1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مؤتمر تونس يؤكد أن للسوريين أصدقاء يؤيدون قضيتهم العادلة"

٢٤ فبراير ٢٠١٢

أكدت المسئولة في المجلس الوطني السوري، مرح البقاعي، أن مؤتمر تونس أثبت أن للشعب السوري أصدقاء سيتخذون كل السبل اللازمة لحمايته ومساعدته، معتبرة، في حوار مع موقعنا، أن مشاركة المجلس المعارض فيه تعد اعترافا بشرعيته.

https://p.dw.com/p/149tq
صورة من: REUTERS

دعا مؤتمر أصدقاء سوريا في ختام أعماله الجمعة (24 فبراير شباط 2012) في تونس إلى وقف كافة أعمال العنف "فورا" وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر، حسب ما أعلنه وزير الخارجية التونسي رفيق بن عبد السلام، "أكدت مجموعة الأصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة أعمال العنف فورا". والتزم المشاركون في المؤتمر بـ"اتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه".

وأكد وزير الخارجية التونسي أن "المشاركين في مؤتمر أصدقاء سوريا سيعترفون بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين في الاجتماع القادم لمجموعة "أصدقاء سوريا" في تركيا. وأشار الوزير التونسي إلى

ضرورة مواصلة الجهود من أجل ضم باقي أطياف المعارضة إلى المجلس. كما قال عبد السلام إن الاجتماع أيد مطلب الجامعة العربية لتشكيل قوة من دول عربية ومن الأمم المتحدة للمساعدة في إنهاء العنف في سوريا. لكن هذه النقطة لم يتضمنها البيان الختامي للاجتماع.

وفي سياق متصل أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 23 شخصا قتلوا اليوم جراء قصف القوات السورية لمدينة حمص وأحيائها المحاصرة.

وفي حوار مع DW اعتبرت مرح البقاعي مديرة مكتب واشنطن للمجلس الوطني السوري المعارض أن المجموعة الدولية أكدت من خلال مؤتمر تونس أنها ستضع كل السبل اللازمة لحماية الشعب السوري وإيصال المساعدات والإغاثة الضرورية إليه.

وفيما يلي نص الحوار:

DW: بالنسبة لكم كمجلس وطني ما هو أهم انجاز مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي عقد في تونس؟

Burhan Ghalioun während einer Pressekonferenz in Istanbul
مؤتمر أصدقاء سورية يعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريينصورة من: picture-alliance/dpa

مرح البقاعي: أهم انجاز أن معظم دول العالم اجتمعت هنا في تونس وقالت كلمتها بأنها مع الشعب السوري، وحتى اسم المؤتمر أصبح مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" بعد أن كان كمشروع مؤتمر "أصدقاء سوريا". وقد أظهر المؤتمر أن للشعب السوري أصدقاء في كل أنحاء العالم سيقفون إلى جانبه في قضيته العادلة، وسيضعون كل السبل اللازمة لحمايته وإيصال المساعدات والإغاثة الضرورية إليه.

طُرحت خلال المؤتمر صيغ متباينة لموضوع التدخل أو الحماية أو تأمين مناطق معينة، فهل تم الاتفاق على صيغة تجنب الشعب السوري من سقوط مزيد من الضحايا؟

بالفعل، ما طرح في المؤتمر هو إيجاد ممرات آمنة لإيصال المواد الإغاثة ولاسيما المواد التي يحتاجها الجرحى والمدنيون المحاصرون في المدن المنكوبة. وطبعا الآليات يتم وضعها من قبل الخبراء، بعد أن تم الاتفاق على بند رئيسي وهو فتح ممرات لإيصال الإغاثة والمعونات عن طريق المنظمات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإنقاذ المنكوبين في المدن المحاصرة.

ماذا عن مسألة تشكيل مجموعة اتصال دولية خاصة بسوريا، وهل ستكون مماثلة لمجموعة الاتصال التي شكلت إبان الثورة الليبية؟

الوضع في سوريا مختلف عن الوضع الليبي، بمعنى أن ما ينطبق على ليبيا ليس ضرورة أن ينطبق على الحالة السورية والعكس صحيح. المهم الآليات المتعلقة بمجموعة الاتصال التي تم اقتراحها.

روسيا قاطعت المؤتمر لكن هل يمكنها فعليا أن تلعب دورا في حل الأزمة السورية سواء في موضوع فتح ممرات آمنة أو في إقناع الرئيس بشار الأسد بالتخلي عن السلطة؟

بإمكان روسيا التي تملك قوة وتأثير كبيرين على الجيش السوري، ولديها أوراق ضغط كثيرة على سوريا وبإمكانها استخدامها والضغط على بشار الأسد وأن تدفعه للاستقالة وأن يمتثل لإرادة المجتمع الدولي والمجتمع الإنساني الذي اجتمع اليوم برمته في مؤتمر تونس، ليقول بأننا لن نقبل ما حدث في مجلس الأمن (حيث استخدمت روسيا والصين فيتو على قرارين ضد النظام السوري) وأننا سنضع آليات أخرى وسبل لمساعدة الشعب السوري.

نحن لا نريد أن نقطع الاتصال مع روسيا التي يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في بناء سوريا الجديدة، إذا ساهمت الآن في إنهاء النظام بسرعة لأنها قادرة على إقناع النظام بأن الوقت قد انتهى وأن العد التنازلي قد بدأ، وأن مصلحة روسيا مع الشعب السوري وليس مع النظام المتهاوي. وهذا الأمر سيؤثر على الانتخابات الروسية، لأن الشعب الروسي يشاهد ما يجري ولا يريد أن ينتخب رئيسا يقف مع الاستبداد ولا يقف مع الشعوب التي تطالب بالحرية.

ما هو تعليقك على انسحاب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي من جلسة المؤتمر (الوفد عاد وانضم للمؤتمر)؟

لا أعتقد أن انسحاب الوفد السعودي كان انسحابا كاملا، بل كان بمثابة إرسال لإشارات بأن الشعب السعودي يقف بقوة إلى جانب الشعب السوري ويريد أن يرفع عنه الظلم والقتل. نحن شاكرين للموقف السعودي وللسقف العالي الذي يتحدث به، واعتقد أن انسحاب الوفد كان تكتيكيا هدفه إرسال إشارة للعالم بأن الهدف هو توفير حماية فورية للمدنيين مهما كلف الثمن.

ماذا تقصدين بالضبط بـ "حماية المدنيين"؟ هل عبر إرسال قوية عربية أو قوة دولية مثلا؟

حماية المدنيين يمكن أن تأخذ كل الأشكال الممكنة، لوقف نزيف الدم السوري.

تأكيد القوى الدولية المشاركة في مؤتمر تونس إنه سيتم بالمجلس الوطني السوري كـ"ممثل شرعي للسوريين"، هل يرتقي ذلك ما كنتم تنتظرونه من المؤتمر؟

يعني حضور المجلس الوطني السوري في هذا المؤتمر إلى جانب كل هذه الدول من مختلف أنحاء العالم والتمثيل العالي لها على مستوى وزراء الخارجية للدول الكبرى، هذا كله يؤكد أن هنالك اعترافا بشرعية التمثيل للمجلس الوطني السوري. وطبعا هذا لا يعني أننا مرتاحون لأداء المجلس، فالأداء بحاجة دائما إلى تحسين وتطوير وللمزيد من الشفافية والمحاسبة والمراقبة. ونحن نشدد على ضرورة انضمام كل أطياف المعارضة إلى صف واحد، ليس لتوحيد المعارضة لأنه لا ضرورة بأن تكون موحدة، ولكن يجب أن تكون للمعارضة رؤية موحدة وخطة موحدة لإسقاط هذا النظام.

وأي اعتراف بالمجلس الوطني السوري، يمكن أن يشكل دفعة قوية والاعتراف الأكبر هو اعتراف الشعب السوري وهذا ما نسعى إليه، أي أن يشعر الشعب السوري بأن المجلس الوطني يمثل آماله وآلامه.

أجرى الحوار منصف السليمي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد