1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما أبعاد اختيار سيف العدل وليس الظواهري خلفاً لبن لادن؟

١٨ مايو ٢٠١١

كما توقعت بعض المصادر بقي أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي واختير المسؤول العسكري فيه سيف العدل المصري قائماً بأعمال أسامة بن لادن، الذي قتل على يد قوات خاصة أمريكية. فما أبعاد ودلالات هذا الاختيار؟

https://p.dw.com/p/11J5z
التوقعات كانت تشير إلى أيمن الظواهري، فما هي دلالات اختيار سيف العدل المصري؟صورة من: AP

بعد حوالي أسبوعين من مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في باكستان، أعلن اليوم عن تعيين القائد العسكري في التنظيم والمعروف باسم سيف العدل المصري قائماً بأعمال بن لادن ريثما يتم الاتفاق على خليفة جديد له.

وجاء هذا النبأ على لسان نعمان بن عثمان، وهو ليبي ترك تنظيم القاعدة ويعمل محللاً في مؤسسة أبحاث في لندن. وأكد عثمان أن اختيار المصري يأتي لسد فراغ في هرم التنظيم في وقت حساس في منطقة الشرق الأوسط، ألا وهو ربيع الثورات العربية.

من محمد مكاوي إلى سيف العدل المصري

من جهته يوضح الخبير في شؤون القاعدة المقيم في ألمانيا جاسم محمد، في حديث مع دويتشه فيله، أن سيف العدل المصري، أو محمد مكاوي، كان ضابطاً أمنياً مصرياً قبل أن ينضم إلى صفوف القاعدة، ويعتبر من الشخصيات القيادية في التنظيم ومسؤولاً عن عملياته العسكرية، بالإضافة إلى إشرافه على معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في كل من السودان وأفغانستان في تسعينات القرن الماضي.

Anschlag auf Botschaft der USA in Nairobi Kenia 1998
يعتبر سيف العدل من مخططي لتفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998صورة من: AP

ويشير محمد إلى أن سيف العدل "مسؤول عن تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998، وغادر أفغانستان بعد هجمات سبتمبر/ أيلول عام 2001 إلى إيران، وتشير المعلومات إلى أنه لا يزال في إيران حالياً". ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تعرض مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تمكنها من القبض عليه.

واختيار قيادي عسكري في القاعدة بهذه السرعة ليخلف الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة له دلالات وتبعات تختلف باختلاف من يفسرها، إذ يعتبر جاسم محمد أن "تحويل زعامة هذا التنظيم من الجزيرة العربية إلى مصر يأتي وسط تراجع للقاعدة بسبب ربيع الثورات العربية ... الجيل الأول (في التنظيم) أصبح دوره إرشادي أكثر منه قيادي".

من ناحية أخرى يشكك المحلل الاستراتيجي مصطفى العاني، لوكالة رويترز، في صحة خبر تولي سيف العدل المصري قيادة تنظيم القاعدة، مؤكداً أن الأخير كان على خلاف مع بن لادن، خصوصاً وأنه كان من بين من انتقدوا هجمات سبتمبر/ أيلول عام 2001، ووصف بن لادن آنذاك بـ"الدكتاتور الذي يتخذ القرارات دون الرجوع إلى زملائه"، بحسب قوله.

اختبار لتقبل قيادة مصرية

Bin Laden und El Zawahiri in El Kaida Camp
برغم كونه الرجل الثاني بعد بن لادن، إلا أنه لا يوجد لدى الظواهري تقبل كبير لكي يقود التنظيمصورة من: picture-alliance / dpa

أما عن كون سيف العدل مصري الجنسية، مما قد يؤثر على قبوله لدى أعضاء التنظيم، فتضاربت التحليلات حول هذه المسألة. فهناك من يرى بأن إبراز سيف العدل على الساحة كقائد للقاعدة من شأنه أن يبعد الأنظار عن الشخص الثاني بعد بن لادن، أيمن الظواهري. أما النظرية الأخرى فتقول إن هذا الاختيار يهدف إلى جسّ نبض أعضاء القاعدة وقياس تقبلهم لقيادة مصرية للتنظيم، تمهيداً لاستبداله بأيمن الظواهري المصري الجنسية أيضاً.

أما الخبير جاسم محمد فيعتقد بأن اختيار سيف العدل المصري "لا يثير أي جدل أو خلاف بين أعضاء مجلس شورى تنظيم القاعدة، فاختيار قائد عسكري قد يأتي أيضاً تضامناً مع أداء التنظيم من الناحية العسكرية، الذي لا يتم التركيز عليه بقدر التركيز على الجهد الاستخباري".

وفيما يخص عملية الاختيار نفسها، فيكشف الخبير في شؤون القاعدة أن قيادة التنظيم موكلة إلى ما يعرف بـ"مجلس شورى" يتألف من أهم الشخصيات القيادية فيه. اختيار زعيم جديد للقاعدة يتم عن طريق "مبايعة" من تجتمع عليه أصوات أعضاء المجلس.

هذا ولا يعترض جاسم محمد على التحليلات الأخرى لاختيار سيف العدل المصري خلفاً لأسامة بن لادن، والتي تقول بأن هذا الاختيار مؤقت ويهدف إلى إظهار أن القاعدة ليست بدون زعيم، إلا أن سيف العدل لن يبقى طويلاً في هذا المنصب بسبب افتقاره إلى المعرفة الفكرية والعقائدية بالتنظيم، التي كانت موجودة لدى بن لادن.

ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد