1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا بعد سقوط نظام الأسد ـ حرب أهلية ثانية؟

٢٤ يوليو ٢٠١٢

قد تكون أيام حكم الرئيس بشار الأسد باتت معدودة. ولكن ماذا بعد؟ يبدو أن النظام الدكتاتوري سيترك للمجتمع السوري إرثا خطيرا، خصوصا إذا ما استمرت أطراف النزاع تنطلق في توجهاتها من منظور استخدام العنف فقط.

https://p.dw.com/p/15e7t
In this Wednesday, Feb. 22, 2012 citizen journalism image provided by the Local Coordination Committees in Syria and accessed on Thursday, Feb. 23, 2012, flames rise from a house from Syrian government shelling, at Baba Amr neighborhood in Homs province, Syria. A French photojournalist and a prominent American war correspondent working for a British newspaper were killed Wednesday as Syrian forces intensely shelled the opposition stronghold of Homs. (Foto:Local Coordination Committees in Syria/AP/dapd) THE ASSOCIATED PRESS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS HANDOUT PHOTO
صورة من: AP

عندما تصل الحرب الى العاصمة تبدأ الأنظمة الحاكمة في إعادة حساباتها. فالرئيس العراقي صدام حسين لزمه مغادرة الحكم بعد أيام قليلة من الغزو الأمريكي عام 2003. وما أن دخل الثوار الليبيون العاصمة طرابلس حتى أرغم معمر القذافي على مغادرتها هربا. وفي هذه الأيام يقاتل أفراد الجيش السوري الحر في العاصمة السورية دمشق ولم يعد سقوط نظام الأسد أمرا مستبعدا خصوصا بعد مقتل شخصيات قيادية بارزة في النظام.

In this citizen journalism image made and provide by the Kfar Suseh Coordinating of the Syrian Revolution, taken on May 8, 2012, Syrian militiamen known as "shabiha" are seen stand at an alley in Kfar suseh area, in Damascus, Syria. The swaggering gunmen operate as hired muscle for the Syrian regime, clutching rifles and daggers as they sweep through towns and villages, seeking vengeance on enemies of Bashar Assad. Recruited from the ruling elite's Alawite sect, the militiamen known as "shabiha" carry out some of the most ghastly attacks of Syria's violent conflict, allowing the regime to deny any direct responsibility. Witnesses have blamed shabiha for the Houla massacre over the weekend. (Foto:The Kfar Suseh Coordinating Of The Syrian Revolution /AP/dapd)THE ASSOCIATED PRESS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS HANDOUT PHOTO
التخوفات من الإنقسامات السياسية والعرقية والعقائديةصورة من: dapd

الرغبة في الانتقام

ويتساءل الخبراء ما إذا كان انتصار الثوار يعد بمستقبل أفضل في بلد حكمه حافظ الأسد الأب و بشار الأسد الابن على مدى أربعين عاما. فكلاهما اعتبرا نفسهما علمانيين، غير أن ذلك لم يمنعهما من وضع أقارب علويين لهما في مناصب سياسية وعسكرية واقتصادية قيادية. ورغم تخصيص بعض المناصب القيادية لأفراد من السنة والمسيحيين فإن العلويين شكلوا دائما الركيزة القيادية. ولاشك أن تعاملهم الوحشي من أجل السيطرة على الحكم أوجد لدى أعداء النظام شعورا بالرغبة في الأنتقام وأخذ الثأر. وإذا ما سقط النظام في يوم ما، فليس من المستبعد أن ينفجر بركان حمامات الدماء في البلد. هذا ما تؤكده الخبيرة في العلوم السياسية مارغريت يوهانسن من معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية بجامعة هامبورغ في حديث لها مع DW . فهي ترى أن سوريا مجزأة عرقيا و دينيا بحيث أن سقوط نظام الأسد لن يغير في الأمر من شيء، وسيبقى إرثه الذي يتجلى في التجزئة العرقية والدينية أمرا قائما.

حكومة الوحدة الوطنية

مع سقوط حكم نظام الأسد ستبدأ أيضا ساعة الحقيقة بالنسبة للمجموعتين الكبيرتين في المعارضة " المجلس الوطني السوري " و"هيئة التنسيق الوطنية". فالجماعتان تمثلان حسب قولهما 90 بالمائة من المعادين لنظام الأسد. وكلاهما أعلنتا أنهما تمثلان المعارضة بالكامل، بصرف النظر عن الانتماء العقائدي أو العرقي. وصرح متحدث باسم المجلس الوطني السوري لم يرد الإعلان عن اسمه "أن هناك رغبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ونظرا للحاجة الملحة لبناء سوريا وإلى التجربة الإدارية وللخبرات فمن الممكن التعاون مع أفراد من الحكومة السابقة، بشرط ألا يكونوا مشاركين في أفعال إجرامية. فنحن لا نريد أن نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه العراق وهو السماح بانقسام المجتمع مرة أخرى. سنحاول تجنب ذلك. وانطلاقا من ذلك يمكن تشكيل حكومة"، كما يؤكد المتحدث.

نظام الأسد والإرث السياسي

غير أن إقامة الثقة في حكومة وحدة وطنية ستكون بمثابة ثورة ثقافية، حيث إن "آل" الأسد، دعوا أيضا إلى الوحدة الوطنية في سوريا وداسوها بالأقدام في نفس الوقت. وهذا ما جعل أغلبية السوريين تضع الثقة في الأوقات الصعبة في مجموعتها العرقية أو الدينية المقربة إليها و ليس في الدولة. وكيفما كانت تشكيلة الحكومة المقبلة فلن يكون من السهل التغلب على الإرث السياسي والثقافي الذي سيترك نظام الأسد خلفه.

epa03311362 Syrian refugees are seen crossing the Lebanese border post at Al Masnaa area upon their arrival from Syria, in Al Masnaa, Lebanon, 19 July 2012. Unrest in Syria has triggered the departure of thousands of people who fled the violence, some 150,000 went to Jordan while tens of thousands others headed to Turkey and Lebanon. EPA/LUCIE PARSEGHIAN +++(c) dpa - Bildfunk+++
من يوم لآخر يزداد عدد اللاجئين الهاربين من سورياصورة من: picture-alliance/dpa

الخبيرة في العلوم السياسية مارغريت يوهانسن متشككة وتعتقد "أن كل دستور جديد أو أي جهاز جديد في البلد يجب أن ينطلق من هوية سورية شاملة". بيد أنه من الصعب التغلب على الانشقاق العرقي والديني إذ أن "هناك حاجة إلى أخذ عنصر التجزئة في البلد بعين الاعتبار في أجهزة الدولة وإضفاء الطابع المؤسساتي عليها".

Margret Johannsen Institut für Friedensforschung und Sicherheitspolitik an der Universität Hamburg *** eingestellt im Mai 2012
الخبيرة مرغريت يوهانسنصورة من: IFSH

المصالحة تحتاج الى الانضباط

عند سقوط النظام سيكون البلد في حاجة إلى البحث أولا عن حلول لقضايا ذات أهمية كبرى، خصوصا في موضوع وقف العنف في المجتمع. مثال جنوب افريقيا يؤكد إمكانية ذلك. ستكون هناك الحاجة إلى تنظيم طاولة مستديرة يحضرها كل ممثلي المجتمع السوري بما في ذلك ممثلين عن النظام السابق. غير أن ذلك يتطلب انضباطا كبيرا من جانب كل الأطراف كما تؤكد الباحثة مارغيت يوهانسن "فمثل هذا التوزيع للسلطة ليس بالأمر اليسير ويحتاج الى إبعاد عناصر الانتقام والأخذ الثأر". وهناك أمثلة كثير تؤكد إمكانية نجاح ذلك، غير أن الأمر بالنسبة لسوريا يحتاج إلى وقت طويل، خصوصا وأنه ليس هناك من بديل آخر، كما تضيف يوهانسن.

كيرستن كنيب/ عبدالحي العلمي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد