1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما تعنيه خسارة أفدييفكا لأوكرانيا والغرب؟

١٨ فبراير ٢٠٢٤

بوتين يهنئ قوات بلاده بعد الاستيلاء على مدينة أفدييفكا ذات دلالة رمزية كبيرة، وذلك قبل أيام من ذكرى اجتياح روسيا لأوكرانبا. السبب الرئيسي وفق مراقبين يكمن في نفاذ الذخيرة في ظل تأخر الدعم، فهل تخلى الغرب عن كييف؟

https://p.dw.com/p/4cXfn
Ukraine Avdiivka
صورة لوكالة أنترفاكس الروسية لمدينة أفدييفكا للتأكيد على سيطرة القوات الروسية للمدينة. (17 فبراير/ شباط 2024). صورة من: Dmitry Yagodkin/TASS/dpa/picture alliance

أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبارات تهنئة لجيش بلاده على الاستيلاء على بلدة أفدييفكا شرقي أوكرانيا في الحرب التي بدأها ضد جارته أوكرانيا، وفقاً لما نقلته وكالة انترفاكس الروسية الأحد (18 فبراير/ شباط 2024)، بينما حمّل الرئيس الأمريكي جو بايدن ما وصفه "تقاعس" المشرعين الأميركيين مسؤولية سقوط المدينة بيد الروس. واتصل بايدن بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت لـ "التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا"، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وقال البيان إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء "بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر".

ويأتي انتقاد بايدن للكونغرس في ظل الخلافات الدائرة بين الديموقراطيين حول إقرار مساعدات عسكرية بحجم 60 مليار دولار لأوكرانيا التي تحتاجها بشدة. ومن تمّ دعا بايدن إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل والذي يتضمن بند المساعدات المخصصة لأوكرانيا، علماً أن واشنطن هي أكبر داعمٍ لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وقال بايدن للصحافيين في ديلاوير "تحدثت مع زيلينسكي بعد ظهر اليوم لأخبره بأنني واثق من أننا سنحصل على هذه الأموال". واعتبر أن فشل المشرعين الأميركيين في الموافقة على تمويل جديد للمساعدات العسكرية لكييف سيكون "سخيفا" و"غير أخلاقي"، مضيفا "سأكافح من أجل تزويدهم بالذخيرة التي يحتاجون إليها".

طمأنة الحلفاء

من جهته، أعلن زيلينسكي مساء السبت أنه تحدث هاتفيا إلى بايدن وناقش معه الوضع على الجبهة، مؤكدا ثقته بأن الكونغرس الأميركي سيتخذ "قرارا حكيما" بالإفراج عن المساعدات لكييف.

وكتب زيلينسكي على تطبيق تلغرام "أنا مسرور بأنه يمكنني التعويل على الدعم الكامل للرئيس الأميركي. نثق أيضا بالقرار الحكيم للكونغرس الأميركي".

وسعت نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى طمأنة الحلفاء الغربيين في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي سينهي أشغاله الأحد، باستمرارية الدعم الأمريكي لكييف.

مؤتمر ميونخ للأمن.. أزمات تتفاقم وحلول تتعقد

ويعارض دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في السباق الرئاسي في تشرين الثاني/نوفمبر، مساعدة أوكرانيا، وقد استخدم نفوذه مؤخرا لعرقلة تشريع لإصلاح قوانين الحدود كان سيسمح أيضا بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.

وفي حديث في ميونيخ في وقت سابق السبت إلى جانب زيلينسكي، قالت هاريس "في ما يتعلق بدعمنا لأوكرانيا، يجب أن نكون ثابتين ولا يمكننا ممارسة ألاعيب سياسية".

"نصر رمزي"

ويجمع المراقبون على أن سقوط مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا هو انتصار هام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة وأن المدينة كانت رمزاً لمقاومة الغزو الروسي منذ اجتياح القرم عام 2014.

ووصفت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية هذا التطور بأنه بمثابة "نصر كبير" للرئيس الروسي، وبأنه الأكبر منذ سقوط مدينة باخموت في يد القوات الروسية في شهر أيار/مايو الماضي، والتي كانت البوابة الرئيسية للجيش الروسي للتقدم في دونيتسك.

ورأت الشبكة الأمريكية أن هذا النصر جاء في "توقيت حاسم"، حيث "تبحث روسيا عن دفعة معنوية مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية  لغزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا في 24 (شباط) فبراير، وقبل الانتخابات الرئاسية المقررة في (آذار) مارس في روسيا".

هل تراجع الحلفاء؟

هذا التطور أدى إلى التشكيك في مدى دعم الغرب لكييف، فالمساعدة التي صادق عليها التكتل الأوروبي بجميع أعضاءه الـ27 قبل نحو أسبوع، جاءت متأخرة ، لتمنى كييف بخسارة أخرى ذات مغزى.

وربما هذا ما دفع زيلينسكي للقيام يوم الجمعة برحلة جديدة إلى غرب أوروبا بهدف الضغط على حلفاءه لمواصلة تقديم الدعم العسكري، وفقا لفوكس نيوز.

والغزو الروسي لأوكرانياخلال كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن السبت، حث زيلينسكي الدول الغربية على مساعدة أوكرانيا على هزيمة بوتين، وقال "إلى متى سيسمح العالم لروسيا بأن تكون هكذا؟ هذا هو السؤال الرئيسي اليوم... من فضلكم، كل شخص في العالم، لا تسألوا أوكرانيا متى ستنتهي الحرب. اسألوا أنفسكم، لماذا لا يزال بوتين قادراً على مواصلة هذه الحرب".

وتفيد تقارير إعلامية عديدة بنفاذ الذخيرة. وحصلت أوكرانيا على مساعدات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات من واشنطن وحلفائها الغربيين منذ بداية الحرب، إلا أن الرئيس الأوكراني لا يكف عن المطالبة بالمزيد. ويبدو أن إحساساً تسرب إلى الحلفاء بأن مطالب زيلينسكي التي لا تنتهي لم تغير الوضع على الأرض كثيرا على الرغم من تفاؤله من قبل بالحصول مثلا على دبابات ليوبارد وتأكيده أنها ستسهم في قلب الموازين خلال ما عرف بالهجوم المضاد والذي أجمعت العديد من دوائر التحليل السياسي على فشله في تحقيق أهدافه المرجوة.

وفي ظل هذه التطورات، أصدرت الخارجية الصينية الأحد بياناً تدعو فيه إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن. كما أشار البيان إلى أن بيكين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، كما أنها غير ضالعة بها، لكنها لم تقف أبداً مكتوفة الأيدي حيالها ولم تستغل الأزمة لتحقيق مكاسب.

صواريخ "تاوروس" الألمانية

وعلى صعيد متصل، صرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأحد من مؤتمر ميونيخ للأمن، بأنه يتوقع أن تتخذ الحكومة الألمانية قراراً لصالح توريد صواريخ من طراز "تاوروس" إلى بلاده.

وقال كوليبا أمام الصحفيين: "حقيقة أنك لا تسمع  لا إجابة واضحة بهذا الخصوص فإت ذلك بحد ذاته إجابة. نحن على ثقة دائما بأنه سيتم حل مثل هذه المشكلات في وقت ما، لأن هذا ما علمتنا إياه الحياة خلال العامين الماضيين".

وأكد الوزير الأوكراني بالنظر إلى جدالات سابقة حول توريد أسلحة ذات جودة جديدة إلى بلاده أن كل نقاش حول توريدات أسلحة بدأ بـ "لا"، وأوضح أنه قبل أن تصرح الحكومة الاتحادية بتصدير دبابات من طراز "ليوبارد"، كانت قد ترددت أيضا آنذاك لفترة طويلة.

يذكر أن الحكومة الأوكرانية طلبت رسميا من الحكومة الاتحادية ببرلين صواريخ "تاوروس" يصل مداها إلى 500 كيلومتر وذات دقة عالية في أيار/مايو الماضي حتى تتمكن من ضرب أهداف عسكرية (روسية) بعيدة عن خط المواجهة.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قرر مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي عدم توريد هذه النوعية من الصواريخ إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، حيث هناك مخاوف من إمكانية إصابة أراضي روسية أيضا بهذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر.

و.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)