في مصر. وليس ماجد إلا واحداً منهم.

وحتى الآن لا يوجد في مصر استشارات طبية واسعة لمساعدة مرضى الإيدز. وقد ويصعب الحصول على الأدوية، كما يقول ماجد، ويضيف أن وضع المثليين المصابين بالإيدز بائس، لكن الحكومة المصرية تغلق عينيها عن ذلك. ويعزو ماجد أحد أسباب تجاهل الحكومة لهؤلاء إلى حظر القانون المصري للإتصال الجنسي بين المثليين في مصر، قائلاً: "مصر دولة إسلامية، وهي مثل معظم الدول العربية، حيث تعتبر ممارسة الجنس بين الرجال أمرا غير قانوني، بل إن ذلك يُعتبر جنحا وخطيئة ...". ويرى ماجد أن الآراء الفقهية لكثير من علماء الدِّين تساهم في تقوية رفض المجتمع للمثليين والسحاقيات واعتبارهم مخالفين ومجرمين لأن المثلية الجنسية محرمة في الإسلام، كما يقول ماجد، البالغ من العمر حالياً32 عاما.

وهذا ما يؤكده المتخصص في العلوم السياسة إياد محمود قائلاً: "المثلية الجنسية تُعتبر خطيئة كبيرة جدا بين الإنسان والله. وإذا صرّح أحد الناس علناً أمام الرأي العام بمثليته الجنسية فهذا أمر غير مألوف بل إنه خوض في موضوع يُعتبر من المحرمات".

الإيدز ومواجهته في البلدان العربية

Logo der Münchner Aids Tage
شارك ماجد في مؤتمر ميونخ للإيدز والتهاب الكبد لهذا العام 2012 وألقى كلمة فيه.صورة من: DW/M.Paul

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز UNAIDSفإنه يوجد ستون ألف شخص مصابون بفيروس الإيدز في مجموع الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتالي يكون عدد المصابين بالفيروس في هذه المنطقة قد تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية. وتوضح الدراسات أن السبب الرئيسي لانتقال الفيروس في المنطقة هو الاتصال الجنسي، غير المحميّ بشكل عام سواء بين المثليين أو بين غير المثليين جنسياً، بالإضافة إلى الإبَر أو الحُقَن الملوَّثة التي يستخدمها مدمنو المخدرات عن طريق الدم.

ونظرا للخطر المحدق الذي بدأ بالفعل يلوح في الأفق، قامت بعض بلدان المنطقة بإعادة التفكير جديّاً في مواقفها. حيث أصبحت تونس والمغرب والأردن وليبيا وإيران تنشط في مكافحة فيروس نقص المناعة وذلك من خلال تقديم الاستشارات وتوفيرا لعلاجات الطبية. وهي معركة مع المرض و لن تكون فعالة دون دعم من علماء الدين كما يقول ماجد: "الكثيرون من العرب متدينون ولعلماء الدين تأثير كبير على المجتمع"، ولذلك فعليهم مساعدة المصابين بهذا المرض، مهما كان توجههم الجنسي، ومساعدتهم وليس نبذهم وعزلهم. ويضيف أن بعض دول الشرق الأوسط اعتبرت شعوبها خالية من مرض الإيدز ومحصّنة غير أن الواقع كما هو الوضع في مصر أظهر عكس ذلك.

عدد لابأس به من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس الإيدز في المنطقة ينهجون الآن نهج المواطن المصري ماجد، فرغم إصابته بالإيدز ورغم توجهه الجنسي فانه يرفض العيش على هامش المجتمع المصري. بل إنه قام بتأسيس منظمة غير حكومية أطلق عليها اسم منظمة "أصدقاء الحياة"، وهي منظمة غير ربحية تناضل من أجل حقوق المصابين بفيروس الإيدز في مصر.

ميشائيلا باول / علي المخلافي

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد